توقيت القاهرة المحلي 08:53:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انخفاض أسعار الخبز.. التصريحات والحقيقة

  مصر اليوم -

انخفاض أسعار الخبز التصريحات والحقيقة

بقلم - عماد الدين حسين

من الأخبار المفرحة جدا إعلان وزير التموين د‫. على المصيلحى يوم أمس الأول القرار رقم ١٥ لسنة ٢٠٢٤  بشأن تنظيم أسعار الخبز الحر والفينو وتخفيضها بنسب تتراوح بين ٢٠ - ٣٠٪‫.

لكن الخبر الذى سيكون مفرحا جدا أن يتم تخفيض هذه الأسعار فعلا على أرض الواقع، وليس فقط فى التصريحات الإعلامية أو فى عدد محدود من المخابز‫.

وأظن أن من حق الناس على وزارة التموين وجميع الأجهزة الرقابية أن يدفعوا السعر العادل للسلعة خصوصا رغيف الخبز، طالما أنهم تحملوا بشجاعة السعر المرتفع والخرافى حينما قفز سعر الدولار ذات يوم وتجاوز حاجز السبعين جنيها‫.

وزارة التموين أعلنت يوم الأحد الماضى الأسعار والأوزان الجديدة المخفضة للخبز الحر والفينو وجاءت كالتالى‫:

 جنيه ونصف للرغيف وزن ٨٠ جراما، و٧٥ قرشا للرغيف وزن ٤٠ جراما، وخمسون قرشا للرغيف وزن ٢٥ جراما وجنيه، للرغيف وزن ٥٥ جراما‫.

وبالنسبة لأسعار الفينو فإن الرغيف زنة ٥٠ جراما جنيه ونصف والرغيف زنة ٣٥ جراما جنيه واحد قبل هذا الاعلان الرسمى.

طبقا للبيانات والمعلومات الحكومية، وكما قال الدكتور على المصيلحى فإن أسعار الدقيق شهدت تراجعا كبيرا فى الأسابيع الأخيرة. فسعر الطن الذى قفز إلى ٢٨ ألف جنيه وهبط الآن إلى ٨ آلاف. وعبدالله غراب رئيس شعبة المخابز فى الغرفة التجارية بالقاهرة أكد أن الأسعار هبطت بنسبة ٤٠٪، وبعض كبار التجار قالوا أن سعر الطن هبط إلى ١٦ ألف جنيه وليس ١٨ ألفا‫.

قواعد السوق ومنطق الأشياء يقول إنه طالما أن التاجر قام برفع الأسعار حينما ارتفعت عالميا خصوصا حينما كان الدولار مرتفعا، فمن العدل والإنصاف والمساواة والسلام الاجتماعى أن تنخفض الأسعار حينما تنخفض عالميا‫.

نعلم أن سعر طن القمح المستورد كان عند متوسط ٢٧٥ دولارا قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ومع تعطل سلاسل الإمدادات قفز السعر ذات يوم إلى أكثر من ٥٠٠ دولار، لكنه عاد فى الشهور الأخيرة إلى السعر القديم وأحيانا ما دون هذا السعر‫.

ونعلم أيضا أن سعر الدولار شهد ارتفاعات كثيرة فى مصر، وتجاوز حاجز السبعين جنيها فى السوق السوداء، وسعره الآن بعد توحيد أسعار الصرف تحت حاجز الخمسين، كما أن سعر الدولار الجمركى صار محررا أى تحت الخمسين بقليل‫.

وبالتالى يحق للناس أن تتساءل لماذا لا ينخفض سعر السلعة فى السوق، حينما تنخفض تكلفة الإنتاج؟‫!

مسئولو وزارة التموين، وكذلك المسئولون فى الغرف التجارية يتحدثون بغزارة فى الأيام الأخيرة عن انخفاض أسعار الخبز الحر، لكن عددا كبيرا من الزملاء فى مناطق مختلفة خصوصا بالقاهرة، يقولون إن ذلك لم يتم فعليا الا فى مناطق قليلة. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا تكون هناك آلية تضمن تطبيق ذلك على أرض الواقع؟‫!

لماذا تسمح الحكومة وأجهزتها بزيادة أسعار الخبز الحر لأصحاب المخابز بمجرد زيادة أسعار الدقيق، فى حين لا تتمكن من إلزامهم بتخفيض الأسعار حينما تنخفض تكلفة الإنتاج سواء كانت فى سعر الدقيق أو الدولار؟‫!

لست من أنصار فرض تسعيرة جبرية على أى سلعة لأنها فعلا تتعارض واقتصاد السوق ولن تحل أى مشكلة، لكن هناك فى المقابل طرق مختلفة لتحديد التكلفة الأساسية لأى سلعة مضافا إليها هامش معقول ومتفق عليه لربح المنتج أو صاحب المخبز وأمام الحكومة فرصة ذهبية لتعويد الناس على التسعير التلقائى للسلع، فهى حينما تزيد أسعار الخبز الحر إذا ارتفعت أسعار الدقيق عالميا والدولار محليا، وتخفض السعر إذا انخفضت أسعار الدقيق والدولار، فهى تقول للمواطن المصرى العادى: نحن فعلا نتبع قواعد السوق، وبالتالى سوف يقتنع المواطن بذلك فعلا. أما أن يتم فرض الزيادات فورا ولا تهبط أبدا مهما حدث فى العرض والطلب فهى وصفة ورسالة للمواطن العادى أن الحكومة تحابى التجار فقط‫.

وزير التموين د. على المصيلحى قال قبل أيام أن الأيام المقبلة سوف تشهد تشكيل لجنة عليا لمتابعة أسعار الخبز ومن بين مهامها تحديد الأسعار والأوزان والمواصفات الفنية وانعقادها سيكون شهريا‫.

وطبقا لتصريحات وزارة التموين والتنمية المحلية فإن عقوبات المخالفين تبدأ من مصادرة الدقيق وتصل الى الحبس وغرامة تصل إلى ٢ مليون جنيه.

شكرا لوزارة التموين وللحكومة على هذا التحرك، لكن الخبر السيئ انه لم يتغير الأمر كثيرا على أرض الواقع. صباح أمس الإثنين مررت على اكثر من بائع للخبز فى المنطقة الموجود بها مجلس الوزراء ومجلسا النواب والشيوخ ومربع الوزارات بما فيها التموين بالقصر العينى والأسعار فى معظم المخابز و«فرشات الشوارع» كما هى.

فما هو الحل؟!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انخفاض أسعار الخبز التصريحات والحقيقة انخفاض أسعار الخبز التصريحات والحقيقة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon