توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تستخدم إسرائيل القنبلة النووية؟!

  مصر اليوم -

هل تستخدم إسرائيل القنبلة النووية

بقلم - عماد الدين حسين

هل يمكن لإسرائيل أن تستخدم القنبلة النووية ضد سكان قطاع غزة، أو جنوب لبنان أو اليمن أو إيران أو أى دولة عربية؟
لو أن شخصا سأل هذا السؤال قبل أكتوبر الماضى، لربما تم اتهامه بالجنون، لكن أظن أن طرح هذا السؤال الآن، لم يعد جنونيا، بل أظن أن على غالبية الدول العربية المتشددة والمعتدلة، أن تدرس بهدوء ماذا لو قررت حكومة المجانين فى إسرائيل اللجوء إلى ما يسمى بـ «السلاح الأخير»؟!
المؤشرات والشواهد والأدلة على أن هذا الأمر ليس مستبعدا من إسرائيل كثيرة. وأخطرها بطبيعة الحال هو ما قاله اميحاى الياهو وزير التراث الإسرائيلى فى ٥ نوفمبر الماضى فى تصريح للإذاعة الإسرائيلية بأن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة خيار مطروح.
لمن لا يعرف فإن الياهو ينتمى إلى حزب «قوة يهودية» الذى يترأسه وزير الأمن الوطنى المتطرف إيتمار بن غفير.
يومها استنكر نتنياهو تصريح وزيره شكلا، وبدلا من إقالته، فإنه تركه يتحدث أكثر وأكثر، ومساء يوم الجمعة الماضى قال الياهو إنه علينا البحث فى طرق أكثر إيلاما من الموت للفلسطينيين لحسم المعركة وكسر معنوياتهم كما فعلت الولايات المتحدة مع اليابان.
ونعلم أيضا أن أمريكا كسرت معنويات اليابان فى نهاية الحرب العالمية الثانية حينما استخدمت القنبلة الذرية مرتين على مدينتى هيروشيما وناجازاكى فى أغسطس ١٩٤٥، مما دفع اليابان لإعلان الاستسلام وانتهاء الحرب بالتزامن مع انتحار هتلر فى ألمانيا.
نتنياهو ومعه حكومته المتطرفة يريد أن يهدد كل المنطقة بالقنبلة النووية اعتقادا أن ذلك سوف يردع الجميع، رغم أن القنابل النووية الإسرائيلية وهى موجودة منذ عقود لم تردع الفلسطينيين حتى حينما تأكدوا أن إسرائيل لديها برنامج نووى ورءوس نووية، أو قبل ذلك. والمؤكد أن المقاومة البطولية لسكان غزة ضد العدوان الوحشى دليل على أن الفلسطينيين لا يخشون قنابل إسرائيل النووية أو العادية.
النقطة المثيرة هى أن فكرة استخدام السلاح النووى فى التفكير الإسرائيلى موجودة دائما، وليس سرا أن موشيه ديان وزير الدفاع خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣ وحينما فوجئ وهو وقادة الجيش بالتقدم المصرى السريع وعبور قناة السويس اقترح استخدام السلاح النووى ضد القوات المصرية، لكن الجسر الجوى والبحرى الذى أنشأته الولايات المتحدة لتقديم السلاح والعتاد لإسرائيل جعل رئيسة الوزراء جولدا مائير تطمئن، بعد أن أصيبت باليأس. نعلم أيضا أن إسرائيل كانت دائما تستخدم ما يسمى بسياسة «الغموض النورى» فيما يتعلق بامتلاكها للسلاح النووى، وصاحب هذا التعبير هو شيمون بيريز رئيس الوزراء الأسبق وصاحب الدور الأساسى فى تأسيس البرنامج النووى الإسرائيلى، ولم تعترف به أبدا رسميا إلا من خلال كلام اميحاى الياهو فى ٥ نوفمبر الماضى، لكن أوضح دليل على امتلاك إسرائيل السلاح النووى هو ما أعلنه موردخاى فانونو الفنى الذى عمل فى معامل ديمونة، وهرب إلى بريطانيا عام ١٩٨٦، وكشف للصحف البريطانية بالتفاصيل أن إسرائيل تمتلك ٢٠٠ رأس نووى، وقام الموساد الإسرائيلى باستدراجه إلى إيطاليا ومنها إلى إسرائيل حيث تم الحكم بسجنه ١٨ عاما منها ١١ عاما فى السجون الانفرادية.
الخطر الحقيقى هو أن حكومة المجانين فى إسرائيل وهى عاجزة تماما فى الحرب ضد المقاومة فى غزة، قد تلجأ إلى خيار السلاح النووى، أو حتى تستخدمه ضد إيران، حتى تنتهز هذه الفرصة وتقضى على البرنامج النووى الإيرانى الذى تقول طهران إنه سلمى.
نتنياهو والمتطرفون المحيطون به، لا يمكن أن نستبعد منهم أى أفعال غير متوقعة، خصوصا أنهم جميعا شعروا أنهم مهددون فى وجودهم الفعلى بعد عملية «طوفان الأقصى» يوم ٧ أكتوبر الماضى. هم يعتقدون الآن أن الفرصة سانحة لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية وتصفية القضية الفلسطينية سواء بقتل الفلسطينيين أو تهجيرهم، أو حتى بإلقاء قنبلة نووية عليهم.
كل ما أرجوه ألا تستبعد الدول العربية خصوصا المحيطة بإسرائيل أى أفعال غير متوقعة من حكومة نتنياهو ومجلس حربه، خصوصا أنهم يعلمون أنهم فشلوا فى كل ما وعدوا به.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تستخدم إسرائيل القنبلة النووية هل تستخدم إسرائيل القنبلة النووية



GMT 08:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 07:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 07:01 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

«وشاح النيل»

GMT 07:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:59 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 06:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

جنين... اقتتال داخل سجن مغلق

GMT 06:55 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon