توقيت القاهرة المحلي 22:28:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هجاري أقر بالحقيقة لكن بعد تدمير غزة

  مصر اليوم -

هجاري أقر بالحقيقة لكن بعد تدمير غزة

بقلم - عماد الدين حسين

فى ٢٠ يونيو الماضى قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلى دانيال هجارى كلامًا مهمًا للغاية، لكنه جاء متأخرًا أكثر من ٩ شهور بعد أن تم تدمير قطاع غزة بصورة شبه كاملة بفعل العدوان الإسرائيلى.
هجارى قال خلال سلسلة حوارات مع شبكات «كان، إف ١ و١٣».
فى إطار الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ ٧ أكتوبر الماضى، فإنه يستحيل القضاء كليًا على حركة حماس، وأنه لا يمكن الكذب على الجمهور وبيعه أوهامًا كتلك التى تقول إنه لن تكون هناك مقاومة «إرهاب» أو لن تكون هناك صواريخ، أو أن القطاع سيكون منزوعًا من السلاح. حركة حماس هى فكرة وأيدلوجية مغروسة فى القلوب، والحديث عن تدميرها هو بمثابة ذر للرمال فى عيون الجمهور.
هجارى قال أيضًا: «السبيل لإضعاف حماس هو تشكيل حكومة بديلة جديدة، والمستوى السياسى هو المسئول عن ذلك، وعلينا قول الحقيقة، وهى أنه لا يمكن استعادة كل الأسرى المحتجزين بعمليات عسكرية، بسبب الطريقة التى تم توزيعهم بها عبر الأنفاق».
قال هجارى أيضًا: «أى حملة عسكرية على حزب الله سوف تنتهى باتفاق».
انتهى الاقتباس من كلام هجارى الذى قرأته نقلًا عن صحيفة معاريف الإسرائيلية مترجمًا بواسطة مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
والآن أكرر السؤال: لماذا هذا الكلام مهم؟
الإجابة ببساطة لأن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى قال منذ اليوم الأول للعدوان، إنه سيتم القضاء على حركة حماس واجتثاثها وإطلاق سراح كل الأسرى.
يومها وبعدها فإن العديد من القوى السياسية والعسكرية والإعلامية الإسرائيلية ناهيك عن الأجنبية، قالوا إن ما يطرحه نتنياهو مستحيل التحقيق تمامًا، وأنه صعد فوق شجرة عالية يصعب النزول منها.
يومها كتبت فى هذا المكان وقلت: «أخشى أن تكون أهداف نتنياهو غير المنطقية هى ستار وغطاء لإخفاء النوايا الفعلية للعدوان، وهى تدمير قطاع غزة بالكامل وتحويله إلى مكان غير صالح للحياة، وبالتالى يسهل تهجير سكانه وتصفية القضية الفلسطينية والسيطرة عليه عسكريًا».
لم يكن نتنياهو صادقًا حينما قال إنه يريد تحرير الأسرى، واكتشفنا ذلك لاحقًا، حينما رفض الموافقة على أى صفقة تبادل بما فيها تلك التى وافق عليها الجانب الأمريكى، متمثلًا فى مدير المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز خلال مفاوضات القاهرة قبل حوالى شهر ونصف الشهر.
هجارى كشف المستور، لكن يمكن قراءة كلامه على أكثر من مستوى.
الأول أنه توزيع أدوار بعد أن تم تدمير قطاع غزة بصورة شبه كاملة، وقتل أكثر من ٣٨ ألف فلسطينى، أغلبهم من النساء والأطفال وإصابة أكثر من ٨٨ ألف شخص وتحويل حوالى ٢ مليون فلسطينى إلى نازحين داخل القطاع.
ما يعزز هذا الأمر هو أن نتنياهو أعلن، يوم الأحد قبل الماضى، خلال حديثه مع القناة ١٤ الإسرائيلية، أن المرحلة العنيفة من الهجوم على غزة ورفح قد انتهت، لكن القتال لن ينتهى، بل سوف يتخذ صورًا مختلفة، وبالتالى فربما يمهد هذا الاتجاه إلى سحب معظم القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية، لتوظيفها فى حرب محتملة فى الشمال ضد حزب الله.
لكن هناك تفسيرًا آخر، وهو أن كلام هجارى يعكس زيادة حدة خلافات بين الجيش وحكومة نتنياهو، وهو الأمر الذى صار علنيًا وملحوظًا فى الأسابيع الأخيرة لدرجة الصدام المكشوف، ومطالبة المتطرفين فى حكومة نتنياهو خصوصًا بين جفير وسموتريتش بإقالة قائد الجيش يواف جالانت.
يعزز هذا التفسير أن ديوان رئىس الوزراء أصدر بيانًا يرد على كلام هجارى بالقول إن حكومة الحرب حددت أن أهداف الحرب هى تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، وأن الجيش الإسرائيلى ينبغى أن يكون ملتزمًا بهذا الهدف: وبعدها أصدر بالجيش بيانًا، قال فيه: «نحن ملتزمون بتحقيق أهداف الحرب، كما حددها الكابيت وسنواصل القيام بذلك.. السؤال أى التفسيران أقرب إلى المنطق؟».
بغض النظر عن نوع الإجابة فإن العدوان الإسرائيلى أدى إلى تدمير شبه كامل للقطاع، والعدوان ما يزال مستمرًا، وكذلك الاحتلال، بل هو مرشح للانتقال بصورة كثيفة إلى الضفة والتصعيد مع جبهة الشمال فى لبنان، وبالتالى وحتى لو كانت هناك خلافات تدور حول طريقة التنفيذ، لكنهم لا يختلفون إطلاقًا بشأن رفض قيام دولة فلسطينية والعمل على تصفية القضية بكل السبل المتاحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هجاري أقر بالحقيقة لكن بعد تدمير غزة هجاري أقر بالحقيقة لكن بعد تدمير غزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon