توقيت القاهرة المحلي 20:19:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هجاري أقر بالحقيقة لكن بعد تدمير غزة

  مصر اليوم -

هجاري أقر بالحقيقة لكن بعد تدمير غزة

بقلم - عماد الدين حسين

فى ٢٠ يونيو الماضى قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلى دانيال هجارى كلامًا مهمًا للغاية، لكنه جاء متأخرًا أكثر من ٩ شهور بعد أن تم تدمير قطاع غزة بصورة شبه كاملة بفعل العدوان الإسرائيلى.
هجارى قال خلال سلسلة حوارات مع شبكات «كان، إف ١ و١٣».
فى إطار الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ ٧ أكتوبر الماضى، فإنه يستحيل القضاء كليًا على حركة حماس، وأنه لا يمكن الكذب على الجمهور وبيعه أوهامًا كتلك التى تقول إنه لن تكون هناك مقاومة «إرهاب» أو لن تكون هناك صواريخ، أو أن القطاع سيكون منزوعًا من السلاح. حركة حماس هى فكرة وأيدلوجية مغروسة فى القلوب، والحديث عن تدميرها هو بمثابة ذر للرمال فى عيون الجمهور.
هجارى قال أيضًا: «السبيل لإضعاف حماس هو تشكيل حكومة بديلة جديدة، والمستوى السياسى هو المسئول عن ذلك، وعلينا قول الحقيقة، وهى أنه لا يمكن استعادة كل الأسرى المحتجزين بعمليات عسكرية، بسبب الطريقة التى تم توزيعهم بها عبر الأنفاق».
قال هجارى أيضًا: «أى حملة عسكرية على حزب الله سوف تنتهى باتفاق».
انتهى الاقتباس من كلام هجارى الذى قرأته نقلًا عن صحيفة معاريف الإسرائيلية مترجمًا بواسطة مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
والآن أكرر السؤال: لماذا هذا الكلام مهم؟
الإجابة ببساطة لأن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى قال منذ اليوم الأول للعدوان، إنه سيتم القضاء على حركة حماس واجتثاثها وإطلاق سراح كل الأسرى.
يومها وبعدها فإن العديد من القوى السياسية والعسكرية والإعلامية الإسرائيلية ناهيك عن الأجنبية، قالوا إن ما يطرحه نتنياهو مستحيل التحقيق تمامًا، وأنه صعد فوق شجرة عالية يصعب النزول منها.
يومها كتبت فى هذا المكان وقلت: «أخشى أن تكون أهداف نتنياهو غير المنطقية هى ستار وغطاء لإخفاء النوايا الفعلية للعدوان، وهى تدمير قطاع غزة بالكامل وتحويله إلى مكان غير صالح للحياة، وبالتالى يسهل تهجير سكانه وتصفية القضية الفلسطينية والسيطرة عليه عسكريًا».
لم يكن نتنياهو صادقًا حينما قال إنه يريد تحرير الأسرى، واكتشفنا ذلك لاحقًا، حينما رفض الموافقة على أى صفقة تبادل بما فيها تلك التى وافق عليها الجانب الأمريكى، متمثلًا فى مدير المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز خلال مفاوضات القاهرة قبل حوالى شهر ونصف الشهر.
هجارى كشف المستور، لكن يمكن قراءة كلامه على أكثر من مستوى.
الأول أنه توزيع أدوار بعد أن تم تدمير قطاع غزة بصورة شبه كاملة، وقتل أكثر من ٣٨ ألف فلسطينى، أغلبهم من النساء والأطفال وإصابة أكثر من ٨٨ ألف شخص وتحويل حوالى ٢ مليون فلسطينى إلى نازحين داخل القطاع.
ما يعزز هذا الأمر هو أن نتنياهو أعلن، يوم الأحد قبل الماضى، خلال حديثه مع القناة ١٤ الإسرائيلية، أن المرحلة العنيفة من الهجوم على غزة ورفح قد انتهت، لكن القتال لن ينتهى، بل سوف يتخذ صورًا مختلفة، وبالتالى فربما يمهد هذا الاتجاه إلى سحب معظم القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية، لتوظيفها فى حرب محتملة فى الشمال ضد حزب الله.
لكن هناك تفسيرًا آخر، وهو أن كلام هجارى يعكس زيادة حدة خلافات بين الجيش وحكومة نتنياهو، وهو الأمر الذى صار علنيًا وملحوظًا فى الأسابيع الأخيرة لدرجة الصدام المكشوف، ومطالبة المتطرفين فى حكومة نتنياهو خصوصًا بين جفير وسموتريتش بإقالة قائد الجيش يواف جالانت.
يعزز هذا التفسير أن ديوان رئىس الوزراء أصدر بيانًا يرد على كلام هجارى بالقول إن حكومة الحرب حددت أن أهداف الحرب هى تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، وأن الجيش الإسرائيلى ينبغى أن يكون ملتزمًا بهذا الهدف: وبعدها أصدر بالجيش بيانًا، قال فيه: «نحن ملتزمون بتحقيق أهداف الحرب، كما حددها الكابيت وسنواصل القيام بذلك.. السؤال أى التفسيران أقرب إلى المنطق؟».
بغض النظر عن نوع الإجابة فإن العدوان الإسرائيلى أدى إلى تدمير شبه كامل للقطاع، والعدوان ما يزال مستمرًا، وكذلك الاحتلال، بل هو مرشح للانتقال بصورة كثيفة إلى الضفة والتصعيد مع جبهة الشمال فى لبنان، وبالتالى وحتى لو كانت هناك خلافات تدور حول طريقة التنفيذ، لكنهم لا يختلفون إطلاقًا بشأن رفض قيام دولة فلسطينية والعمل على تصفية القضية بكل السبل المتاحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هجاري أقر بالحقيقة لكن بعد تدمير غزة هجاري أقر بالحقيقة لكن بعد تدمير غزة



GMT 05:37 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

مجمع اللغة العربية.. الأزمة والحل

GMT 05:33 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

المدونات الفلسفية وتأثير الفن

GMT 05:30 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

ما لا نحب أن نعرفه عن القضية الفلسطينية

GMT 05:25 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

أعظمهم... وبلا موهبة

GMT 05:20 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

سينسحب «حزب الله»

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:44 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من السكر
  مصر اليوم - قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من السكر

GMT 16:15 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عبير صبري تتعاقد على ثاني بطولاتها المطلقة
  مصر اليوم - عبير صبري تتعاقد على ثاني بطولاتها المطلقة

GMT 09:25 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

طريقة عمل تورتة بالشوكولاتة والمكسرات

GMT 09:26 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

طريقة عمل طاجن أرز بالحليب والمكسرات

GMT 00:04 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

أكبر 5 دول أجنبية وعربية تضررًا بفيروس كورونا

GMT 07:22 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على تأثير "الشاي" الساخن على أجسامنا في فصل الشتاء

GMT 08:54 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الطعمية المقرمشة

GMT 18:57 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

راجون روندو يغيب عن ليكرز شهرين للإصابة

GMT 09:55 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

المنتخب القطري لليد يترقب قرعة كأس العالم 2021

GMT 00:01 2020 الجمعة ,13 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق على تراجع بنسبة 0.06 %

GMT 11:35 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

الكويت تنفي إصابة أي مصري بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon