توقيت القاهرة المحلي 13:23:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استعادة الثقة في الاقتصاد أولا

  مصر اليوم -

استعادة الثقة في الاقتصاد أولا

بقلم - عماد الدين حسين

أهم قضية ينبغى أن نعمل عليها جميعا فى هذه الأيام هى استعادة الثقة فى الاقتصاد المصرى وخصوصا النظام المصرفى الرسمى بعد الضربات الشديدة التى تعرض لها هذا الاقتصاد فى الشهور الأخيرة.
قد يسأل سائل وما هو المقصود باستعادة الثقة وكيف يتم ذلك؟!
المسألة ببساطة أنه ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية خصوصا منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، ونتيجة للتضخم العالمى الناجم عن كورونا أيضا فقد اضطرت الولايات المتحدة والدول الغربية لطباعة حوالى ١٥ تريليون دولار من دون إنتاج حقيقى، وبالتالى رفعت أسعار الفائدة حتى وصلت الآن إلى ٥٫٥٪، الأمر الذى دفع ٢٢ مليار دولار من الأموال الساخنة للخروج من السوق المصرية والتوجه للبنوك الغربية وتلك كانت أحد أهم أسباب الأزمة لكن ليس كل الأسباب، فالمؤكد أن هناك أسبابا داخلية ينبغى الاعتراف بها بشجاعة حتى نعالج المشكلة بصورة صحيحة وكاملة.
نعرف أن أحد أهم تجليات الأزمة الاقتصادية التى نعانى منها يتمثل فى انفلات سعر الدولار بحيث إنه وصل فى بعض الأحيان إلى أكثر من ٧٠ جنيها فى حين ظل سعره ثابتا فى السوق الرسمية عند حاجز أقل من ٣١ جنيها.
السؤال: هل نلوم المواطن البسيط أو العادى أو المصرى العامل فى الخارج حينما لا يضع ما يملكه من عملات أجنبية فى البنوك أو لا يغيرها بالسعر الرسمى ويلجأ إلى السوق الموازية، خصوصا أن فرق السعر يفوق الـ١٠٠٪؟.
ظنى أن الإجابة هى لا، وبالتالى فالحل الصحيح قبل أن نلوم المصريين العاديين وليس تجار العملة أن نضمن لهم السعر العادل والحقيقى الموحد.
حينما يكون سعر الدولار داخل البنك مثل خارجه أو على الأقل أقل منه بقليل، وحينما يذهب التاجر للبنك ويطلب دولارات لتلبية حاجاته الأساسية الاستيرادية وبالسعر المعلن، فتلك هى أول وأهم خطوة فى استعادة ثقة السوق والمواطنين.
حينما يعرف المصرى المقيم فى الخارج أن السعر الذى سيحول به قيمة العملات الصعبة هو نفس السعر الموجود خارج البنك، فسوف يقبل راضيا على العودة للتحويلات الرسمية التى تراجعت بأكثر من الثلث. ووصلت إلى أكثر من ٣٢ مليار دولار تقريبا قبل الأزمة، وتراجعت الآن إلى حوالى ٢٠ مليار دولار فقط.
حينما تختفى السوق السوداء فلن يضطر المواطن العادى سواء كان يملك مائة دولار أو مائة مليون إلى وضعها تحت البلاطة أو فى بنك أجنبى أو فى أى مكان بخلاف البنوك المصرية أو تلك العاملة فى مصر بصورة شرعية.
أخطر ما حصل فى الفترة الماضية أن عددا كبيرا من المواطنين فقد الثقة فى النظام المصرفى، واضطر مجبرا فى أحيان كثيرة إلى اللجوء إلى قنوات وطرق غير شرعية وغير رسمية.
طبعا هناك جهات وقوى كثيرة تسعى إلى إغراق مصر فى أكبر قدر ممكن من المشكلات والأزمات، وتسعى بكل الطرق لتكفير المصريين بوطنهم واقتصادهم، حتى تتعثر مصر.
هؤلاء معروفون، لكن وقبل أن نلوم هؤلاء ــ وهم يستحقون كل اللوم ــ علينا أن نؤدى واجبنا ونحل المشكلة من جذورها وعبر سياسات صحيحة ومستدامة وحينما يحدث ذلك، فسوف تعود الثقة تدريجيا للاقتصاد المصرى وللبنوك الوطنية، ووقتها سيعود الدولار لحجمه الطبيعى بعيدا عن المضاربات.
ضربة البداية أن نضمن وجود حلول حقيقية لطبيعة الأزمة التى نواجهها، وأن نضمن تدفقا مستداما للعملات الأجنبية ووسائل تحقيق ذلك معروفة للجميع وأهمها أن نشجع الصناعة والزراعة وكل ما له صلة بالإنتاج الوطنى وكل المبادرات الخاصة بزيادة الدخل وتوفير فرص العمل عبر كل المجالات خصوصا التكنولوجيا الحديثة.
أيضا من المهم أن نركز فى الفترة المقبلة على تقليل الاستيراد خصوصا لكل ما يمكن الاستغناء عنه، ولا أقصد بالطبع مستلزمات الإنتاج الأساسية. وأن نزيد الإنتاج المحلى بأكبر قدر ممكن.
إذا حدث ذلك أو على الأقل بدأنا الطريق، فسوف نستغنى عن الدولارات إلا ما نذر، وإذا لم نفعل فقد نحل الأزمة مؤقتا ثم تنفجر مرة أخرى فى وجوهنا كما حدث أكثر من مرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعادة الثقة في الاقتصاد أولا استعادة الثقة في الاقتصاد أولا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon