توقيت القاهرة المحلي 11:02:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة إسرائيل الكبرى بغزة

  مصر اليوم -

جريمة إسرائيل الكبرى بغزة

بقلم - عماد الدين حسين

مدير مكتب الإعلام الحكومى فى غزة قال مساء يوم السبت الماضى «٣٠ ديسمبر» إن هناك ١٫٥ مليون من سكان قطاع غزة أصبحوا بلا مأوى، وحتى إذا توقف العدوان الإسرائيلى، فإن هؤلاء صاروا مشردين ونازحين رسميًّا فى شوارع القطاع.
قد تقول إسرائيل وأمريكا وبعض الغرب إن مكتب الإعلام الحكومى تابع لحركة حماس، وبالتالى فإنهم يقومون بتضخيم الخسائر وآثار العدوان حتى ينالوا تعاطف العالم، لكن فى نفس اليوم أى السبت الماضى كشفت صور الأقمار الصناعية التى طلبتها شبكة الـ BCC البريطانية لحقيقة الأوضاع فى غزة أن الواقع أكثر بؤسًا.
تحليل الصور أجراه باحثون فى جامعة سيتى بنيويورك وجامعة أوريجون و«مجموعة المأوى» وهى ائتلاف من جماعات إغاثية بقيادة المجلس النرويجى للاجئين. ومراكز ومؤسسات بحثية غربية مستقلة، والمعيار هو إجراء مقارنات بين صورتين منفصلتين لما قبل وما بعد ٧ أكتوبر، والتغيرات التى طرأت على ارتفاع المبانى وهيكلها جراء القصف، والنتيجة النهائية هى أن ٧٠٪ من مساكن قطاع غزة قد تضررت كليا أو جزئيا، وبلغت النسبة ٨٠٪ فى شمال القطاع، وأنه فى حالة توقف الحرب فإن مهمة إزالة الانقاض سوف تستغرق عاما على الأقل بسبب مخلفات الأسلحة والقنابل والألغام التى يمكن أن تنفجر فى أى وقت. أما عملية إعادة الأعمال المبانى المدمرة فسوف تحتاج ما بين ٧ ــ ١٠ سنوات، بشرط توافر تمويل لا يقل عن ٣٫٧ مليار دولار.
وعلى موقع يورو نيوز يوم السبت الماضى أيضا ونقلا عن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فإن إسرائيل أسقطت ٢٩ ألف قنبلة وقذيفة على قطاع غزة، والنتيجة هى دمار ٧٠٪ من منازل القطاع البالغ عددها ٤٣٩ ألف منزل بأضرار جزئية أو كلية وألحقت ضررا بكل ما هو موجود وليس فقط المبانى العادية، بل المساجد والمستشفيات والمصانع والمدارس ومراكز التسوق والمسارح والمواقع الأثرية والتراثية والثقافية.
واستهدف العدوان أيضا كل ما له صلة بالبنية التحتية خصوصا مؤسسات وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية، وتقريبا فإن ٣٦ مستشفى باتت مغلقة، ناهيك عن تدمير أشجار الحمضيات وبساتين الزيتون وتضرر أكثر من ثلثى المدارس والهدف من كل هذا العدوان هو تحويل قطاع غزة بأكمله إلى مكان غير قابل للحياة، وبالتالى لا يجد سكانه مفرا من الرحيل عنه إلى أى مكان.
طبقا لتحليل الأقمار الصناعية الأمريكية فإن العدوان الإسرائيلى أحدث دمارا يفوق ما حل بمدينة حلب السورية بين عامى ٢٠١٢ ــ ٢٠١٦، أو ماريوبول فى أوكرانيا، أو قصف الحلفاء للعديد من المدن الألمانية فى الحرب العالمية الثانية خصوصا فى سنواتها الأخيرة لإجبار هتلر على الاستسلام.
روبرت ويب مؤلف كتاب «تاريخ القصف الجوى» قال إن كلمة غزة سوف تدخل التاريخ مع مدينة دريسدن وغيرها من المدن الشهيرة التى تم قصفها. وما تم فى غزة يعتبر أعلى ٢٥٪ من حملات العقاب الأشد فى التاريخ.
طبقا لـ «وول ستريت جورنال» فإن ٥٨٪ من سكان القطاع البالغ عددهم ٢٫٢ مليون نسمة قد فروا من منازلهم بموجب قرارات الإخلاء الإسرائيلية، ويُقدر هى بين استاذ الجغرافيا المساعد فى جامعة ولاية كنت فى أوهايو إن ٢٠٪ من الأراضى الزراعية فى قطاع غزة قد تضررت أو دمرت.
وخلص تقرير أجراه البنك الدولى فى ١٢ ديسمبر الماضى إلى أن العدوان دمر ٧٧٪ من المرافق الصحية و٧٢٪ من الخدمات البلدية مثل المتنزهات والمحاكم والمكتبات و٦٨٪ من البنية التحتية للاتصالات و٧٦٪ من المواقع التجارية. وهناك دمار شبه كامل للمنطقة الصناعية فى شمال القطاع، كما تم تدمير أكثر من نصف طرف القطاع، ولحقت أضرار ضخمة بـ ٣٤٢ مدرسة منها ٧٠٪ مدرسة تابعة للأمم المتحدة.
يقول الخبراء إن أى عملية إعادة إعمار تتطلب نظاما كاملا من البنية التحتية تحت الأرض، لأنه عندما تهاجم باطن الأرض، فإن كل ما يمر عبر الأرض من مياه وغاز وصرف صحى يتمزق.
السؤال إلى أين سوف يذهب المليون ونصف مليون نازح غزاوى، وكيف يمكن إيقاف حقوق حكومة التطرف العنصرى فى إسرائيل، حتى لا تكمل هدفها الفعلى وهو تدمير غزة لإجبار سكانها على الرحيل، وليس إسقاط حكومة حماس كما تدَّعى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة إسرائيل الكبرى بغزة جريمة إسرائيل الكبرى بغزة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon