توقيت القاهرة المحلي 09:17:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شجاعة أسامة الغزالي حرب

  مصر اليوم -

شجاعة أسامة الغزالي حرب

بقلم - عماد الدين حسين

يستحق الكاتب الصحفى الكبير الدكتور أسامة الغزالى حرب التحية والتقدير على شجاعته.
حرب كتب فى مقاله اليومى بجريدة الأهرام يوم الأحد الماضى مقالا مهما عنوانه «اعتذار».
كنت أتمنى لو استطعت أن أعرض المقال كاملا فى هذه المساحة نظرا لأهميته، لكن ضيق المساحة يمنعنى. المهم أن جوهر مقال الدكتور أسامة الغزالى حرب المنشور بالصفحة رقم ١١ بالأهرام يقول فيه إنه يعتذر عن موقفه إزاء الصراع العربى الإسرائيلى، بعد نصف قرن من المعايشة ومئات الدراسات والأبحاث العلمية والمقالات الصحفية والزيارات الميدانية.
هو يقول إنه زار إسرائيل بصحبة الدكتور الراحل أسامة الباز عقب مبادرة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات التى أدت لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل عام ١٩٧٩، ثم اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين عام ١٩٩٣.
هو يقول إنه اتخذ هذا الموقف وتحمل العديد من الانتقادات من معارضى التطبيع ومن المثقفين المصريين والنقابات المهنية خصوصا نقابة الصحفيين. وكان رأيه طوال هذا الوقت أن مصر بعد أن استعادت أرضها وكرامتها يمكنها إقامة وبناء علاقات سلام رسمية، بما يساعد الفلسطينيين على استعادة حقوقهم السليبة.
وفى الجزء الأخير من مقاله يقول الدكتور أسامة حرب نصا: «إننى اليوم ــ وقد تابعت بغضب وسخط وألم ما حدث ولا يزال يحدث من جرائم وفظائع فى غزة يندى لها جبين الإنسانية، تقتل فيها آلاف الأطفال والنساء وتدمر فيها المنازل والمبانى على رءوس البشر، وتصطف فيها جثث الأبرياء، لا تجد من يدفنها ــ أعتذر عن حسن ظنى بالإسرائيليين، الذين كشفوا عن روح عنصرية إجرامية بغيضة.. أعتذر لشهداء غزة ولكل طفل وامرأة ورجل فلسطينى.. إنى اعتذر».
هذا ما كتبه الدكتور أسامة الغزالى حرب، ومرة أخرى أحييه على شجاعته لأن فضيلة الاعتذار لم تعد متوافرة لدى الكثيرين.
أعرف الدكتور أسامة منذ سنوات، ولم أستغرب أن يصدر منه هذا الاعتذار، لأنه ببساطة صادق مع نفسه، وشديد التواضع وليس متكبرا.
هو آمن بفكرة السلام مع الإسرائيليين لأنه اعتقد أن هناك فرصة. واعتقد أن غالبية المثقفين المصريين الذين سلكوا نفس الطريق منذ زيارة الرئيس الأسبق أنور السادات للقدس المحتلة فى نوفمبر ١٩٧٧ وحتى ما قبل ٧ أكتوبر الماضى. كانوا صادقين مثله فى إمكانية التأثير على المجتمع الإسرائيلى من الداخل والتأثير فى رأيه العام بحيث يتم تقوية التيار المعتدل المؤيد للتسوية السياسية العادلة مع العرب والفلسطينيين. وإضعاف التيار اليمينى المتطرف.
لكن أظن أن هذا الرهان قد سقط تماما والبداية الواضحة كانت حينما تم اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إسحق رابين على يد متطرف يمينى هو ايجال عامير، ثم رفض الاحتلال للتسوية العادلة فى مفاوضات كامب ديفيد ٢ ثم طابا عام ٢٠٠٠ والتنكيل بالفلسطينيين فى الانتفاضة الثانية بعد انهيار محادثات السلام. ورفض مبادرة السلام العربية أى الأرض مقابل السلام عام ٢٠٠٢. كلها إشارات ودلائل مهمة كان ينبغ أن يتوقف عندها دعاة السلام العرب طويلا. للأسف لم يلفت نظرهم أنه كلما قدم العرب المزيد من التنازلات زاد تطرف الصهاينة، ولم يلفت نظرهم أكثر أنه طوال السنوات الـ٢٥ عاما الماضية فإن المجتمع الإسرائيلى لم ينتخب إلا الائتلاف اليمينى الأكثر بغضا وكرها للعرب بقيادة حزب الليكود باستثناء فترات قليلة جدا حكم فيها يسار الوسط، لكنه كان ينهار بسرعة.
يستحق أسامة الغزالى حرب الشكر الجزيل على شجاعته لأنه وصل إلى قناعة راسخة بأنه يستحيل صنع السلام مع أمثال هؤلاء المتطرفين الذين لا يؤمنون بحق العرب والفلسطينيين فى العيش مثل بقية البشر إلا كعبيد فى خدمة إسرائيل.
أتمنى أن يدرس كل العرب خصوصا المثقفين الذين سلكوا مسلك الدكتور أسامة الغزالى حرب التجربة فى ضوء ما يشاهدونه من عدوان همجى لا يختلف كثيرا عن الإبادة الجماعية. ويسألوا أنفسهم سؤالا هل يمكن التعايش مع مثل هذه الحكومات الإسرائيليين علما بأن غالبية المجتمع الإسرائيلى لديهم نفس التفكير.. وللحديث بقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجاعة أسامة الغزالي حرب شجاعة أسامة الغزالي حرب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon