توقيت القاهرة المحلي 09:29:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البرابرة يدمرون التراث الفلسطيني

  مصر اليوم -

البرابرة يدمرون التراث الفلسطيني

بقلم - عماد الدين حسين

برابرة العصر الحديث يدمرون الآثار والمواقع التراثية فى قطاع غزة، والهدف محاولة طمس وإلغاء وتشويه الوجود الثقافى والتراثى الفلسطينى. ما يفعله الغزاة الصهاينة ضد آثار غزة، لا ينفصل عما يفعلوه ضد البشر والحجر فى غزة ــ الفعلان متلازمان ومتكاملان، ويكشفان عن النوايا الحقيقية للعدوان الإسرائيلى.
مساء يوم الجمعة الماضى كشف بيان صادر عن المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلى استهدف ٢٠٠ موقع أثرى وتراثى، من أصل ٣٢٥ موقعا فى القطاع فى محاولة لطمس الوجود الثقافى الفلسطينى ودثر الشواهد التاريخية والعمق التاريخى الفلسطينى فى قطاع غزة.
ومن بين أبرز المواقع التى دمرها العدوان الإسرائيلى كنيسة جباليا البيزنطية والمسجد العمرى فى جباليا ومسجد الشيخ شعبان ومسجد الظفر دمرى ومقام الخضر فى دير البلح، وموقع البلاخية «ميناء الانثيدون» شمال غرب غزة القديمة، ومسجد خليل الرحمن فى عبسان بخان يونس، ومركز المخطوطات والوثائق القديمة فى مدينة غزة، وكنيسة القديس برفيريوس فى حى الزيتون، وبيت السقا الأثرى فى الشجاعية وتل السكان فى الزهراء، وتبة ٨٦ فى القرارة، ومسجد السيد هاشم فى مدينة غزة.
بعض هذه الأصول يعود إلى العصر الفينيقى أو الرومانى، وبعضها إلى ٨٠٠ عام قبل الميلاد، فى دلالة لا تخطئها العين على رسوخ الحق الفلسطينى فى أرضه، التى يحاول الاحتلال طوال الوقت تغيير وطمس معالمها لإثبات وجود متوهم لهم فى هذه الأرض.
يفترض أن هناك قواعد للاشتباكات العسكرية، وهذه القواعد تعتبر استهداف المواقع الأثرية والتراثية جريمة دولية واضحة طبقا للقانون الدولى الإنسانى، واتفاقية لاهاى لعام ١٩٥٤ بشأن حماية الممتلكات الثقافية فى حالة النزاع المسلح، والبروتوكول الثانى للاتفاقية لعام ١٩٩٩، الذى يحظر الاستهداف المتعمد فى جميع الظروف للمواقع الثقافية والدينية.
لكن متى اهتمت إسرائيل بالقانون الدولى أو بأى قواعد وأخلاقيات؟!!!،.فإذا كانت قد سرقت وطنا منذ عام 1948 وكرست ذلك فى عام 1967، وفى نحو 80 يوما فقط قتلت ٢١ ألف شخص وأصابت ٥٥ ألفا ودمرت نصف مساكن غزة، وجعلت ١٫٥ مليون من سكانه نازحين، فهل يصعب عليها أن تدمر المواقع الثقافية والتراثية؟!
المتابع للسياسات الإسرائيلية منذ زرع هذا الكيان عنوة فى المنطقة عام ١٩٤٨ «النكبة» سوف يكتشف بسهولة أنه يسعى بدأب ممنهج إلى محاربة التراث الفلسطينى والعربى بكل الطرق من أول سرقة المأكولات والأزياء الفلسطينية والعربية نهاية بمحاولة الزعم بوجود هيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى.
نعرف تماما أن إسرائيل ذهبت إلى اليونسكو وسجلت «الطعمية» أو «الفلافل» باعتبارها أكلة إسرائيلية، وهى تعلم تماما أنها مصرية وعربية مليار فى المائة.
هى تحاول أيضا أن تنسب لنفسها كل ما هو فلسطينى مستغلة اللوبى اليهودى، وعدم معرفة الأجانب عموما والأوروبيين خصوصا بهذه التفاصيل.
هى حفرت عشرات السنوات أسفل المسجد الأقصى بحثا عن هيكل سليمان، وفى كل مرة تكتشف وجود الآثار العربية والإسلامية، ولا تجد أثرا لما تبحث عنه. ونعلم أيضا أنها زعمت أن اليهود هم من بنوا الأهرامات، وحينما جاء مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق لزيارة الأهرامات بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد عام ١٩٧٨، قال للرئيس الأسبق أنور السادات إن مقابر العمال اليهود الذين بنوا الأهرامات موجودة فى هذه المنطقة، ويومها رد عليه السادات مكذبا هذه الرواية.
نتذكر أيضا أن عصابة اليمين المحافظ التى قادت غزو وتدمير العراق الشقيق عام 2003 فى عهد جورج بوش الابن خدمة للأهداف الإسرائيلية، قد سرقت آلاف القطع الأثرية، خصوصا تلك التى تشير إلى العصر البابلى ونبوخذ نصر الذى يعتبر عدوهم الأكبر حيث أسقط سقاط مدينة أورشليم (القدس) مرتين، الأولى فى سنة 597 ق. م، والثانية فى سنة 587 ق. م، وقام بسبى سكان أورشليم، من اليهود وأنهى حكم سلالة داود. وتردد عام 2003 أن وكلاء إسرائيليين متخفين تحت جنسيات أجنبية كان لهم دور بارز فى عمليات تهريب هذه الآثار العراقية.
خطورة ما فعلته إسرائيل فى الماضى وما تفعله الآن فى غزة يشير إلى حقيقة نواياها الأساسية وهى أنها لم تتخلَ عن الخرافات التوراتية وحدود النيل والفرات، وبالتالى فالعدوان الأخير على المواقع الأثرية والتراثية، هو أوضح دليل على نية إسرائيل طرد الفلسطينيين أو قتلهم تمهيدا لتهويد كل غزة وكل فلسطين.
ما يحدث يتطلب ردود أفعال عربية وإسلامية ودولية تتناسب مع هذه الجريمة الكبرى ولا تكتفى بالشجب والإدانة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرابرة يدمرون التراث الفلسطيني البرابرة يدمرون التراث الفلسطيني



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon