بقلم - عماد الدين حسين
الصحافة المصرية لا تزال بخير.. وأحد أهم الأدلة على ذلك ما شاهدته بعينى مساء السبت الماضى فى نقابة الصحفيين، من خلال معرض التصوير الصحفى فى الدور الرابع بالنقابة فى مقرها التاريخى فى شارع عبدالخالق ثروت بوسط البلد.
فى هذه الليلة أقامت شعبة المصورين الصحفيين بالنقابة حفلها السنوى لإعلان نتيجة مسابقة التصوير الصحفى، ومن المفرح، أن المسابقة عادت أخيرا لتنعقد داخل النقابة بعد أن انعقدت 16 عاما فى أماكن خارج النقابة، خصوصا ساقية الصاوى التى استضافت مشكورة المسابقة 14 سنة وعامين آخرين فى وزارة الثقافة.
ذهبت للنقابة مساء السبت بدعوة كريمة من زميلى وصديقى مجدى إبراهيم رئيس شعبة المصورين بالنقابة، وهو أيضا رئيس قسم التصوير فى «الشروق» وواحد من أفضل المصورين الصحفيين فى مصر. حينما دخلت النقابة وجدت وزيرة التضامن الدكتورة نيفين القباج قد وصلت بالفعل ومعها نقيب الصحفيين خالد البلشى، وبعض الزملاء من أعضاء مجلس النقابة. القباج واحدة من أكثر الوزراء اهتماما بالصحافة وتشجيعا للصحفيين، وتكاد تكون حاضرة فى معظم الأنشطة العامة.
صعدنا للدور الرابع بالنقابة لنجد معرضا متميزا شارك فيه ٣٦٠ صحفيا منهم ٢٢٥ زميلا و١٣٦ زميلة مقارنة بـ٢١٥ مشاركا فى العام الماضى. الملحوظة المهمة ليست فى ارتفاع عدد المشاركين فقط، ولكن فى المستوى الفنى المرتفع أولا، ووجود قسم خاص عن فلسطين وغزة فى ضوء العدوان الإسرائيلى المتواصل على القطاع منذ ٧ أكتوبر الماضى وحتى الآن.
وكان جميلا أن يوجد الرؤساء الثلاثة السابقون للشعبة وهم الأساتذة حسام دياب وعمرو نبيل وأحمد شحاتة بجانب الرئيس الحالى مجدى إبراهيم.
عدد الصور كثير جدا ويكاد يغطى معظم أنشطة الحياة، وهناك مشاركون بأكثر من صورة، بل ولديهم قصص مصورة متكاملة. الصور عن فلسطين شديدة الجمال والتأثير والتعبير، وتشارك بالكاميرا فى فضح العدوان الإسرائيلى من جهة، وصمود أهل غزة من جهة أخرى، والملفت للنظر أكثر أن غالبية المشاركين من الشباب، ما يعنى أن مصر ولادة فعلا فى سائر مجالات الإبداع ومنها التصوير الصحفى.
الصور متنوعة من أول الحياة اليومية العادية نهاية بالصور الفلسطينية، مرورا بصورة رياضية، ومنها صورة للزميل مصطفى عميرة أثارت انتباه الجميع لأحد لاعبى صن دوانز الجنوب إفريقى حينما سجل هدفا رائعا فى مرمى النادى الأهلى وتبدو فيه الحسرة على حارس مرمى ومدافعى الأهلى. بعد الجولة كان الموعد مع التكريمات خصوصا للسفير الفلسطينى دياب اللوح، وللوزيرة نيفين القباج، التى أبدت لى ملاحظات مهمة عن كل صورة فائزة، وتحدثت قائلة من على المنصة: «إننا نقدم التحية اليوم لغزة، ونرسل دعواتنا الصادقة للصحفيين والإعلاميين الذين صعدت أرواحهم فى عملهم وكذلك لكل روح سقطت فى أرض فلسطين، والخزى والعار لكل من صمت، والعزة لغزة ولمن توضأت الأرض بدمائهم، بنيران العدو الغاشم».
خالد البلشى أعلن عن تخصيص جائزة «حرية الصحافة» للمراسل الفلسطينى المتميز وائل الدحدوح الذى أرسل للجميع رسالة بأن «الحقيقة تهزم التزييف، وحرية الصحافة هى خير عون للأوطان فى قضاياها الوطنية» حسب تعبير البلشى، الذى قال أيضا إن «هذا المعرض أظهر لنا كم نحن مشتاقون للصحافة المختلفة»، وأن الصحافة الفلسطينية ومحرريها ومصوريها أثبتوا قدرتهم على هزيمة الرواية والسردية الإسرائيلية، ولولاهم ما كان يمكن إثبات همجية إسرائيل ومحاكمتها أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاى بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.
مجدى إبراهيم وزع الجوائز على الفائزين وجميعهم يستحقون التحية والتقدير وكنت سعيدا أن أرى زملاء أعزاء قدموا صورا متميزة وحصلوا على جوائز ومنهم رندا شعث وعلى هزاع وأحمد عبدالفتاح ولبنى طارق وإسلام صفوت ورجيه أنيس ومحمود خالد وزياد أحمد وعاصم خالد ومهاد الشرقاوى وأحمد بهنسى وأحمد مسعد وأحمد منصور ونهيرة عبدالنبى ومارولا مجدى وحسام عاطف ومحمد فتحى وأيمن كمال ومصطفى عميرة ودعاء عادل ومحمد خالد ومحمد حسام الدين وشروق السيد ومحمد أسد ورانيا دعبس وفارس الحسن ومحمد شكرى ومحمد عبداللطيف وأحمد جمعة.
شكرا لكل المصوريين الذين أعادوا إلينا الثقة فى التصوير الصحفى ودوره الجوهرى فى هذه المهنة العظيمة.