توقيت القاهرة المحلي 22:35:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

  مصر اليوم -

مؤتمر الصحفيين السادس خطوة للأمام

بقلم - عماد الدين حسين

أخيرا انعقد المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين المصرية أيام السبت والأحد والإثنين الماضية، وظنى أنه حقق نجاحا نسبيا، حتى لو كانت هناك سلبيات هنا وهناك. ومن خلال مشاهدات عينية فإن مجرد انعقاد المؤتمر خطوة كبيرة تحسب للنقابة ومجلسها ولكل من ساهم فى انعقاد المؤتمر والتوصيات التى أصدرها.

من حق الجميع أن يتمنى انعقادا مثاليا ومناقشات على أعلى درجة من العمق، وتوصيات لابد أن يتم تنفيذها فورا، لكن ذلك يخالف الواقع شديد التعقيد، وبالتالى فإنه حينما ننظر إلى كامل الصورة التى تحيط بالمشهد الصحفى المصرى سنكتشف أن المؤتمر نجح بالفعل..
قولا واحدا فإن المدخل لأى تطوير لمهنة الصحافة لا يتم من دون وجود حريات للنشر حتى لو كانت منقوصة، المهم أن يكون هناك قدر من الحريات، إضافة لقانون ينظم تداول المعلومات طال انتظاره.
لكن - وآه من لكن - فإن غياب الحرية ليس هو المشكلة فقط ، كما يظن الكثير من الحالمين.
أظن أن هناك مجموعة من النقاط الجوهرية التى ينبغى أن تعمل عليها نقابة الصحفيين والجماعة الصحفية فى المستقبل، لتطوير مهنة الصحافة. إضافة لاستمرار المطالبة بالحريات الصحفية.
النقطة الأولى هى أن يكون هناك صحفيون مؤهلون بصورة كافية، ولديهم إلمام كامل بالمهنة والتزام بقواعدها وأخلاقها، وامتلاك كامل للأدوات التى تجعلهم يتعاملون مع التطورات المتلاحقة، خصوصا فى الجوانب التكنولوجية.
تخيلوا لو أن هناك حريات كاملة، لكن ليس لدينا صحفيون وإعلاميون مؤهلون فإن المشهد سيكون شديد العبثية والخطورة، ليس فقط على المهنة ولكن على الوطن بأكمله، وقد رأينا جانبا من ذلك خلال فترة الانفلات الكبرى بين ٢٥ يناير ٢٠١١ و ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
النقطة الثانية، وهى شديدة الأهمية، وترتبط ارتباطا وثيقا بالحريات أنه من دون محتوى متميز وجذاب لا يمكن أن تتطور هذه المهنة وتتقدم وتنافس. هذه نقطة حاكمة وأساسية.
النقطة الثالثة، أن تدرك الحكومة والدولة والمجتمع بأكمله أن وجود صحافة مصرية قوية يصب فى صالحها أولا وأخيرا، وليس فقط فى صالح أبناء المهنة، وأن العكس هو الصحيح، فتراجع مهنة الصحافة سوف يقود بالتبعية إلى نتائج شديدة الخطورة نرى تجلياتها إقليميا بصورة واضحة كل يوم. مفهوم الصحافة القوية لا يعنى بأى حال من الأحوال الانفلات والصراخ والشتائم والابتزاز، بل صحافة قوية فى إطار القانون الذى يحاسب المخالف سواء كان الصحفى أوالصحيفة بعقوبات شديدة تجعله يفكر مليون مرة ويتحقق من دقة ما ينشره من معلومات وبيانات وأخبار وتقارير.
النقطة الرابعة، أن يكون هناك نقاش جاد وفعلى للمشاكل والتحديات التى تواجه صناعة الصحافة، وقد استمعت إلى بعض من هذا النقاش خلال جلسات المؤتمر. هذه نقطة شديدة الأهمية تتعلق بضرورة أن يكون هناك ضمان حقيقى لرواتب عادلة للصحفيين، وتدفق مستمر للإيرادات للمؤسسات الصحفية، خصوصا من خلال الإعلانات.
لا يمكن أن يكون هناك صحفيون يتقاضون شهريا أقل من ثلاثة آلاف جنيه، ثم نطالبهم بأن يقدموا مواد صحفية جيدة. هذا أمر غير عادل وغير إنسانى.
وفى المقابل فإن غياب المنافسة الجادة والمحتوى الجذاب يجعل غالبية أصحاب المؤسسات لا يرون أى أمل فى استمرار الإصدار بسبب ما يتكبدونه من خسائر متوالية.
النقطة الخامسة، أن المهنة شهدت تغيرات ثورية فيما يتعلق بالأدوات التكنولوجية. نعم القواعد المهنية ثابتة، ولابد من التركيز على الدقة والمصداقية والتحقق والعمق، لكن استمرار التفكير بالآليات القديمة سيؤدى إلى اندثار العديد من المؤسسات الصحفية.
النقطة السادسة، أن يفصل الصحفى بين دوره كصحفى ودوره كناشط سياسى، حينما يكون صحفيا فلابد أن يكون مؤهلا ومدربا ويقدم مواد صحفية مكتملة من حيث القواعد والدقة، من حقه أم يمارس العمل السياسى كما يشاء، ويؤمن بما يشاء من أفكار لكن لا يخلط هذا بذاك. وأحد المشاكل التى واجهت المهنة فى فترات ماضية هى هذا الخلط المعيب الذى دفعت المهنة والصحفيون الجادون ثمنه بصورة فادحة.
النقطة السابعة، من المهم استمرار العلاقة الصحية والنقاش الخلاق والمفيد بين النقابة والحكومة. علاقة تقوم على الندية وليست التبعية، ويكون هدفها خدمة مصالح الصحفيين والنهوض بالمهنة، من دون أن يؤدى ذلك إلى أى تأثير على المحتوى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر الصحفيين السادس خطوة للأمام مؤتمر الصحفيين السادس خطوة للأمام



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس

GMT 00:30 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

جماهير المصري تدعم الفريق قبل مواجهة النجوم

GMT 22:45 2024 الجمعة ,23 آب / أغسطس

قصي خولي يقدم برنامج "من سيربح المليون"

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

المصري يرفض الإستغناء عن بوسكا

GMT 21:20 2019 الخميس ,25 تموز / يوليو

سموحة يتعاقد مع الليبي محمد الترهوني

GMT 10:04 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

نجاح المصرى بالخارج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon