توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جثث متحللة في شوارع الخرطوم ومشارحها

  مصر اليوم -

جثث متحللة في شوارع الخرطوم ومشارحها

بقلم - عماد الدين حسين

3 آلاف جثة موجودة فى ثلاث من مشارح العاصمة السودانية الخرطوم، لا يمكن دفنها بسبب المعارك الطاحنة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
ونتيجة لذلك فإن غالبية هذه الجثث تحللت إلى أكوام من اللحم، والخوف أن تصل إليها الفئران والكلاب الضالة وبالتالى قد ينتشر الطاعون.
هذا ملخص التقرير المهم قبل أيام لمراسل جريدة «الشرق الأوسط»، وجدان طلحة من منطقة ود مدنى فى الخرطوم والتفاصيل الموجودة به مرعبة، وتظهر إلى أى حد بلغ العبث بالحرب فى السودان، والآثار الكارثية لها، والأخطر أنه لا يلوح فى الأفق أى أمل لوقف إطلاق النار.
تفاصيل التقرير مهمة رغم أنها بائسة ومقبضة لأنها تكشف حقيقة ما ارتكبه زعماء الحرب بحق الشعب السودانى.
المشارح الرئيسية فى الخرطوم كانت تعانى من مشاكل كثيرة حتى قبل اندلاع الصراع الحالى، وكان هناك اعتقاد أنه داخل هذه المشارح جثامين لنشطاء سياسيين سقطوا فى اعتصام 3 يونيو 2019 الذى تم فضه بعنف من الجيش والدعم السريع، حينما كانا متحالفين، وكذلك ضحايا موجة الاحتجاجات التى اندلعت فى 25 أكتوبر 2021. وبالتالى فالمعتقد أن هذه الجثث ليست كلها وليدة للصراع الحالى، بل ربما بعضها موجود منذ سنوات. لكن الحرب الحالية زادت المأساة عمقا، خصوصا أن المشارح تقع فى مناطق الاشتباكات والتيار الكهربائى دائم الانقطاع، وبالتالى تحولت الجثث إلى أكوام من اللحم المتحلل.
والمعروف أن الحكومة المدنية أوقفت دفن الجثامين فى 2019 بناء على طلب أسر مفقودى الاعتصام، لحين التأكد من هويتها، لكن انقلاب 25 أكتوبر 2021 قطع الطريق على هذه التحقيقات، ومع بدء الحرب الحالية فى منتصف أبريل الماضى وسقوط آلاف الجثث وانقطاع التيار الكهربائى بما فيها المستشفيات والمرافق الطبية. وطبقا لمدير هيئة الطب العدلى بالخرطوم د. هشام زين العابدين فإن عدد الجثث فى المشارح الثلاثة بالخرطوم بلغ حوالى 3 آلاف جثة.
قرار منع دفن جثث فض اعتصام القيادة تم انتقاده من قبل جهات كثيرة، وكان يمكن الاحتفاظ بالحمض النووى فقط، لكن رئيس لجنة التحقيق المستقلة فى فض الاعتصام نبيل أديب يقول إنه لم يمنع الدفن إطلاقا.
والخشية الكبرى التى يراها زين العابدين أن تكون الكلاب الضالة والفئران قد دخلت المشارح وأكلت الجثامين، وصارت وكأنها فى الشارع لعدم وجود أطباء أو عمال أو تيار كهربائى بسبب وقوعها فى منطقة اشتباكات عسكرية.
ولأن المشارح موجودة فى مناطق سكنية فإن رائحة الجثث المتحللة بدأت تصل إلى المواطنين فى بيوتهم، حسب المراسل وجدان طلحة. ولا تملك الأجهزة المختصة إلا استخدام مبيدات الحشرات للقضاء على الفئران التى تتغذى على الجثث. وإذا تمكنت هذه الحشرات والقوارض من العودة للشوارع مرة أخرى، فإنها يمكن ببساطة أن تنشر الطاعون بين الناس.
ولأن جميع المشارح مغلقة، فإن المشكلة الأخطر أيضا هى أن جثث قتلى الحرب موجودة فى الشوارع، ولا تجد فى كثير من الأحيان من يدفنها بسبب عدم وجود ممرات آمنة تمكن الجهات الصحية من دفنها، وإذا تحقق تحلل الجثث الموجودة فى الشوارع فهناك أخطار بيئية كثيرة تهدد السكان.
هذا هو أحد أوجه الصور المأسوية للحرب الدائرة الآن فى بعض مناطق السودان خصوصا العاصمة الخرطوم والنتيجة المنطقية التى يمكن أن يخرج بها من يطالع هذه الوقائع أن ضحايا الحرب والصراع المستمر فى السودان يموتون عدة مرات الأولى عذابا بسبب ويلات الحرب، ثم الموت المادى نفسه، والموت المعنوى حينما لا يجدون من يقوم بدفنهم، ويتركهم يتحللون فى الشوارع والمشارح تأكلهم الفئران والكلاب وسائر القوارض.
يستحيل أن يسامح الشعب السودانى كل من تسبب أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جثث متحللة في شوارع الخرطوم ومشارحها جثث متحللة في شوارع الخرطوم ومشارحها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon