توقيت القاهرة المحلي 07:52:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذا هو الهدف الحقيقي لنتنياهو

  مصر اليوم -

هذا هو الهدف الحقيقي لنتنياهو

بقلم - عماد الدين حسين

ما هو الهدف الحقيقى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة وجيشه من وراء العدوان الإسرائيلى الوحشى منذ ٧ أكتوبر الماضى وحتى الآن؟!
رسميا يقول نتنياهو إن الهدف هو القضاء على حركة حماس والقبض على أو تصفية قادتها وإعادة الأسرى، أو الرهائن.
الجميع ما عدا نتنياهو وعصابة اليمين المتطرف فى إسرائيل يقولون بوضوح إن الأهداف التى وضعها نتنياهو غير عملية وغير قابلة للتطبيق، وبالتالى عليه أن ينزل من فوق الشجرة العالية التى صعد إليها، بمعنى أن يكون عمليا وواقعيا.
من يقول ذلك ليس الفلسطينيين أو العرب أو حتى بعض الدول والقوى الأجنبية بل قوى صديقة لإسرائيل فى أوروبا والولايات المتحدة، وبدأنا فى الأيام الأخيرة نرى العديد من القوى السياسية والشخصيات العامة فى إسرائيل تقول ذلك بكل وضوح، وآخرهم إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، الذى قال يوم الجمعة الماضى: «حان الوقت لاستبدال نتنياهو وبن غفير وحكومته» وقبل ذلك فإن الرئيس الأمريكى جو بايدن طالب نتنياهو بإخراج المتطرفين من حكومته.
وخلافا لما يعتقده كثيرون فلا أظن أن نتنياهو حالم أو خيالى. هو يدرك قبل غيره أن عملية القضاء على حماس وبقية فصائل المقاومة مستحيلة.
ظنى الشخصى أن نتنياهو يستخدم هذه الأهداف المعلنة وغير الواقعية لتحقيق هدف أكبر وأهم وهو تدمير غزة وقتل أكبر عدد من سكانها خصوصا الأطفال.
وهو قال بوضوح فى اليوم الأول للعدوان بعد عملية «طوفان الأقصى» إنه سيحول غزة إلى مكان لا يعرفه أحد، وأن مشاهد غزة ستظل ماثلة فى عقول وأذهان الجميع خصوصا سكانها لخمسين عاما مقبلة.
نتنياهو لا يستطيع لحسابات دولية أن يقول إنه يريد تدمير غزة وقتل سكانها لكنه يتخفى وراء أهداف تبدو معقولة أمام شعبه وبعض الدول الكبرى المؤيدة له، من قبيل أن المقاومة قتلت مواطنين وعسكريين إسرائيليين وأسرت بعضهم وبالتالى فإنه يريد الانتقام والقضاء على هذه الفصائل المقاومة، حتى لا يكرروا ما فعلوه مرة أخرى.
نتنياهو يضع أهدافا مستحيلة حتى يحقق الهدف الأكبر له ولكيانه العنصرى الاستيطانى.
نتنياهو فى الأسابيع الأخيرة قال كلاما غريبا جدا، وخلاصته أنه يريد تغييرا ثقافيا يغير من طبيعة وهوية الفلسطينيين فى قطاع غزة والضفة بحيث يتخلون تماما عن فكرة المقاومة. وبالتالى يتقبلون الاحتلال والصهيونية بل ويهودية إسرائيل، بحيث لا تخرج أى حركة مقاومة من هذا الشعب. وربما أفضل تعبير عن هذه الأفكار هى خطة بتسلتيل سموتريتش حليف نتنياهو ووزير المالية ورئيس حزب «الصهيونية الدينية» المتطرف، حينما وضع خطة منذ يوليو الماضى خير فيها الفلسطينيين بين العيش كمواطنين درجة ثانية والتخلى عن حلم الدولة المستقلة أو الرحيل للخارج أو القتل.
نتنياهو يدرك تماما أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن الاستقلال والدليل أن كل ما فعلته إسرائيل طوال ٧٥ عاما لم يخمد جذوة التحرر لدى الفلسطينيين، وبالتالى فحينما يضع هذا الهدف المستحيل تماما، فهو يعنى أن العدوان مستمر إلى ما لا نهاية وهو ما يعنى بعبارة أخرى أن الهدف الجوهرى وراء هذه الأهداف المستحيلة هو تدمير الضفة وغزة تماما وتهجير سكانها أو قتلهم أو إصابتهم باليأس ليقبلوا ما يريده المتطرفون الصهاينة.
سيقول البعض إن نتنياهو يفعل ذلك ليؤخر رحيل حكومته ومحاكمته وربما سجنه.. ومرة أخرى وما الذى سوف نستفيده نحن العرب، خصوصا إذا كان هذا التفكير المتطرف ليس خاصا بنتنياهو والمتطرفين فقط بل بثقافة سياسية يؤمن بها معظم الإسرائيليين؟!
وحتى إذا سقط نتنياهو واستقال أو حتى دخل السجن، فإن ما حققه لإسرائيل كثير جدا، وهو تحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة. ولعلنا نلاحظ التكتيك المتمثل فى الطلب من الفلسطينيين إخلاء منطقة معينة، وبعدها يتم تدميرها بصورة كاملة، بما تشمله من مبان ومستشفيات ومدارس ومؤسسات وكل البنية التحتية، بحيث لا تصبح المنطقة بكاملها غير صالحة للحياة ولا يكون أمام الفلسطينيين سوى سيناريو التهجير.
كعربى أتمنى أن تتم محاسبة ومحاكمة نتنياهو وأمثاله، ليس لفشلهم الاستخبارى والسياسى وسياسته الداخلية، بل لجرائم الحرب والإبادة الجماعة التى ارتكبوها ضد الفلسطينيين والعرب. لا يشغلنى مصير نتنياهو وعصابته، ويفترض أن يشغلنا دائما أن يتوقف العدوان أولا ويتبلور موقف فلسطينى وعربى قوى يجبر إسرائيل على وقف بلطجتها، ليس فقط فى فلسطين بل فى سائر المنطقة، وللأسف فإن ذلك لا يلوح فى الأفق حتى الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا هو الهدف الحقيقي لنتنياهو هذا هو الهدف الحقيقي لنتنياهو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon