توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مئوية الأستاذ

  مصر اليوم -

مئوية الأستاذ

بقلم - عماد الدين حسين

أمس السبت مر ١٠٠ عام على مولد «الأستاذ»، وحينما تقال كلمة الأستاذ مجردة فى عالم الصحافة فلا يكون مقصودا بها إلا شخص واحد فقط هو محمد حسنين هيكل.
يندر وجود صحفى وإعلامى عربى لم يتأثر بهيكل بصورة أو بأخرى.
هيكل ترك بصمته الضخمة على عصر الصحافة العربية، منذ أن بدأ الكتابة أوائل الأربعينيات من القرن الماضى، وهذا التأثير لم ينته بوفاته فى فبراير 2016، بل استمر فعالا بصور كثيرة حتى يومنا هذا.
فى الشهور الأخيرة اكتشفت أن عددا من رواد ومستخدمى تطبيق التيك توك واسع الانتشار يقومون بمشاركة و«تشيير» الكثير من مقاطع لتصريحات الأستاذ هيكل، معظمها أظن أنه مأخوذ إما من سلسلة حواراته شديدة الأهمية مع الأستاذة لميس الحديدى على شاشة سى بى سى، أو فى حواراته المهمة جدا أيضا على شاشة قناة الجزيرة القطرية.
والملحوظة الأهم فى هذه المقاطع التى لا تزيد عن دقيقتين أو ثلاث فإن معظم ما تحدث به هيكل ما يزال طازجا ومرتبطا بالأحداث الجارية حتى الآن، وبالتالى يصبح السؤال المنطقى لماذا ذلك؟
الإجابة ببساطة أن هذا الرجل جمع ما لا يمكن لشخص واحد أن يجمعه أو يملكه فى عصر واحد وبكل هذه القدرة من الفهم والوعى والتأثير والبراعة.
هو كان صحفيا نابغا منذ بداية عمله فى الإيجبشيان جازيت عام 1942، وكان طبيعيا أن يكون معجبا ومفتونا بالكاتب الصحفى الأشهر وقتها وهو الأستاذ محمد التابعى.
وكان منطقيا أن تتخاطفه الصحف الكبرى فى هذا الزمان الذى شهد نهضة صحفية غير مسبوقة سواء بسبب العصر الليبرالى وقتها، أو بسبب وجود عمالقة صحافة كثيرين، أو بسبب الروح الوطنية الوثابة التى كانت تتوق وقتها إلى التحرر من ربقة الاستعمار البريطانى الذى كان جاثما على صدر الوطن منذ عام ١٨٨٢.
عمل هيكل رئيسا لتحرير الأخبار وآخر ساعة مع مصطفى وعلى أمين.
ثم تفاوض معه آل تكلا ليصبح رئيسا لتحرير الأهرام منذ عام ١٩٥٧، وحتى خروجه منها فى الأول من فبراير ١٩٧٤، بعد خلافه الشهير مع الرئيس الأسبق محمد أنور السادات.
هيكل حوّل الأهرام من مجرد صحيفة عادية كانت تخسر ماليا، أو حتى صحيفة جيدة وسط صحف أخرى جيدة، إلى أهم صحيفة فى المنطقة العربية على الإطلاق، وكان الجميع ينتظر مقاله الأسبوعى الشهير «بصراحة» صباح كل جمعة لأنه كان يحوى معلومات وأفكارا وأخبارا جديدة مصحوبة بتحليل عميق لجميع المجريات المصرية والعربية والدولية.
نذكر جميعا أن بعضا من الصحفيين المصريين وقتها قالوا إن السبب الأساسى بل وربما الوحيد الذى جعل هيكل متميزا أنه كان قريبا ومقربا من الرئيس الأسبق جمال عبدالناصرفقط، وظلوا يرددون ذلك بطبيعة الحال بعد وفاة ناصر فى ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠ لكن فات هؤلاء أنه كان مقربا أيضا من السادات حتى خروجه من الأهرام، ومعظم هؤلاء أصيب بالصدمة لأن هيكل استمر متألقا ومؤثرا بعد وفاة عبدالناصر وبعد خروجه من الأهرام وبعد وفاة السادات ربما بصورة أكبر كثيرا حينما كان بجوار الرئيسين بل وحينما كان مغضوبا عليه حينما اعتقله السادات فى اعتقالات 5 سبتمبر الشهيرة.
لم ينطق أحد من هؤلاء فى محاولة تفسير هذه الظاهرة، ولم يشرحوا لنا لماذا ظلت كبريات الصحف العالمية من أمريكا إلى اليابان مرورا ببريطانيا يسعون وراء هذا الرجل لكى يحاوروه، ويكتب لهم، ويدفعون له ما لم يدفع لأحد من قبله فى المنطقة العربية بأسرها.
رحل الجميع ونسينا معظم هؤلاء الذين رحلوا إلا قليلا، ولم يعد معظمنا يتذكر إلا هيكل.
هل معنى كل ما سبق أن هيكل فوق مستوى النقد؟! الإجابة هى لا قطعا. ومن حق أى شخص أن يناقش أفكاره وكتاباته ومواقفه وأن يختلف أو يتفق معها، والبعض فعل ذلك بالفعل، لكن قلة قليلة جدا هى التى ناقشت واختلفت مع الرجل باحترام وتقدير وفهم، والبقية هاجموا وانتقدوا وسبوا وشتموا لكن طواهم جميعا النسيان وظل هيكل موجودا ومؤثرا لأنه كان مختلفا.
هو بنى نفسه واشتغل عليها جيدا وسلّح نفسه بكل الأدوات المتاحة وتجاوب مع عصره وفهم العالم فظل مؤثرا رغم رحيل جسده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مئوية الأستاذ مئوية الأستاذ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon