توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانفتاح السياسى.. الرابحون والخاسرون

  مصر اليوم -

الانفتاح السياسى الرابحون والخاسرون

بقلم - عماد الدين حسين

كتبت أمس الإثنين عن دلالات الحضور المتنوع والكبير لإفطار الأسرة المصرية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وغالبية كبار المسئولين والعديد من قيادات ورموز الأحزاب السياسية المؤيدة والمعارضة.

وسؤالى المباشر هو: من هو الكاسب ومن هو الخاسر من مثل هذا التوجه؟!

قولا واحدا ومؤكدا هو أن مصر بأكملها هى الرابحة من هذا الانفتاح السياسى، وكل خصومها وأعدائها هم الخاسرون، مع شرط جوهرى أن يكون الانفتاح جادا ومستمرا وفاعلا.

فى التفاصيل فإن ما حدث فى إفطار الأسرة المصرية، وجوهر كلمة الرئيس السيسى، لن يضر الدولة المصرية ونظامها السياسى فى شىء بل المؤكد أنه يزيد من المناعة السياسية للدولة ويقوى النظام، وليس العكس.

السؤال هنا يمكن أن يتم طرحه بصيغ عديدة منها مثلا: ما الذى خسرته الدولة والنظام والحكومة والمجتمع، حينما دعت الرئاسة المصرية كل هذا الحشد الكبير والمتنوع من الطيف السياسى والاقتصادى والمجتمعى المصرى؟!

الإجابة: لا شىء.

والسؤال الآخر: وما الذى كسبته الدولة والنظام والحكومة من إفطار السبت الماضى؟!

الإجابة هى أنهم جميعا كسبوا كل شىء.

طوال السنوات التى أعقبت ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وحتى انطلاق الحوار الوطنى فى ٢٢ أبريل ٢٠٢٢، كانت هناك حالة قطيعة وتشكك وتربص بين الحكومة والمعارضة، وبالتالى غابت السياسة إلى حد كبير، وبالطبع هناك أسباب مفهومة لذلك أهمها فيروس الإرهاب الذى ضرب البلاد لسنوات، وتحديات التنمية، لكن أيضا لم يكن مفهوما أن تستمر القطيعة كل هذه السنوات.

الحمد لله أن الإرهاب انكسر وهيبة الدولة عادت وخطر الفوضى والعنف واسع النطاق الذى ضرب دولا عدة فى المنطقة لم يحدث فى مصر.

تبين لنا فى الفترة الأخيرة أن خروج المساجين على خلفيات سياسة أفضل من وجودهم فى مراكز التأهيل، وعودتهم لأعمالهم أفضل من بقائهم فى البيوت، ومشاركتهم فى جلسات الحوار الوطنى أفضل كثيرا من مجرد عودتهم لأعمالهم، ودعوتهم لمثل هذه اللقاءات الرئاسية واندماجهم فى المجتمع أفضل وأفضل.

ما الذى خسرته الدولة من خروج المساجين؟!

لا شىء، بل كسبت كثيرا، حينما رأينا بعض هؤلاء المساجين يشاركون فى جلسات الحوار الوطنى ويثبتون أنه حوار جدى.

خروج هؤلاء من السجون نزع العديد من الألغام. هدأ من توتر مجتمعى، وأوقف متاجرة جهات خارجية كثيرة بهذه القضية.

وسمعت من مصادر أثق بها أن بعضًا ممن خرجوا من السجون قد أثبتوا مسئولية وطنية حقيقية خلافا لما كان متصورا منهم.

نفس هذه المصادر تقول إنها اكتشفت أن الانتخابات التى تمت فى بعض النقابات والهيئات وأسفرت عن فوز معارضين أفادت الدولة أكثر مما أضرتها.

ظنى أن الانفتاح والفهم والتفهم من أجهزة الدولة أمر شديد الأهمية، لأنه جاء عبر تجارب متعددة. بدأت بالتضييق وانتهت بالانفتاح المحسوب.

هل يعنى كلامى السابق أننا سنصبح دولة مثل الدول الاسكندنافية غدا؟!

الإجابة هى لا. لكن أن نشهد تغيرات إيجابية حتى لو كانت ضئيلة ومحدودة، ومتدرجة فهو أمر جيد ينبغى أن نوجه التحية والتقدير لكل من يقف خلفه.

السؤال الأخير: من الذى خسر من هذا الانفتاح؟

قولا واحدا هم كل من لا يريد الخير لمصر، سواء كانوا جماعات داخلية أو قوى وأجهزة ودول خارجية.

كل طاقة انفتاح سياسى تنفتح فإنها تعلق فورا ثغرة يتسلل منها أعداء هذا البلد. أى انفتاح متدرج ومحسوب وليس عشوائيا سوف يقوى من مناعة هذا البلد ويكون خير داعم للقيادة السياسية لاتخاذ أفضل القرارات فى كل المجالات.

شكرا لكل من ساهم ويساهم فى الانفتاح السياسى بما يجعلنا نواجه أصعب المشاكل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانفتاح السياسى الرابحون والخاسرون الانفتاح السياسى الرابحون والخاسرون



GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

سوريا.. التاريخ والسياسة

GMT 15:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الفائزون فى 3 مباريات

GMT 09:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ويْكَأن مجلس النواب لم يتغير قط!

GMT 08:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 08:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 08:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 08:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 08:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:18 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

نداء إلى وزير التعليم قبل وقوع الكارثة

GMT 11:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زيادة القدرة الإنتاجية لمحطة طاقة رياح إلى 650 ميغاوات في مصر

GMT 04:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارة كهربائية خارقة جديدة من دودج بمدى سير يتجاوز 500 كم

GMT 23:58 2024 الإثنين ,29 تموز / يوليو

كولر يعادل إنجاز مانويل جوزيه مع الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon