توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معايير اختيار الوزراء الجدد

  مصر اليوم -

معايير اختيار الوزراء الجدد

بقلم - عماد الدين حسين

دور الفرد فى العمل العام خصوصا السياسى مهم جدا على مر العصور، لكن الأهم أيضا هو نوع السياسة المتبعة.

أطرح هذا الموضوع للنقاش ونحن ننتظر حكومة الدكتور مصطفى مدبولى الثانية التى كلفه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيلها ظهر يوم الإثنين الماضى.

تنشغل وسائل الإعلام من صحافة وتليفزيون ومواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعى بأسماء المرشحين للوزارات المختلفة، وهو أمر مهم وطبيعى فالإعلام يبحث عن الخبر الجديد دائما. لكن هناك زاوية مهمة أخرى ينبغى أن نركز عليها أيضا، وهى السياسة التى سيتبعها الوزير الجديد أو الأهداف التى يفترض أن يحققها؟

 لماذا هذا السؤال مهم؟!

لأنه ببساطة يمكن أن يكون لدينا وزير هو الأفضل على الإطلاق فى مجال تخصصه، لكن السياسة الموضوعة لوزارته غير سليمة أو غير صحيحة، وبالتالى فالتوقع المنطقى أنه لن يحقق النجاح المطلوب، بل يمكن أن يتحمل تبعات الإخفاق.

فى حين قد يكون لدينا سياسة جيدة جدا لكن مستوى الوزير أو المسئول ليس جيدا فيحدث نفس الشىء وهو التعثر.

فى حين أنه قد يكون هناك وزير متوسط المستوى فى تخصصه، لكن السياسة الموجودة لوزارته جيدة وملائمة وهنا فقد يحقق هذا الوزير نجاحا مذهلا.

وبالتالى فحينما يكون لدينا الوزير الكفء مع السياسة الصحيحة، فإن النتائج ستفوق الوصف.

 نفس الأمر ينطبق على الموارد المتاحة فإذا كانت الموارد قليلة أو شحيحة فسوف يخفق الوزير فى تحقيق أى نجاح، لكن إذا توافرت الموارد، يمكن لهذا الوزير بغض النظر عن اسمه أن يحقق شيئا ملموسا يشعر به الناس.

هناك عامل آخر مهم جدا، وهو الصلاحيات وكذلك البيئة العامة التى يعمل خلالها الوزير.

التعقيدات الإدارية والتشابكات يمكن أن تعرقل عمل أى وزير، وكذلك نقص الصلاحيات أو غيابها تماما، وإذا حدث ذلك، فلن يحقق الوزير شيئا، فى حين أن العكس هو الصحيح تماما. لو أن الوزير تمتع ببعض الصلاحيات فسوف يكون قادرا على الإنجاز خصوصا إذا كان مؤهلا.

لا أقصد هنا بالصلاحيات أن تكون مطلقة فى يد الوزير، فهو فى النهاية عضو فى مجلس الوزراء، ثم إن هناك رئيس الجمهورية الذى هو أيضا الرئيس الأعلى للسلطة التنفيذية، لكن ما أقصده أن يكون لدى الوزير هامش مقدر من الحرية والصلاحيات التى تمكنه من اتخاذ القرارات الصحيحة والسريعة.

هذه نقطة مهمة لأن غيابها أدى إلى ظاهرة خطيرة وهى أن بعض الوزراء وخوفا من المساءلة والمحاسبة يلجئون إلى تشكيل اللجان لبحث أى مسألة صغيرة كانت أو كبيرة، وبالتالى نشهد حالة الشلل التى تعانى منها كثير من المؤسسات والوزارات والهيئات بسبب الخوف والتردد الذى يقود إلى الشلل.

العامل المهم أيضا أنه كلما كان الوزير لديه حس سياسى، كان ذلك مهما، هذا الحس يجنبه الوقوع فى العديد من الأخطاء القاتلة. والعكس صحيح تماما.

فغياب الحس السياسى يجعل الوزير أو المسئول الحكومى يرتكب هفوات تقود إلى تحميل الحكومة والنظام أخطاء فادحة، خصوصا فى توقيت اتخاذ القرارات. هناك قرارات صحيحة جدا، لكن توقيت اتخاذها يكون خاطئا جدا، وبالتالى تتسبب فى خلق حالة من الغضب والاستياء الشعبى.

النقطة الأخيرة تتعلق بأنه قبل أن نفكر فى اختيار الأسماء، علينا أن نحدد الأهداف التى نريد من الوزير أن يحققها. أحيانا يكون هناك وزير جيد جدا، لكن الهدف المراد تحقيقه لا يتناسب مع قدرات ومؤهلات واهتمامات الوزير، وبالتالى تحديد الهدف أولا يسهل اختيار اسم الوزير القادر على تحقيق هذا الهدف.

مرة اخرى نتمنى وزراء على أعلى درجة من الكفاءة والخبرة والحس السياسى، وكل التمنيات الطيبة للدكتور مدبولى والحكومة الجديدة، التى ما يزال معظم أعضائها فى علم الغيب لدى المواطنين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معايير اختيار الوزراء الجدد معايير اختيار الوزراء الجدد



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon