توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبداللهيان في الرياض.. دلالات أولية

  مصر اليوم -

عبداللهيان في الرياض دلالات أولية

بقلم - عماد الدين حسين

ما هو مستقبل العلاقات السعودية ــ الإيرانية، هل تتحسن فعلا وتتطور إلى علاقات تعاون حقيقى لمصلحة البلدين والمنطقة بأسرها، أم أن ما يحدث الآن مجرد هدنة لالتقاط الأنفاس وسرعان ما تعود الأمور إلى الصورة التى صارت طبيعية منذ عام ١٩٧٩ أى الخلاف والتوتر والصدام؟
هذا السؤال عاد لسطح الأحداث مرة أخرى يوم الخميس الماضى، حينما زار وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبداللهيان الرياض للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، ردا على زيارة نظيره السعودى فيصل بن فرحان لطهران قبل نحو شهرين.
نعلم أن البلدين استأنفا العلاقات الثنائية منذ أسابيع بعد وساطة صينية ناجحة ومفاجئة جمعت بين مسئولين سعوديين وإيرانيين كبار فى بكين فى 2 شهر مارس الماضى واتفقا البلدان وقتها على عودة العلاقات وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للطرف الآخر، وحل المشكلات بينهما وإعادة العمل بالاتفاقين الاقتصادى لعام ١٩٩٨ والأمنى لعام ٢٠٠١.
بعد هذا الاتفاق انتعشت الآمال لدى كثير من المراقبين بأن تغييرات دراماتيكية سوف تشهدها علاقات البلدين، وبالتالى مجمل المنطقة خصوصا فى المناطق التى شهدت خلافات وصدامات، وبالأخص فى اليمن ولبنان وسوريا، ووصلت إلى حد اتهام السعودية لإيران بتنفيذ هجمات عسكرية ضدها تحت ستار الحوثيين.
لكن الذى حدث منذ ٢ مارس وحتى هذه اللحظة أننا لم نشهد ما ينبئ بأن تغييرا كبيرا قد حدث، بل سمعنا عودة اللغة الإيرانية القديمة فيما خص الحديث عن حقل الدرة للغاز الطبيعى وهو ملكية سعودية كويتية مشتركة، وتزعم إيران أن لها حقوقا سيادية فيه. هذه اللغة الإيرانية توحى بأن جوهر التفكير الإيرانى لم يتغير.
بعض المراقبين يعتقدون أن طهران رحبت بشدة بالمصالحة مع السعودية لأنها كانت مدفوعة بضغوط أمريكية غربية إسرائيلية من اتجاهات مختلفة، وبالتالى فإن هذه المصالحة سوف تلجم وتحجم هذه الضغوط، وفى نفس الوقت تتيح لطهران متنفسا مهما خصوصا فى الحصار الاقتصادى.
لكن المشكلة الحقيقية كانت فى رأى هؤلاء المراقبين أن إيران لا تريد أن تدفع ثمن هذه المصالحة، بأن تتوقف عن التدخل فى شئون الخليج العربى، وأن توقف دعمها لبعض القوى المحلية فى البلدان العربية.
السعودية مدت يدها لطهران، ويعتقد البعض أن إيران شعرت بعد بدء مفاوضات مع الولايات المتحدة، وأثمرت قبل أيام عن الافراج عن ٥ أمريكيين وإفراج واشنطن عن 6 مليارات دولار إيرانية كانت محتجزة فى كوريا الجنوبية، بأنها ربما ستطلب ثمنا أكبر من السعودية باعتبار أنها قد تتوصل لصفقة مع الولايات المتحدة والغرب تقود لتوقيع اتفاق جديد بشأن الملف النووى بديلا للاتفاق الذى ألغاه الرئيس السابق دونالد ترامب بمجرد توليه الرئاسة إرضاء لإسرائيل وبعض دول الخليج. هذا التشدد والتلكؤ الإيرانى فى الاستجابة لعلاقات طبيعية مع السعودية والخليج أرسل رسالة سلبية إلى الرياض وعواصم خليجية أخرى، وعزز الرأى القائل بأن إيران لا تريد سوى الهيمنة على المنطقة أو مجرد شراء الوقت حتى تمر عاصفة العقوبات الأمريكية والتحرش الإسرائيلى.
فى تقدير هؤلاء أن إيران كان يمكنها أن تبعث برسائل حسن نية خصوصا فى اليمن، وألا تثير الجدل القديم بشأن حقل الدرة، وأن توقف تدخلها فى الشئون الداخلية للدول العربية وأن تتوقف عن التحرش بالسفن الخليجية فى مياه الخليج العربى.
كل ما سبق هو ما سيطر على أجواء العلاقات التى راهن كثيرون على تطورها لمصلحة البلدين والمنطقة، وقطع الطريق على محاولات إسرائيل للصيد العكر فى مياه المنطقة. وبالتالى فإن عدم جدية إيران قد يدفع بلدان الخليج لسلك سبل وعرة قد تؤذى إيران وعموم المنطقة خصوصا بعدما تردد عن محاولات أمريكية لصفقة شاملة مع السعودية يكون من بينها إقامة علاقات بين الرياض وتل أبيب. وزير الخارجية الإيرانى عبداللهيان وبعد مباحثاته مع بن فرحان التقى الأمير بن سلمان ولى العهد الوزير الإيرانى صباح الجمعة الماضى وسمعنا عن كلمات وتصريحات طيبة متبادلة، وجاء مع الوزير السفير الإيرانى الجديد لدى الرياض عنايتى، وانتهت الزيارة بالحديث عن تشكيل لجان لتعزيز علاقات البلدين، لكننا لم نسمع عن اتفاقيات، والسؤال مرة أخرى: أى مستقبل ينتظر علاقات البلدين والعلاقات الإيرانية العربية عموما، وهل تنجح المحاولات الأمريكية الإسرائيلية فى عرقلة هذه المصالحة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبداللهيان في الرياض دلالات أولية عبداللهيان في الرياض دلالات أولية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon