توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات والسياسة .. وضرورة النظرة الشاملة

  مصر اليوم -

الانتخابات والسياسة  وضرورة النظرة الشاملة

بقلم - عماد الدين حسين

هل الانتخابات الرئاسية التى بدأت أمس الأول داخل مصر مسرحية؟
هذا السؤال ليس من اختراعى، لكن بعض المشاهدين وجهوه إلى الإعلامى المتميز أسامة كمال فى برنامجه على قناة DMC مساء السبت الماضى، وكنت ضيفه مع الكاتب الصحفى الأستاذ على السيد.
تقديرى أنه من حق أى مواطن مصرى أن ينظر للأمور والقضايا كما يشاء، لكن أيضا من المهم أن يرى الصورة الكاملة.
أسهل شىء فى السياسة وأخطره أن يعتقد أى منا أنه امتلك ناصية الأمور جميعها وأوتى الحكمة الكاملة. هو أمر سهل ومريح لأى شخص أن يعتقد ذلك، وبالتالى يعود إلى بيته قرير العين، وكأنه أدى واجبه، وهو أخطر شىء لأنه يفاقم الأمور والمشاكل ولا يحلها، ويحول كل الأمور إلى مباريات صفرية وأبيض وأسود فقط دون النظر للعديد من الألوان الأخرى.
لا أحد يزعم أننا نعيش فى مصر مناخا ديمقراطيا كاملا مثل البلدان الغربية العريقة فى الديمقراطية، لكن من المهم جدا أن ندرك أن الوصول إلى هذه الحالة التى يراها البعض مثالية، لن يتم فى يوم وليلة أو بكبسة زر، بل يحتاج مناخا وجهدا وشروطا موضوعية من الجميع وليس فقط من الحكومة والنظام، ولن يتحقق ذلك أيضا بقرار حكومى منفرد، بل هو حصيلة أوضاع مجتمعية شاملة، وتراكم نضالى سلمى طويل المدى، الديمقراطية الكاملة ليست مجرد إجراءات إدارية أو حتى وجود مرشحين وصناديق انتخابية ودعاية فقط، بل هى مناخ عام وتراكم مجتمعى طويل، يقود فى النهاية إلى المشهد الذى نراه فى العديد من المجتمعات الغربية وبالتالى فإن الطريق الطويل إلى الصندوق قد يكون مهما جدا مثل لحظة الانتخاب.
يعتقد بعض الحالمين أن الوصول إلى هذه الحالة المرجوة المثالية للديمقراطية هو قرار حكومى فقط، وهو أمر غير صحيح بالمرة.
على سبيل المثال تخيلوا لو أن الحكومة اتخذت قرارا غدا بإطلاق الحريات السياسية لأقصى مدى، فما الذى سيحدث؟! لن يحدث تطور وتغير فجائى لأن التربة الحزبية فى مصر ليست فى أفضل أحوالها، ولكى تتغير فلابد من أن تقوم الأحزاب بتطوير نفسها، وأن تبذل جهدا كبيرا بمعنى أن تتأسس أولا على أسس صحيحة، وأن ينضم إليها الأعضاء بصورة طبيعية انطلاقا من برامجها. وثانيا أن توفر الحكومة المناخ الملائم لعمل الأحزاب، وثالثا أن ينضم المواطنون إلى الأحزاب المختلفة اقتناعا ببرامجها وليس بخدماتها، ورابعا أن يتقبل المجتمع كل ذلك ويكون هناك إطار قانونى ودستورى يضمن تحقيق ذلك على أرض الواقع، وليس فقط على الورق.
إذن الموضوع يحتاج لتعاون الجميع، وأهم حلقة فى هذا الموضوع هو المواطن لأنه من دون مشاركة هذا المواطن فسوف تتحول الأحزاب إلى مجرد هياكل فارغة.
الخطوة الأولى فى هذا الأمر أن يشارك المواطن فى كل الأنشطة السياسية، بمعنى أن ينضم أولا للحزب الذى يؤمن ببرنامجه، وأن يشارك فى الندوات والمؤتمرات ويدفع الاشتراكات، ثم وهذا هو الأهم أن يشارك فى كل الانتخابات والاستفتاءات وكل ما له صلة بالحياة السياسية.
إذا حرص المواطن على المشاركة فى الانتخابات فإن ذلك سيقود آليا إلى نشأة أحزاب حقيقية تعبر عن مصالح مجتمعية فعلا، وليس مجرد ديكورات حزبية بلا مضمون.
إذن مرة أخرى من يزعم أن ما يحدث هو مسرحية عليه أن ينزل ويشارك ويصوت ويختار أيا من المرشحين الأربعة المشاركين فى الانتخابات الرئاسية، وإذا فعل كل شخص ذلك فإنه سيفيد نفسه أولا ومرشحه ثانيا وبلده ثالثا وأخيرا. أما إذا اختار الحل السهل وظل جالسا على الكنبة، فلا يلومن إلا نفسه حينما يرى سياسات لا تعجبه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات والسياسة  وضرورة النظرة الشاملة الانتخابات والسياسة  وضرورة النظرة الشاملة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon