توقيت القاهرة المحلي 19:48:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات والسياسة .. وضرورة النظرة الشاملة

  مصر اليوم -

الانتخابات والسياسة  وضرورة النظرة الشاملة

بقلم - عماد الدين حسين

هل الانتخابات الرئاسية التى بدأت أمس الأول داخل مصر مسرحية؟
هذا السؤال ليس من اختراعى، لكن بعض المشاهدين وجهوه إلى الإعلامى المتميز أسامة كمال فى برنامجه على قناة DMC مساء السبت الماضى، وكنت ضيفه مع الكاتب الصحفى الأستاذ على السيد.
تقديرى أنه من حق أى مواطن مصرى أن ينظر للأمور والقضايا كما يشاء، لكن أيضا من المهم أن يرى الصورة الكاملة.
أسهل شىء فى السياسة وأخطره أن يعتقد أى منا أنه امتلك ناصية الأمور جميعها وأوتى الحكمة الكاملة. هو أمر سهل ومريح لأى شخص أن يعتقد ذلك، وبالتالى يعود إلى بيته قرير العين، وكأنه أدى واجبه، وهو أخطر شىء لأنه يفاقم الأمور والمشاكل ولا يحلها، ويحول كل الأمور إلى مباريات صفرية وأبيض وأسود فقط دون النظر للعديد من الألوان الأخرى.
لا أحد يزعم أننا نعيش فى مصر مناخا ديمقراطيا كاملا مثل البلدان الغربية العريقة فى الديمقراطية، لكن من المهم جدا أن ندرك أن الوصول إلى هذه الحالة التى يراها البعض مثالية، لن يتم فى يوم وليلة أو بكبسة زر، بل يحتاج مناخا وجهدا وشروطا موضوعية من الجميع وليس فقط من الحكومة والنظام، ولن يتحقق ذلك أيضا بقرار حكومى منفرد، بل هو حصيلة أوضاع مجتمعية شاملة، وتراكم نضالى سلمى طويل المدى، الديمقراطية الكاملة ليست مجرد إجراءات إدارية أو حتى وجود مرشحين وصناديق انتخابية ودعاية فقط، بل هى مناخ عام وتراكم مجتمعى طويل، يقود فى النهاية إلى المشهد الذى نراه فى العديد من المجتمعات الغربية وبالتالى فإن الطريق الطويل إلى الصندوق قد يكون مهما جدا مثل لحظة الانتخاب.
يعتقد بعض الحالمين أن الوصول إلى هذه الحالة المرجوة المثالية للديمقراطية هو قرار حكومى فقط، وهو أمر غير صحيح بالمرة.
على سبيل المثال تخيلوا لو أن الحكومة اتخذت قرارا غدا بإطلاق الحريات السياسية لأقصى مدى، فما الذى سيحدث؟! لن يحدث تطور وتغير فجائى لأن التربة الحزبية فى مصر ليست فى أفضل أحوالها، ولكى تتغير فلابد من أن تقوم الأحزاب بتطوير نفسها، وأن تبذل جهدا كبيرا بمعنى أن تتأسس أولا على أسس صحيحة، وأن ينضم إليها الأعضاء بصورة طبيعية انطلاقا من برامجها. وثانيا أن توفر الحكومة المناخ الملائم لعمل الأحزاب، وثالثا أن ينضم المواطنون إلى الأحزاب المختلفة اقتناعا ببرامجها وليس بخدماتها، ورابعا أن يتقبل المجتمع كل ذلك ويكون هناك إطار قانونى ودستورى يضمن تحقيق ذلك على أرض الواقع، وليس فقط على الورق.
إذن الموضوع يحتاج لتعاون الجميع، وأهم حلقة فى هذا الموضوع هو المواطن لأنه من دون مشاركة هذا المواطن فسوف تتحول الأحزاب إلى مجرد هياكل فارغة.
الخطوة الأولى فى هذا الأمر أن يشارك المواطن فى كل الأنشطة السياسية، بمعنى أن ينضم أولا للحزب الذى يؤمن ببرنامجه، وأن يشارك فى الندوات والمؤتمرات ويدفع الاشتراكات، ثم وهذا هو الأهم أن يشارك فى كل الانتخابات والاستفتاءات وكل ما له صلة بالحياة السياسية.
إذا حرص المواطن على المشاركة فى الانتخابات فإن ذلك سيقود آليا إلى نشأة أحزاب حقيقية تعبر عن مصالح مجتمعية فعلا، وليس مجرد ديكورات حزبية بلا مضمون.
إذن مرة أخرى من يزعم أن ما يحدث هو مسرحية عليه أن ينزل ويشارك ويصوت ويختار أيا من المرشحين الأربعة المشاركين فى الانتخابات الرئاسية، وإذا فعل كل شخص ذلك فإنه سيفيد نفسه أولا ومرشحه ثانيا وبلده ثالثا وأخيرا. أما إذا اختار الحل السهل وظل جالسا على الكنبة، فلا يلومن إلا نفسه حينما يرى سياسات لا تعجبه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات والسياسة  وضرورة النظرة الشاملة الانتخابات والسياسة  وضرورة النظرة الشاملة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 19:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبايات ملونة لمظهر أنيق

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 07:24 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد الغرف الفندقية في دبي إلى 151.4 ألف غرفة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon