توقيت القاهرة المحلي 12:55:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الكاش أولا».. وبعدها مرونة سعر الصرف

  مصر اليوم -

«الكاش أولا» وبعدها مرونة سعر الصرف

بقلم - عماد الدين حسين

ونحن نقترب من توقيع الاتفاق التكميلى الجديد مع صندوق النقد الدولى أتمنى أن تصر الحكومة المصرية على مطلبها، وهو ألا يكون هناك تخفيض أو تحريك أو تعويم أو تحرير لسعر وقيمة الجنيه، إلا بعد أن تتسلم المبالغ الدولارية المحددة والمتفق عليها نقدا وعدا وكاشا. وألا تقبل تحت أى ظرف من الظروف أن تخفض قيمة الجنيه أولا ثم تنتظر وصول الشرائح المختلفة من القرض.
وأتمنى ألا تفعل ذلك فى كل الأحوال إلا فى إطار رؤية وخريطة طريق واضحة تقود إلى حل المشكلة من جذورها وليس ترحيلها لفترة قريبة قادمة.
جربنا قبل ذلك حينما وقعنا الاتفاق السابق مع الصندوق قبل نحو العامين أن نعوم ونحرك ونخفض الجنيه أولا ثم تأتى إلينا الأموال.
ونعلم جميعا أن النتيجة كانت مأسوية وكارثية.
المسألة باختصار أن أحد تداعيات انهيار الجنيه المصرى أمام الدولار هو أن السوق فقدت الثقة إلى حد كبير فى قدرة الجنيه على الصمود. وبالتالى، فمن المهم أن تكون التدفقات الدولارية متاحة مع الحكومة أولا، ومضمونة تماما فى يدها قبل أن تقدم على اتخاذ أى قرار بالتخفيض أو التحريك أو أى قرار فى إطار ما صار يعرف بمرونة سعر الصرف وليس التعويم الكامل بل ربما المدار.
سمعت من مسئول مهم وكبير جدا قوله إننا نحتاج إلى وجود ٣ مليارات دولار حرة فى يد محافظ البنك المركزى حسن عبدالله، كى يضبط سوق الصرف، بشرط ألا يكون هذا المبلغ خاصا بأى بند من البنود الأساسية مثل استيراد السلع أو الأدوية أو سداد أقساط الديون. بل فقط لضبط السوق وإعادة الثقة إلى كل ما هو رسمى وأن يقتنع المصريون أفرادا ورجال أعمال وشركات بإعادة وضع دولاراتهم فى البنوك المصرية، وأن يحول المصريون العاملون فى الخارج أموالهم عبر البنوك الرسمية.
وبالطبع لن يتحقق أى من ذلك إلا حينما تعالج الحكومة جوهر الأزمة وهو إتاحة الدولارات فى البنوك، ليحصل عليها كل من يحتاجها لتلبية استيراد كل ما هو ضرورى فقط، وليس بالطبع لأولئك الذين يريدون استيراد أى سلع غير أساسية أو الذهاب للتنزه والسياحة.
نحتاج أن تكون الدولارات موجودة فى يد البنك المركزى قبل تخفيض قيمة الجنيه وتطبيق الاتفاق الجديد مع الصندوق، بحيث إنه عندما يذهب أى شخص للبنوك يجد ما يحتاجه.
لكن لو حدث العكس، وذهب المواطنون والمستثمرون والتجار ورجال الأعمال للبنوك وطلبوا فتح الاعتمادات المستندية للاستيراد أو لأى غرض أساسى مثل التعليم أو العلاج ولم يجدوا الدولارات، فالنتيجة المنطقية هى زيادة سعر الدولار مرة أخرى وانهيار سعر الجنيه، وبالتالى نكون كمن حرق الوقود فى الهواء مجانا ومن دون أى فائدة. وإذا تكرر ذلك مرة أخرى فقد لا يكون مفاجئا لو وصل سعر الدولار إلى مائة جنيه، لا قدر الله، فى حين أن وجود الحصيلة الدولارية الكبرى فى يد البنك المركزى ستمكنه من تخفيض سعر الدولار واستعادة الثقة فى الجنيه والبنوك الرسمية بدلا من زيادة التضخم وهو مرتفع أساسا.
وقد سمعت مسئولا مهما يقول إن توفر السيولة الدولارية الكافية فى يد البنك المركزى أولا ستجعله يضبط سوق الصرف خلال أسابيع قليلة وليس شهورا.
لو أن صندوق النقد والولايات المتحدة يريدون مساعدة مصر فعلا كما يقولون فى الأيام الأخيرة، فالمطلوب أن تتم الموافقة على المطالب المصرية، وأن يتم إحداث المرونة فى سعر الصرف بصورة متدرجة بحيث يكون الهدف الفعلى هو تخفيض معدل التضخم بالأساس وليس قتل الجنيه حتى تنخفض الأسعار ويعود الاقتصاد المصرى إلى طريقه الصحيح!
نحتاج من الصندوق إلى سرعة التوقيع على الاتفاق الجديد وسرعة صرف الشرائح المتفق عليها معه، ومع «شركاء التنمية»، لأن كل يوم تأخير فى ظل المضاربات الخطيرة التى تتم فى سعر الدولار. لا يدفع ثمنها إلا الاقتصاد المصرى، وبالأحرى المواطنون المغلوبون على أمرهم. ولا يستفيد منها إلا المضاربون والمحتكرون وكل من يحركهم، وكل من لا يريد الخير لهذا البلد.
جربنا التخفيض والتحريك والتعويم «على الناشف» فكانت النتيجة كارثية، وبالتالى نرجو من مفاوضينا مع الصندوق ألا يكرروا الأمر مرة ثانية، لأن الأوضاع بصراحة لا تتحمل المزيد من التجريب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الكاش أولا» وبعدها مرونة سعر الصرف «الكاش أولا» وبعدها مرونة سعر الصرف



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon