توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل تقتل الصحفيين

  مصر اليوم -

إسرائيل تقتل الصحفيين

بقلم - عماد الدين حسين

لولا الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى ما عرف العالم أن إسرائيل كيان عنصرى استعمارى استيطانى فاشى ومستبد.
لولا الصحفيين الذين ضحوا بحياتهم وما يزالون يفعلون ما عرف العالم تفاصيل جريمة الإبادة الجماعية التى تنفذها إسرائيل منذ ٧ أكتوبر الماضى.
قبل العدوان كان غالبية العالم يعتقد أن الفلسطينيين إرهابيون يريدون إلقاء إسرائيل «الديمقراطية المدنية الوحيدة فى الشرق الأوسط» كما يزعمون إلى البحر، وبعد عملية «طوفان الأقصى» مباشرة نجحت الدعاية الصهيونية المدعومة غربيا فى خداع العالم بأن الفلسطينيين شعب همجى بربرى يقطع رءوس الأطفال الرضع ويغتصب النساء المدنيات الإسرائيليات!!!
لكن ابتداءً من الأسبوع الثالث تمكن الصحفيون خصوصا الفلسطينيين الذين يشكلون الأغلبية الكاسحة من العاملين فى وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية من تعديل الكفة ونقل الصورة الحقيقية للعالم وهى أن إسرائيل أكبر كيان إرهابى دموى عرفه التاريخ رغم كل المساحيق الزائفة التى يضعها على وجهه.
لولا هؤلاء الصحفيون الأبطال لظلت الرواية الإسرائيلية الكاذبة هى السائدة.
لكن ما هو الثمن الذى دفعه الصحفيون والإعلاميون العاملون فى فلسطين، خصوصا غزة، لكى ينقلوا الحقيقة للعالم؟
طبقا للاتحاد الدولى للصحفيين ومكتب الإعلام الحكومى فى غزة فإن العدوان أسفر حتى ٢٥ ديسمبر الحالى عن اغتيال ١٠٣ صحفيين فى ٨٠ يوما فقط مقابل قتل ٥٠ صحفيا منذ عام ٢٠٠٠، وحتى تاريخ اغتيال الاعلامية شيرين أبوعاقلة فى مايو ٢٠٢٢. هناك أيضا إصابة ١٤٠ صحفيا بعضهم بترت أعضاؤهم وبلغ عدد المفقودين من أقارب الصحفيين ٣٥٠ شخصا وتدمير ١٢٠٠ منزل للإعلاميين وتوقف ٢٢ إذاعة محلية عن العمل وتدمير ٦٦ مؤسسة إعلامية وتدمير أبراج بها وكالات وإذاعات وصحف أجنبية.
ومنذ اليوم الأول للعدوان وهناك استهداف رسمى إسرائيلى لكل الصحفيين وأسرهم حتى يتم فرض التعتيم منهجا، ولم يكن صدفة أن يكون اليوم الأول للعدوان هو الأكثر دموية كما يقول ناصر أبوبكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين، مؤكدا أن هناك ١٥٠٠ صحفى فلسطينى من دون مأوى. الرسالة الإسرائيلية الأساسية للصحفيين كانت هى ضرورة التوقف عن العمل أى عدم نقل الحقيقة للعالم حتى لا يرى حقيقة الوجه الأكثر بشاعة لهذا الاحتلال.
وسيسجل التاريخ أن أكبر مرة فى التاريخ يقتل فيها صحفيون فى أقصر فترة زمنية كانت فى غزة، حيث استشهد خلال ٧٦ يوما نحو ١٠٠ صحفى. كما أن ٨٠٪ من الصحفيين الذين قتلوا فى العالم أجمع خلال عام ٢٠٢٣ كانوا فلسطينيين فى غزة.
قد يقول البعض إن كل ما سبق هو وجهة نظر متحيزة ضد إسرائيل من صحفيين فلسطينيين، لكن الملفت للنظر أن عددا من الصحفيين الأمريكيين كما نقل موقع «الشرق» أكدوا أن الاحتلال الإسرائيلى ينفذ عقابا جماعيا بحق عائلات الصحفيين العاملين فى غزة بهدف قتلهم وتشريدهم.
وهناك رسالة لبعض الصحفيين الأمريكيين نشروها فى «الواشنطن بوست» تقول إن الاحتلال جعل أبسط وسائل التواصل أمرا مستحيلا وليس صدفة قطع التصالات طوال الوقت بهدف تعتيم الإعلام. بل إن المفارقة كما جاء فى الرسالة أن الصحفيين قرروا خلع السترات المخصصة للإعلاميين والمسعفين فى محاولة لتجنب استهدافهم.
استهداف الصحفيين أولا، ثم استهداف عائلاتهم ثانيا، وهو ما عبر عنه الزميل الإعلامى وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة حينما قال بعد استشهاد زوجته وأبنائه وبعض أفراد عائلته فى ٢٥ أكتوبر الماضى: «بينتقموا منا فى الولاد». القصف لم يكن مصادفة لأن محرر الشئون الفلسطينية فى القناة الـ ١٣ الإسرائيلية تسفى يحزقيلى قال يومها إن عائلة الدحدوح كانت هدفا للجيش الإسرائيلى الذى يعرف بالضبط ما تفعله!
وبالمناسبة فإن سلطات الاحتلال قمعت بشدة العديد من الصحفيين الفلسطينيين فى الضفة الغربية فى نفس التوقيت، وأغارت على جنوب لبنان وقتلت الصحفى بوكالة رويترز عصام عبدالله وإصابة ٦ آخرين وعلى عهدة وكالتى رويترز والفرنسية ومنظمات هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية فإن الضربة الإسرائيلية كانت متعمدة وبالتالى فهى جريمة حرب. كما تم قتل المراسلة فرح عمر والمصور ربيع العمرى بقناة الميادين فى بيروت، كما قتلت أحد المصورين التابعين لقناة «القاهرة الإخبارية» فى محيط مستشفى الشفاء بغزة.
المفاجأة أن إسرائيل التى تدعى أنها دولة حريات صحفية وديمقراطية متفردة فى المنطقة، تطارد غالبية الأصوات الحرة القليلة فى الإعلام الإسرائيلى. بل إنها اعتقلت الصحفى اليسارى يسرائيل فراى واستجوبته وحذرته بعد أن كتب مشيدا بصمود المقاومة الفلسطينية، وهذا موضوع يستحق نقاشا أكثر تفصيلا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تقتل الصحفيين إسرائيل تقتل الصحفيين



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon