توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة فى تعهدات الرئيس.. الأمن القومى

  مصر اليوم -

قراءة فى تعهدات الرئيس الأمن القومى

بقلم - عماد الدين حسين

صباح الثلاثاء الماضى «٢ أبريل» أدى الرئيس عبدالفتاح السيسى اليمين الدستورية رئيسا للبلاد لفترة رئاسية جديدة تنتهى عام ٢٠٣٠.
بعد أداء اليمين ــ والذى تم فى مقر مجلس النواب الذى انعقد للمرة الأولى فى مقره الجديد بالعاصمة الإدارية ــ تحدث السيسى إلى الشعب فى كلمة مكتوبة اشتملت على مقدمة شكر فيها الرئيس الشعب الذى اعتبره «صاحب الكلمة وصاحب القرار على تجديد الثقة لتحمل مسئولية قيادة وطننا العظيم».
فى نفس المقدمة قال الرئيس: «ونحن فى ربوع هذا الصرح العريق الممثل لإرادة شعب مصر، أجدد معكم العهد على استكمال مسيرة بناء الوطن وتحقيق تطلعات الأمة المصرية العظيمة فى بناء دولة حديثة، ديمقراطية متقدمة فى العلوم والصناعة والعمران والزراعة والآداب والفنون متسلحين بعراقة تاريخ لا نظير له بين البلاد».
كان ملفتا للنظر أن يتضمن خطاب الرئيس فى بداية فترته الرئاسية الجدية قوله: «أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشا بالورود» لكنه أردف بعد ذلك قوله «إننا قطعنا شوطا كبيرا فى مواجهة كل التحديات فى فترة زمنية وجيزة».
انتهت مقدمة الخطاب الرئاسى وبعدها انتقل الرئيس إلى وضع ٧ أهداف أو ملامح أو مستهدفات أو تعهدات للعمل الوطنى خلال المرحلة المقبلة.
من يقرأ هذه الأهداف سيكتشف أنه لو تم تحقيقها أو حتى نصفها فقط خلال الفترة الرئاسية المقبلة أى حتى عام ٢٠٣٠، فإن مصر يمكنها أن تنتقل فورا من الأزمة الصعبة التى تمر بها على الأصعدة كافة لتجد نفسها فى المكانة التى تستحقها.
فى السطور القادمة قراءة سريعة فى الأهداف التى وضعها الرئيس أمام الشعب المصرى من خلال مجلس النواب ومدى القدرة على تنفيذها أو حتى مدى وجود البيئة المناسبة لتنفيذها.
الهدف الأول الذى حدده الرئيس هو «صون أمن مصر القومى، فى محيط إقليمى مضطرب».
وكان مهما أن يتم وضع هذا الهدف فى المقدمة وربما يرى البعض أن التركيز على الاقتصاد كان ينبغى أن يأتى فى المركز الأول، لكن هناك وجهة نظر مهمة تقول إنه من دون حماية الأمن القومى للبلاد، والتصدى لكل التهديدات الخارجية، لا يمكن الحديث عن أى خطط وأهداف فى أى مجالات أخرى سواء كانت اقتصادية أو سياسية.
صار معروفا أن صون أمن مصر القومى يواجه تحديات جسيمة لأسباب متعددة أهمها أن حدودنا صارت ملتهبة من كل الجهات بلا استثناء برا وبحرا، من ليبيا غربا إلى السودان جنوبا إلى التهديد الإسرائيلى فى الشمالى الشرقى نهاية بالبحر الأحمر شرقا.
كل مرتكزات الأمن القومى المصرى معرضة للتهديدات، وصارت هناك دول مختلفة تلعب فى الجوار الاستراتيجى لمصر من دون مراعاة لمصالحنا.
ثم جاء العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة منذ عصر السابع من أكتوبر الماضى ليكشف زيف كل ما كنا نعتقده عن إمكانية إقامة سلام حقيقى ودائم مع الكيان الاستيطانى العنصرى الإجرامى الذى ينظر للفلسطينيين والعرب باعتبارهم أقل درجة فى الإنسانية من الإسرائيليين.
صون الأمن القومى المصرى يتطلب كما جاء فى كلمة الرئيس «تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه، وتقوم فيه مصر بدور لا غنى عنه لترسيخ الاستقرار والأمن والسلام والتنمية».
بالطبع هذا كلام مهم جدا ولا خلاف عليه، لكن من المهم أن نتذكر أن تجارب الشهور والحوادث الأخيرة كشفت لنا أنه لا دور لأى دولة من دون أوراق قوة تملكها سواء كانت هذه الأوراق عسكرية أو اقتصادية أو دبلوماسية أو حضارية. لا أحد سوف يعترف لنا بدور إذا ظللنا منكفئين منعزلين على أنفسنا.
هذا لا يعنى التدخل إطلاقا فى شئون الآخرين، بل أن نملك التأثير فى الآخرين، بما يعزز مصالحنا.
علينا أن ننظر إلى أكثر من نموذج ونتأمل سلبياته وإيجابياته من أول النموذج الإيرانى مرورا بالتركى نهاية بإسرائيل وكيف يمكن أن يكون لنا نموذجنا الخاص الذى يمكننا من استعادة دورنا ليس بالمعنى الكلاسيكى القديم ولكن بالقدر الذى يحفظ مصالحنا.
وبالتالى من المهم أن نؤكد من حين إلى آخر الخطوط المصرية الحمراء، وننفذها بالفعل إذا حاول الآخرون اختبارنا.. وللحديث بقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة فى تعهدات الرئيس الأمن القومى قراءة فى تعهدات الرئيس الأمن القومى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon