توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكتوبر وإسرائيل.. والأجيال الجديدة

  مصر اليوم -

أكتوبر وإسرائيل والأجيال الجديدة

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك جديد فى احتفالات المصريين بانتصار أكتوبر المجيد هذا العام بعد مرور خمسين سنة كاملة عليه؟!
أظن أن عددا كبيرا من المصريين أدرك أهمية انتصار ٦ أكتوبر ١٩٧٣ الكبير بصورة مختلفة هذا العام، لأنه اكتشف مجددا أنه انتصر على عدو جبار يحاول البلطجة على المنطقة بأكملها. وأظن أكثر أن الإحساس بأهمية هذا الانتصار قد زاد حينما رأينا ونرى هذه الهمجية والبربرية التى يمارسها جيش الاحتلال فى قطاع غزة المحتل منذ عام ١٩٦٧ وحتى أغسطس ٢٠٠٥، تم الحصار غير الإنسانى منذ هذا التاريخ وحتى الآن.
من ولد بعد يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣فإن عمره الآن خمسون عاما، وبالتالى لم يشهد أو يدرك نكسة وهزيمة ١٩٦٧، وأهمية انتصار أكتوبر ١٩٧٣، فما البال بالأجيال الجديدة التى ولدت بعد ذلك بكثير؟!!
ويمكن تفهم أن بعض هذه الأجيال الجديدة لا تعرف عن حرب أكتوبر المجيدة إلا أنها مدينة فى غرب محافظة الجيزة أو كوبرى شهير يربط ما بين القاهرة أو الجيزة.!!!
وبالتالى فإن الأجيال الجديدة التى ترى العدوان الوحشى للاحتلال الإسرائيلى على غزة الآن، لم تكن تدرك كثيرا خطورة الاحتلال ليس فقط على فلسطين المحتلة ولكن على كل الأمة العربية وفى مقدمتها مصر.
بعض هذه الأجيال خصوصا الذين يدرسون فى مدارس لغات أو مدارس أجنبية، أو يدرسون بالخارج ليس لديهم إلمام كامل بجوانب الصراع العربى الإسرائيلى المختلفة، وبعضهم يتابع وسائل الإعلام الأجنبية ووسائل التواصل الاجتماعى، التى تقدم له إسرائيل باعتبارها الحمل الوديع وسط غابة الاستبداد العربى، وللأسف فإن غالبية وسائل الإعلام المحلية لم تستطع أن تصل بقوة لهذه الأجيال حتى تقدم لها حقيقة ما حدث ويحدث فى الصراع العربى الإسرائيلى منذ عام ١٩٤٨.
هؤلاء الشباب صغار السن كانوا يعتقدون أن الجيش الإسرائيلى لا يقهر، وأنه الأكثر تأهيلا وتسليحا واستعدادا وقدرة وردعا فى المنطقة. وبالتالى حينما يعرفون ويدركون أن جيش بلادهم انتصر على هذا الجيش قبل ٥٠ عاما وأذاقه مرارة الهزيمة، فلابد أن يفخر ببلده وبجيشه.
العديد من وسائل الإعلام وأجهزة المخابرات وسياسات الدول الكبرى والإقليمية صوروا للأجيال العربية الجديدة أن إسرائيل دولة طبيعية من دول المنطقة، بل هى الأكثر تقدما فى العديد من المجالات وربما يكون هذا الكلام صحيحا إذا تعلق الأمر فعلا بالتكنولوجيا وإنتاج الأسلحة وتقنيات المياه، لكن ما يهمنا نحن ليس كل ذلك، بل محاولة إسرائيل محو الفلسطينيين من الوجود وتهديد المسجد الأقصى وتهديد المنطقة بأكملها بسياسات شديدة العنصرية والتطرف.
وإذا كانت الأجيال الجديدة فى الغرب المنحاز لإسرائيل لا تقبل هذا الأمر، فهل تقبله الأجيال العربية الحديثة؟!!
إذن فإن هذه الأجيال وحينما تتابع الاحتفالات والكلمات والكتابات والأفكار عما فعله أجدادهم فى أكتوبر ١٩٧٣، فسوف يدركون أن هذا شعب عظيم تغلب على هزيمة مذلة فى يونية ١٩٦٧، وضحى وتحمل الكثير واستعد بالعلم والإيمان والعمل حتى تمكن من الانتصار فى ١٩٧٣.
أظن أن أحد أهم الفروض التى ينبغى أن نؤديها لهذه الأجيال الجديدة، أن نشرح لهم لماذا انهزمنا فى ١٩٦٧، ولماذا انتصرنا فى ١٩٧٣؟
وكيف أن هذا لعدو الذى ساعدته أمريكا وغالبية دول أوروبا انهار تماما فى الأيام الأولى لحرب أكتوبر قبل أن يتمكن من التماسك بفضل الدعم الأمريكى والأوروبى الكاسح وهو الأمر الذى تكرر حرفيا فى معركة «طوفان الأقصى» فى ٧ أكتوبر الماضى التى نفذتها المقاومة الفلسطنيية، وبعدها انقلب الاحتلال وحشا كاسرا لهدم وتدمير البيوت وقتل النساء والأطفال ومحاولة تهجير سكان غزة لمصر لتصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر لن تسمح مصر بحدوثه، كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته المهمة والقوية والجريئة فى المؤتمر الدولى ظهر أمس فى العاصمة الإدارية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكتوبر وإسرائيل والأجيال الجديدة أكتوبر وإسرائيل والأجيال الجديدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon