توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خرافة الخلاف الأمريكي الإسرائيلي

  مصر اليوم -

خرافة الخلاف الأمريكي الإسرائيلي

بقلم - عماد الدين حسين

تروج التقارير الصحفية الإسرائيلية والأمريكية فى الأيام الأخيرة خرافة واضحة تقول إن هناك خلافا كبيرا بين البيت الأبيض وحكومة بنيامين نتنياهو بشأن كيفية سير الحرب التى يشنها الجيش الإسرائيلى على قطاع غزة.
بالطبع يستند هؤلاء إلى تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن يوم الخميس الماضى بأن «أسلوب الرد الإسرائيلى فى قطاع غزة كان فوق الحد، وأن إدارته تدفع بقوة من أجل التوصل إلى هدنة تضع حدا للقتال وتتيح إطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية للمدينة الفلسطينية».
يعتقد هؤلاء بأن ما قاله بايدن هو أعنف انتقاد أمريكى لإسرائيل منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة عقب عملية «طوفان الأقصى» للمقاومة الفلسطينية فى ٧ أكتوبر الماضى.
السؤال الطبيعى والمنطقى الذى يفترض أن يسأله أى مراقب موضوعى للعلاقة الأمريكية الإسرائيلية وللموقف الأمريكى من التطورات التى أعقبت العدوان الإسرائيلى هو: هل هناك تناقض أمريكى إسرائيلى فعلا، وهل هناك خلافات، أم أنها مجرد اختلافات بسيطة فى وجهات النظر لا تتصادم مع التحالف المتين بين البلدين؟.
لست من أنصار نظرية الأبيض والأسود فى العلاقات الدولية أو حتى العلاقات الإنسانية، وأؤمن بوجود العديد من الألوان والدرجات المختلفة فى كل شىء تقريبا، لكن فيما يتعلق بالعلاقة الأمريكية الإسرائيلية، فقد بت متيقنا أنها أكثر من مجرد زواج كاثوليكى، وتفهمت تماما الآن مقولة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حينما قبل على مضض وقف إطلاق النار بعد انتصار السادس من أكتوبر ١٩٧٣ واتفاقيات فض الاشتباك بأنه «يحارب أمريكا وليس إسرائيل فقط».
نظريا جيد أن يفيق بايدن ويكتشف أن الرد الإسرائيلى، قد تجاوز الحد، لكن لا شىء تغير على الأرض، والدليل أن بايدن بعد هذا التصريح بساعات قليلة أكد هو والمستشار الألمانى أولاف شولتز أنهما يؤيدان «حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس» وهذا التعبير هو المرادف الحقيقى لكلمة استمرار العدوان.
بايدن غاضب، ومن قبله قال بلينكن وزير وزير خارجيته أنه يحاول إقناع إسرائيل بحماية المدنيين الفلسطينيين لكن على الأرض فإنه لا شىء قد تغير. الدعم الأمريكى المطلق لإسرائيل مستمر فى كل المجالات.
مجلس الشيوخ الأمريكى أقر يوم الخميس الماضى مشروع قانون المساعدات الأمنية والذى يتضمن دعما لإسرائيل بـ١٤ مليار دولار، فى حين أن النواب الجمهوريين المؤيدين لترامب لا يريدون أن تتضمن الحزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة ٦١ مليار دولار، بل يكتفون بدعم إسرائيل فقط. وقبل هذا القرار بأسابيع تجاوز بايدن وإدارته الكونجرس وأرسلا أسلحة وذخائر عاجلة إلى إسرائيل، وهى نفس الأسلحة التى تقتل المدنيين الفلسطينيين وتهدم بيوتهم وتحولهم إلى نازحين فى بلدهم.
بايدن وإدارته استخدما الفيتو أكثر من مرة لمنع صدور أى قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار.
بل إن الولايات المتحدة تحارب عمليا بجوار إسرائيل حينما تقوم بشن الهجمات ضد أى قوة تحاول مساعدة الفلسطينيين، ولا ننسى أن واشنطن أرسلت حاملتى طائرات وسفينة نووية إلى السواحل الإسرائيلية حتى لا تدخل أى دولة لنجدة الفلسطينيين.
والحالمون كانوا يقولون إن بايدن لم يتصل برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو منذ أسابيع فى إشارة إلى غضبه منه، لكن هؤلاء لم يلحظوا أن الاتصال قد تم بالفعل يوم الأحد الماضى، وبعد أن كان بايدن وإدارته يعارضان اقتحام الجيش الإسرائيلى لرفح الفلسطينية على الحدود مع مصر، فقد تغيرت اللهجة وصارت الموافقة على دخول المدينة المكتظة بمليون ونصف المليون نازح فلسطينى لكن مع المحافظة على المدنيين!!.
كل ما سبق هو الواقع على الأرض وهو الأصدق، مقارنة بأى كلام معسول يقال.
لا نريد من الأمريكيين كلاما طيبا معسولا بل نريد منهم سلوكيات على الأرض.
الواقع الذى نراه يقول أن الإدارة الأمريكية شريك كامل فى العدوان الإسرائيلى، وغير ذلك كلام للتخدير والإلهاء فقط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خرافة الخلاف الأمريكي الإسرائيلي خرافة الخلاف الأمريكي الإسرائيلي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:18 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

نداء إلى وزير التعليم قبل وقوع الكارثة

GMT 11:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زيادة القدرة الإنتاجية لمحطة طاقة رياح إلى 650 ميغاوات في مصر

GMT 04:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارة كهربائية خارقة جديدة من دودج بمدى سير يتجاوز 500 كم

GMT 23:58 2024 الإثنين ,29 تموز / يوليو

كولر يعادل إنجاز مانويل جوزيه مع الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon