توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتراح بسيط لديفيد كاميرون

  مصر اليوم -

اقتراح بسيط لديفيد كاميرون

بقلم - عماد الدين حسين

فى الرابعة إلا الربع من عصر يوم الإثنين الماضى سألنى تليفزيون الـ BBC عن تعليقى على ما قاله وزير الخاجية البريطانى ديفيد كاميرون، منتقدا ما اعتبره «بيروقراطية مصرية تمنع تدفق المساعدات الإنسانية والغذائية إلى قطاع غزة»، الذى يتعرض لعدوان إسرائيلى غاشم منذ ٧ أكتوبر الماضى.
للوهلة الأولى تخيلت أن كاميرون صار يتحدث باسم إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية التى تواجه إسرائيل، أو أنه يرأس منظمة حقوقية إخوانية أو معارضة للحكومة المصرية ويريد أن يتهمها بأى تهمة، أو أنه رئيس لإحدى الجمعيات الأهلية، أو المنتديات التى لا ترى حلا للمشكلة إلا فى إعلان مصر لحالة الحرب ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
حاولت البحث عن نص ما قاله كاميرون حتى يكون تعليقى عليه دقيقا، لكن لم أعثر على أى شىء يخص كلامه الانتقادى لمصر، وبالتالى فقد اكتفيت بما جاء فى الـ BBC التى يصعب إن لم يكن يستحيل أن تفبرك كلاما فى هذا الصدد.
لكن وأنا أبحث وجدت مقالا لكاميرون فى صحيفة الجارديان منشورا يوم ١٢ يناير الحالى عنوانه: «كيف نتجنب تحول الجوع إلى مجاعة فى غزة ٢» ومرفق بالمقال صورة شديدة التعبير لطابور طويل من أطفال فلسطين حاملين الأوانى والأطباق للحصول على الطعام فى قطاع غزة.
جوهر المقال أن كاميرون يدعو إسرائيل إلى السماح بمرور المزيد من المساعدات والمساهمة فى إنقاذ الأرواح فى غزة. ويندهش كاميرون من إحصائية برنامج الغذاء العالمى التى تقول إن ٩ من كل عشرة فلسطينيين فى شمال غزة يتناولون وجبة واحدة يوميا، وأن الظروف الحالية تجعل انتشار الأمراض أمرا واردا.
الجزء الخاص بما قاله كاميرون عن مصر جاء فيه أن الكثير من المساعدات عالقة ومتراكمة فى العريش ولا يمكن دخولها إلى غزة، ويتعين أن نساعد الأمم المتحدة فى إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية وهى تعمل فى ظروف يائسة، وأن المزيد من التأشيرات واستيراد المركبات لهم سيعنى أن الموظفين الدوليين فى أمان، وأنه خلال الأسبوع الماضى دخلت القطاع ١٣١ شاحنة إلى غزة يوميا عبر معبرى رفح وكرم أبوسالم، والرقم يزحف إلى ٢٠٠ شاحنة يوميا وإن ذلك ليس كافيا على الإطلاق، ويجب أن يقترب العدد من ٥٠٠ شاحنة».
أؤيد كل ما جاء على لسان كاميرون فى هذه الفقرات السابقة لكن بتحفظات بسيطة وهى أن تكون المصطلحات واضحة ومحددة، وأن نقول «للأعور أنت أعور فى وجهه وعيونه ومن دون مواربة!!».
التحفظ الأول أن المؤكد أن كاميرون يدرك أن إسرائيل هى التى تمنع دخول المساعدات وليس مصر ومن مصلحة مصر الخاصة والوطنية أن تتدفق المساعدات لتجعل القطاع مكانا صالحا للحياة كى تفشل المخطط الإسرائيلى بتهجير الفلسطينين إلى سيناء. يدرك كاميرون أن إسرائيل ظلت أكثر من أسبوعين تمنع دخول أى مساعدات إنسانية بعد بدء العدوان، وأن كبار مسئوليها تفاخروا قائلين إننا لن ندخل أى ماء أو دواء أو غذاء أو وقود للقطاع»، وحتى بعد أن اضطرت للقبول بذلك، فقد ماطلت طويلا ولم تسمح إلا بدخول ٣٠ شاحنة يوميا بعد إخضاعها لعمليات تفتيش دقيق.
لا أعرف هل السيد كاميرون الذى كان رئيسا سابقا للوزراء، ثم عاد وزيرا للخارجية يدرك أن مصر تعلن ليل نهار أن معبر رفح لم يغلق للحظة واحدة من الجانب المصرى، وأنه مفتوح دائما لإدخال المساعدات وإخراج المصابين والمرضى الفلسطينيين وليس لتنفيذ مخطط التهجير الإسرائيلى.
وحتى يكون الكلام محددا ودقيقا فإننى أقترح على الوزير كاميرون أن يزور إسرائيل كما زارها من قبل مؤيدا للعدوان، وأن يزور المعابر كلها وليس رفح فقط، لكن هذه المرة كى يقنع إسرائيل بفتح كل المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية والإنمائية للقطاع.
وإذا كان كاميرون يشعر بالألم فعلا لما يحدث فى غزة فيمكنه هو وحكومته إقناع إسرائيل أو الضغط عليها لوقف إطلاق النار، ووقتها تنتهى كل المأساة، لكن الذى حدث أن بريطانيا لا تؤيد وقف إطلاق النار، بل وتتضامن مع إسرائيل فى لاهاى ضد شكوى جنوب إفريقيا فى محكمة العدل الدولية التى تتهمها بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى.
إذا فعل السيد كاميرون ذلك، وقتها يمكن أن نتحدث ونناقش هل هناك بيروقراطية مصرية فعلا تعيق إدخال وتدفق المساعدات ونعالجها، أم أن السيد كاميرون لا يريد أو حتى يجرؤ على توصيف الأشياء بمسمياتها، ويقول إن المشكلة فى العدوان الإسرائيلى وليست فى البيروقراطية المصرية!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتراح بسيط لديفيد كاميرون اقتراح بسيط لديفيد كاميرون



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon