توقيت القاهرة المحلي 09:08:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو لم ترد إيران؟

  مصر اليوم -

ماذا لو لم ترد إيران

بقلم - عماد الدين حسين

سؤال: ماذا سيكون عليه الحال لو لم تقم إيران بتوجيه ضربة عسكرية إلى إسرائيل صباح الأحد الماضى، ردا على استهداف الجيش الإسرائيلى للقنصلية الإيرانية فى دمشق فى الأول من أبريل الماضى؟.

أطرح هذا السؤال حتى يمكن مناقشة أصحاب الرأى القائل بأن الضربة الإيرانية أضرت بغزة وبالقضية الفلسطينية وأفادت إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو.

المؤكد أن نتنياهو استفاد هو وحكومته، لأن جزءا من الحكومات التى كانت قد بدأت تنتقده بسبب الوحشية المفرضة ضد قطاع غزة طوال أكثر من ستة شهور، قد اضطرت للتهدئة معه، بعد الرد الإيرانى. والمؤكد أن نتنياهو وحكومته ودولته سوف يستغلون الرد الإيرانى للحصول على أسلحة ودعم مالى ودبلوماسى من الحكومات الغربية جريا على العادة المتبعة منذ زرع إسرائيل فى المنطقة.

والمؤكد أيضا أن أخبار العدوان الإسرائيلى على غزة والضفة قد توارت إلى حد ما طوال الأيام الماضية، وصار الصراع الإيرانى الإسرائيلى يتصدر اهتمامات وسائل الإعلام والرأى العام فى المنطقة وأجزاء كبيرة من العالم.

كل ما سبق صحيح، لكن من الموضوعية القول أنه يمثل جزءا من الصورة، وليس كل الصورة.

تعالوا نتخيل أن إيران لم ترد على تدمير قنصليتها فى دمشق وقتل أحد أهم قادة فيلق القدس بالحرس الثورى محمد رضا زاهدى؟.

لو حدث ذلك، فإن أصحاب نظرية أن الرد الإيرانى تسبب فى دعم نتنياهو على حساب غزة، كانوا سيقولون: انظروا إن إيران خائفة ولم تستطع الرد على إسرائيل وأنها طوال سنوات كثيرة تتلقى العديد من الضربات الإسرائيلية، من دون قدرة على الرد.

لو لم ترد إيران بنفسها ومن أراضيها، كان أصحاب الرأى القائل بأن ضربتها أفادت إسرائيل سيقولون: انظروا أن إيران تضحى بالقوى المؤيدة لها فى المنطقة ولا تريد أن تشتبك مباشرة مع إسرائيل، وتتبع «مبدأ التقية» مع أمريكا وإسرائيل. وأن هدفها هو مصالحها القومية الفارسية، وليس نصرة القضية الفلسطينية.

ربما يكون الجزء الأخير هو الصحيح، فإيران فعلا ومنذ ثورتها عام ١٩٧٩ تسعى لتعظيم وتحقيق مصالحها القومية، وربما يكون الجزء أو المكون أو الشعار الدينى وسيلة لتحقيق ذلك. وتمكنت بسبب هذه الاستراتيجية من التأثير على القرارات فى العديد من الدول العربية مثل العراق واليمن ولبنان وسوريا وقطاع غزة.

مرة أخرى لو طرحنا السؤال العكسى وهو: ماذا كان سيحدث لو لم ترد إيران على الضربة الإسرائيلية التى استهدفت أرضا إيرانية ذات سيادة وهى القسم القنصلى فى سقارتها بالعاصمة السورية دمشق؟!

لو حدث ذلك ولم ترد إيران كانت العنجهية الإسرائيلية سوف تتزايد، خصوصا أن إسرائيل زادت فى الأسابيع الأخيرة من وتيرة استهداف الشخصيات والمواقع والقيادات الإيرانية فى سوريا ولبنان، ووجهت ضربات قوية لقيادات فى الحرس الثورى الإيرانى خصوصا فى سوريا.

طبقا لرأى خبراء كثيرين فإن الرد الإيرانى أعاد وضع قواعد جديدة للصراع الإيرانى الإسرائيلى، فإذا لم تقم إسرائيل بالرد مرة أخرى على الضربة الإيرانية فإن القواعد الجديدة هى أن استهدافا إسرائيليا للمصالح الإيرانية سيعنى وجود رد إيرانى فورى.

مرة أخرى ما حدث فى الأيام الأخيرة بين إسرائيل وإيران شديد التداخل والتعقيد، ومن الخطأ الفادح اختزاله فى صيغة الأبيض والأسود. وبالتالى فإن التقييم الموضوعى يحتم النظر إلى كل مكونات الصورة بكل تفاصيلها. وبالتالى يتطلب التقييم الموضوعى مناقشة العديد من العوامل، وهو مدى قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها بمفردها، والغياب العربى شبه الكامل عن هذا الصراع الذى كان اسمه الصراع العربى الإسرائيلى وصار اسمه الآن الصراع الإيرانى الإسرائيلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو لم ترد إيران ماذا لو لم ترد إيران



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon