توقيت القاهرة المحلي 05:36:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى قبضة الصنايعية!

  مصر اليوم -

فى قبضة الصنايعية

بقلم - عماد الدين حسين

مرة أخرى ساقنى حظى العاثر للتعامل مع مجموعة من الصنايعية خلال الأيام الأخيرة. حمام الشقة كان يحتاج لبعض الإصلاحات العاجلة. كنت أظن أن الأمر لن يستغرق دقائق حينما يلقى السباك نظرة ويصلح الأمر، لكن للأسف تبين أن العطل والخلل «هيكلى وبنيوى» ولابد من النسف لمعالحة جذور المشكلة.

السباك أصدر فرمانا بأن هناك مشكلة خطيرة فى «التصريف»، لن ينفع معها «التسليك» وبالتالى فالأفضل هو «تفوير» السيراميك لعمل «صرف» جديد.

أحضرت «نحاتا» لكى يقوم بتكسير البلاط، فأحضر معه مساعدا، فطلب رقم فلكى مقابل أن يكسر ما مساحته أقل من مترين فى متر ونصف المتر، خضعت مرغما لكن المفاجأة أنهم لم يلتزموا بنقل كل «الردش» إلى مقلب عمومى شرعى، وتركونى «لائصا».

جاء السباك واشترط أن تكون «أجرة يده» أو مصنعيته تساوى نصف قيمة المشتريات على الأقل فرضخت مرة أخرى، وكان طلبى الوحيد فقط أن يلتزم بالحضور فى المواعيد التى نتفق عليها. لكن للأسف الشديد لم يفعل. وبدلا من الحضور فى العاشرة صباحا كما اتفقنا حضر فى الواحدة ظهرا. وفى اليوم التالى حضر فى الثانية ظهرا، حاولت أن أناقشه لأفهم لماذا لا يلتزم بالوقت. فقال لى كلاما كثيرا خلاصته أنه يسهر كثيرا ولا يستطيع الاستيقاظ مبكرا وأن هذا هو السلوك الطبيعى لكل الصنايعية فى مصر وكان مندهشا من استغرابى!!. انتهى السباك مبدئيا من نصف عمله بإقامة «البنية التحتية»، وجاء دور أسطى «السيراميك» أو «المبلط» واتفقنا على الأجرة بسرعة، لكنه طلب ألا يعمل يوم جمعة، فى حين أنه اليوم الأساسى المتاح لى بدون التزامات خارجية. جاء مرغما، لكنه للأمانة حضر فى وقت مبكر، وظل يعمل حتى الثامنة ليلا تقريبا وبضمير يقظ.

فى اليوم التالى كان مفترضا حضور النقاش لكن كان لابد أن يحضر الكهربائى أولا. وطوال ٥ أيام كاملة ظللت أتصل به مرارا وتكرارا وهو يقدم لى أعذارا مختلفة. قلت له قل لى إنك لن تحضر، حتى أتفق مع كهربائى آخر، فقال لى سأتصل بك غدا. حينما جاء الغد توقف عن الرد على اتصالاتى وأغلق هاتفه، فاتفقت مع صنايعى آخر محترم أنجز المهمة فى أقل من ساعة.

جاء النقاش وأعطى لى وعودا براقة، ولم أطلب منه سوى الالتزام بما نتفق عليه خصوصا الوقت، فقال لى إنه جاد ومختلف عن الآخرين. لكنه فى النهاية كان أسوأ وأضل سبيلا من السباك. يأتى متأخرا جدا، ولا يلتزم بأى وعد فيما يتعلق بالوقت.
لا أكتب هذه الكلمات لأتحدث عن أسبوع العذاب الذى قضيته مع الصنايعية، بل لأجدد لفت النظر إلى ظاهرة خطيرة تتعلق بسلوكيات وثقافة عدد كبير منهم.

بالطبع لا أعمم وأتهم كل الصنايعية بذلك فهناك منهم الملتزمون بالكلمة والوقت، لكن الظاهرة خطيرة وتنتشر بقوة.

الأمر يتعلق أولا بغياب ثقافة الالتزام بالوقت تماما. وهو أمر شديد الأهمية فى أى مجال. ثانيا وهذا هو الأخطر، تراجع مستوى الكفاءة بين عدد كبير منهم، والسبب الرئيسى الذى صار معروفا هو التأثير المدمر لـ«التوك توك» الذى سحب عددا كبيرا من الحرفيين وجعلهم يستسهلون العمل السريع على التوك توك بدلا من العمل فى حرف النقاشة والسباكة والسيراميك والورش الحرفية المختلفة خصوصا ميكانيكا السيارات.

ثقافة الالتزام بالوقت منعدمة لدى قطاع كبير من الحرفيين. والأسوأ أن بعضهم يلتزم يوما، ثم يأخذ جزءا من أجره وبعدها ينقطع تماما عن العمل، ولا يعود إلا بعد أن «يفلس» وهكذا.

لا أعرف كيف نعالج هذه الظاهرة، هل عبر اتحاد الصناعات، أم اتحاد المقاولات أم عبر جمعيات أهلية لتنظيم دورات تدريبية وتثقيفية وتأهيلية لأكبر عدد من الصنايعية، لإعادتهم إلى مجد «الصنايعية» المصريين الذين اختطفتهم تركيا حينما احتلت مصر عام ١٥١٧، ليقيموا جزءا من نهضتها؟!

ربنا لا يضع أحدكم تحت رحمة هذا النوع من الصنايعية؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى قبضة الصنايعية فى قبضة الصنايعية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon