توقيت القاهرة المحلي 12:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا سيفعل العرب مع صراحة نتنياهو؟

  مصر اليوم -

ماذا سيفعل العرب مع صراحة نتنياهو

بقلم - عماد الدين حسين

بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى قال أكثر من مرة خلال الأيام الماضية إنه فخور أنه نجح فى منع قيام الدولة الفلسطينية خلال الثلاثين سنة الماضية. هو وقف متباهيا ليقول لشعبه: «لن أسمح بقيام هذه الدولة فى أى منطقة أخرى فى فلسطين».
نتنياهو تحدث يوم الأحد الماضى خلال مؤتمر صحفى وقال نصا: «لن أسمح بأن تستبدل حماستان بفتحستان، واستبادل خان يونس بجنين والعودة إلى أوسلو وذلك حتى لو كانت هذه رغبة أقوى حليف لإسرائيل وهو أمريكا وسوف نستمر فى هذه الحرب سواء كان هناك دعم من أمريكا أو بدونه. نتنياهو قال إنه لا فرق بين فتح وحماس فى الرغبة فى القضاء على إسرائيلى، هما يختلفان فقط فى كيفية القيام بذلك. هو يقول أيضا إن اتفاق أوسلو خطأ فادح وقد ورثه ولم يكن له يد فيه.
وردا على أحد الصحفيين قال له: أنت وزملاؤك تلومونى طوال ٣٠ سنة على وضع العثرات والعراقيل أمام اتفاق أوسلو، وأنا فخور بمنعى قيام دولة فلسطينية، لأن الجميع اليوم يفهم كيف ستكون هذه الدولة، بعد أن رأينا نموذجا مصغرا لها فى غزة».
نتنياهو تعهد فى المؤتمر الصحفى الذى عقده مع وزير دفاعه يؤاف جالانت والوزير فى حكومة الحرب بيتى جانتس بأن قطاع غزة سيصبح بعد انتهاء الحرب منزوع السلاح وأن الجيش الإسرائيلى سيكون مسئولا عن الأمن هناك.
إذن نتنياهو يتفاخر بأن أهم إنجازاته أنه منع قيام دولة فلسطينية، وللأمانة وحتى لا نظلمه فإنه لم يتظاهر يوما بأنه رجل سلام، ولم يتحدث عن قيام دولة فلسطينية مستقلة.
السؤال الجوهرى الذى يفترض أن يسأله كل فلسطينى وعربى هو: إذا كان نتنياهو يفاخر بذلك، فما هو المبرر لإقامة علاقات معه.
وحتى لا يكون هناك تجنٍ وظلم فربما يكون السؤال الأكثر صحة هو: سوف نفترض أن نتنياهو كان مخادعا وغشاشا مع العرب وأوهمهم بالسلام حتى يقيم معهم علاقات لمصلحة بلاده، وإن كل ما فعلته غالبية الدول العربية كان بهدف التأثير فى الموقف الإسرائيلى لدفعه نحو السلام الشامل والعادل وإقناع إسرائيل بأن من مصلحتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
لكن الآن نتنياهو يتفاخر بأنه نجح فى منع قيام دولة فلسطينية، والأهم أنه سيعمل على منعها فى المستقبل، سواء كانت باسم حماس فى غزة أو فتح فى الضفة.
نتنياهو وحكومته وغالبية الإسرائيليين يقولون إنهم يرفضون عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، بل إن بينى جانتس المصنف معتدلا رفض أن يرد على سؤال محدد هو: هل توافق على إقامة دولة فلسطينية فى المستقبل، فكانت إجابته: دعونا ننتصر فى الحرب أولا.
لست متطرفا ولا حالما، ولا أطالب الحكومات العربية بإعلان الحرب على إسرائيل أو حتى قطع العلاقات معها، بل أن تبدأ الدول العربية فى استخدام ما لديها من أوراق للضغط على إسرائيل من أجل حل القضية الفلسطينية وإجهاض المخطط الإسرائيلى بتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر والأردن وبقية الدول العربية.
لا أطالب الحكومات العربية أيضا بأن تنتصر لحماس على أساس أن علاقات غالبية هذه الحكومات مع حماس ليست على ما يرام، ولكن على الأقل أن تنتصر الحكومات العربية للشعب الفلسطينى ليس من أجل مستقبل الشعب الفلسطينى فقط لأنه شعب شقيق، ولكن من أجل الأمن القومى لكل دولة وحكومة عربية على حدة.
بالطبع قد تقول بعض الحكومات العربية إنها تراهن على سقوط الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فى الانتخابات المقبلة، وبالتالى تأتى حكومة إسرائيلية معتدلة تقيم السلام مع الفلسطينيين والعرب. هذا كلام قد يبدو منطقيا، لكن السؤال: وما هى الضمانة التى تجعلنا نظن أن المشكلة فى المجتمع الإسرائيلى نفسه الرافض للسلام، فى حين أن الواقع يقول إن المجتمع الذى ينتخب حكومات اليمين المتطرف منذ اغتياله لإسحاق رابين عام ١٩٩٥ باستثناء فترات قليلة لحكومات الوسط.
كل ما نطلبه من الحكومات العربية أن تدرس الأمور بهدوء وأن تقول لإسرائيل رسالة واضحة ومفادها: لا علاقات مجانية، وكل شىء بمقابله وأن الصيغة الوحيدة المقبولة للعرب هى السلام مقابل الأرض وليس السلام مقابل السلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا سيفعل العرب مع صراحة نتنياهو ماذا سيفعل العرب مع صراحة نتنياهو



GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

GMT 07:43 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المعادلة ليست ميادة أم أصالة

GMT 07:31 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عيد الميلاد المجيد... محرابٌ ومَذبح

GMT 07:30 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المسافات الآمنة!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon