توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تراجع الواردات.. هل هو خبر جيد دائمًا؟!

  مصر اليوم -

تراجع الواردات هل هو خبر جيد دائمًا

بقلم - عماد الدين حسين

هل تراجع الواردات المصرية بنسبة ٢٠٫٧٪ خلال الشهور الخمسة الأولى من هذا العام خبر جيد أم سيئ؟
بطبيعة الحال فإن أى تراجع فى الواردات لأى دولة هو أمر طيب وجيد ودليل صحة، شرط ألا يؤثر على النشاط الاقتصادى العام سلبا.
فى المعلومات والبيانات التى جاءت فى آخر تقرير للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن الواردات المصرية فى الشهور الخمسة الأولى من هذا العام سجلت ٣٣٫٤٢ مليار دولار فقط، مقابل ٤٢٫١٥ مليار دولار خلال نفس الفترة من عام ٢٠٢٢، بانخفاض قيمته ٨٫٧٣ مليار دولار بنسبة ٢٠٫٧٪.
وفى التفاصيل فإن أكبر نسبة استيراد لمصر خلال هذه الفترة جاءت من الصين بحوالى ٥ مليارات دولار، والولايات المتحدة ٢٫٤٤ مليار، وروسيا ٢٫٢٤ مليار، والسعودية ١٫٧٥ مليار، وألمانيا ١٫٦٢ مليار دولار. واستحوذت هذه الدول على ٣٨٫٧٪ من إجمالى قيمة الواردات إلى مصر.
من ضمن البيانات أيضا أن واردات مصر من الهواتف المحمولة تراجعت بنسبة ٩٩٫٦% خلال الشهور الخمسة الأولى من العام مسجلة ١٫٢٣ مليون دولار مقابل ٣٣٩٫٢٣ مليون دولار فى نفس الفترة من العام الماضى، كما انخفضت قيمة الواردات من أجهزة الاتصالات والسنترالات بنسبة ٤٫٧٪. علما بأن هذا التراجع مستمر منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية. أيضا هناك تقارير مستمرة تشير إلى تراجع استيراد السيارات بمختلف أنواعها طوال الشهور الماضية.
هذه هى البيانات الأولية ومرة أخرى فإن تراجع الواردات وزيادة الصادرات دليل صحة لأى اقتصاد طبيعى.
ويحسب للحكومات المصرية المختلفة أنها ومع بدء تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى انطلق فى ٣ نوفمبر ٢٠١٦، أنها اتخذت خطوات جادة لتقليل الواردات وزيادة الصادرات. وبالمناسبة فالنسبة بينهما حوالى الضعف تقريبا حيث تصل الواردات إلى حوالى ٩٠ مليار دولار مقابل حوالى ٤٥ مليار دولار.
هذا التوجه أدى إلى الحد من استيراد العديد من السلع غير الأساسية أو السماح باستيراد بعضها مع رفع الرسوم الجمركية عليها.
وظنى أن الحكومة المصرية كانت موفقة جدا حينما قررت الحد من استيراد العديد من السلع خصوصا الهواتف المحمولة، وهو توجه محمود لأنه أولا يوفر العملة الصعبة لاستيراد سلع أكثر أهمية وكذلك يشجع الصناعة المحلية.
وأتذكر أن أحد الخبراء الاقتصاديين المهمين يكرر على مسامعى دائما أن أخطر ما ارتكبه نظام حسنى مبارك أنه جعل الكثيرين يدمنون الاستيراد لدرجة أنه صار أرخص من التصنيع المحلى وأتاح لهم تكوين ثروات طائلة، وهؤلاء هم الذين يقاومون دائما الحد من الاستيراد. لكن أتذكر أيضا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قال قبل شهور إننا لم نعد نستورد الكثير من السلع الكمالية أو غير الأساسية.
لكن ــ وآه من لكن ــ الحد من الاستيراد، وهو مرة أخرى أمر طيب، قد أثر بصورة شديدة السلبية على مجالات أخرى. خصوصا السلع الوسيطة أو مستلزمات الإنتاج. تخيلوا مثلا حينما تعثر استيراد الأعلاف بسبب شح العملات الأجنبية فإن هذه الصناعة الأساسية كادت تتدمر، لأننا باختصار نعتمد على الخارج فى استيراد معظم هذه الأعلاف. تخيلوا مثلا أن العديد من المصانع توقفت تماما أو فى طريقها لذلك والسبب أنها تعتمد بالأساس على خامات ومستلزمات مستوردة غير موجودة محليا.
ثم إن العديد من الموظفين الذين يقررون وقف استيراد سلعة ما غير متخصصين فى الاقتصاد، وبالتالى فهم يعتقدون أنهم يوفرون للبلد عملة صعبة بوقف الاستيراد، لكنهم لا يعلمون أن هذا الإجراء البرىء قد يدمر صناعة أخرى قائمة ويحول العاملين إلى عاطلين. وبالتالى أكرر مرة أخرى أنا مع وقف استيراد أى سلعة غير ضرورية، أو ضرورية ولها بديل محلى. لكن المشكلة الحقيقية تتمثل فى أن وقف استيراد المواد الوسيطة ومستلزمات الإنتاج أثر بصورة فادحة على بعض القطاعات.
واعلم أن الحكومة بين نارين.. نار الحد من الاستيراد لتوفير العملات الأجنبية، ونار منع مستلزمات إنتاج أساسية
وبالتالى علينا أن يكون لدينا ميزان من ذهب فى تقرير ما هى السلع التى يمنع استيرادها تماما، والسلع التى نستوردها باعتدال، حتى تقف الصناعة المحلية على قدميها. وطبعا الحل الأمثل أن نزيد الصادرات ونشجع الصناعة المحلية بكل قوة وأن تكون السياسات والتشريعات مشجعة ومسهلة للاستثمار والإنتاج والتصنيع قولا وفعلا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تراجع الواردات هل هو خبر جيد دائمًا تراجع الواردات هل هو خبر جيد دائمًا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon