توقيت القاهرة المحلي 12:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نرد على سموتريتش؟!

  مصر اليوم -

كيف نرد على سموتريتش

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الإثنين الماضى تبجح وزير المالية الإسرائيلى ورئيس حزب «الصهيونية الدينية» بتسلئيل سموتريتش وشن هجوما حادا ضد مصر، وزعم أن عملية تسليح حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية تتم بواسطة تهريب أسلحة عبر الحدود المصرية المشتركة مع قطاع غزة.
سموتريتش وخلال اجتماع كتلة حزبه طالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ألا يرسل المسئولين الأمنيين الإسرائيليين إلى القاهرة من أجل مفاوضات الهدنة، مع «العدو النازى»، بل يرسلهم إلى رفح لتدمير حركة حماس، واقترح عليه أيضا أنه بدلا من إرسال رئيس الموساد إلى قطر، فيجب إرساله لاغتيال قادة حماس فى جميع أنحاء العالم.
المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبوزيد رد على تبجحات وتخرصات سموتريتش ووصفها بأنها مؤسفة ومشينة، وتكشف عن نهم للقتل والتدمير وتخريب أى محاولة لاحتواء الأزمة فى غزة. أبوزيد وصف التصريحات بأنها غير مقبولة جملة وتفصيلا، وأن مصر تسيطر على حدودها بشكل كامل، ولا تسمح لأى طرف بأن يقحم اسمها فى أية محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه.
من الجيد أن ترد الخارجية المصرية على هذا المتطرف باللغة الدبلوماسية الراقية. وكنت أتمنى أن تكون هناك ردود من جهات مختلفة بصورة أقوى بحيث تصل الرسالة واضحة وحاسمة إلى سموتريتش وحكومته المتطرفة.
وبعد يوم واحد من تقارير لصحف عالمية كبرى منها «وول ستريت جورنال» بأن مصر هددت إسرائيل بأنه إذا عبرت موجة من الفلسطينيين الحدود إلى سيناء أو إذا اجتاح الجيش الإسرائيلى رفح فإنه سيتم تعليق اتفاق السلام مع إسرائيل. ونفس يوم تبجح سموتريتش على مصر، كان وزير الخارجية المصرى السفير سامح شكرى فى زيارة إلى سلوفينيا، وقال هناك ما معناه كما نقلت العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية ــ أن مصر تلتزم بمعاهدة السلام مع إسرائيل.
أدرك أن تصريح شكرى يأتى فى إطار توازنات ومواءمات وحسابات تتعلق بالمصالح المصرية العليا، وقد لا يكون ذلك واضحا أمام الرأى العام المصرى، ولكن فى نفس الوقت هناك أيضا ضرورة لمراعاة مشاعر الرأى العام، وكنت أتمنى أن يتم تأجيل إطلاق تصريح وزير خارجيتنا، خصوصا أن المسئولين الإسرائيليين من أصغر وزير وصولا إلى نتنياهو كانوا فى نفس التوقيت يطلقون سيلا من التهديدات بأنهم سوف يقتحمون رفح ويحتلون محور فيلادلفيا الحدودى مع مصر، وهو ما ينتهك الملحق المرفق بمعاهدة السلام والموقع بإنشاء المعبر بعد انسحاب إسرائيل من غزة عام ٢٠٠٥.
ما أقصده إذا كان سموتريتش وغيره يتهجم على مصر ليل نهار، ومعه العديد من المسئولين الإسرائيليين، فلماذا لا ترد مصر وبنفس «التناسبية» بمعنى أنه حينما يهاجمنا وزير إسرائيلى فينبغى أن يرد وزير مصرى على نفس المستوى، وحينما يأتى الهجوم من مصدر غير رسمى يرد عليه مصدر غير رسمى، وإذا جاء من الإعلام يكون الرد من الإعلام وهكذا. الإسرائيليون لا يفهمون إلا منطق القوة فى كل المجالات من أول الإعلام وصولا إلى العسكرية.
من الطبيعى أن نفهم وندرك أن سموتريتش يعبر عن تيار أصيل فى المجتمع الإسرائيلى وليس مجرد صوت نشاز. هو وبقية المتطرفين يشكلون العمود الأساسى لحكومة نتنياهو ومن نسى عليه تذكر أن سموتريتش هو نفسه من كتب ورقة بحثية فى غاية الخطورة فى الصيف الماضى مخيرا الفلسطينيين بين ثلاثة خيارات لا رابع لها وهى أن يقبلوا العيش كمواطنين من الدرجة الثانية أو الترحيل أو القتل.
سموتريتش هو الصوت الأصدق تمثيلا للمجتمع الإسرائيلى وعلينا أن نتعامل معهم على حقيقتهم وليس كما نتمنى.
لا أدعو إلى قطع العلاقات أو الحرب بل إلى ضرورة فهم ودراسة المجتمع الإسرائيلى بصورة جادة وحقيقية حتى لا نتفاجأ ذات يوم ونقول، لم نكن ندرى!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نرد على سموتريتش كيف نرد على سموتريتش



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon