توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوراق الضغط المصرية ضد إسرائيل

  مصر اليوم -

أوراق الضغط المصرية ضد إسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

 

هل فى يد مصر أوراق ضغط ضد إسرائيل التى تنفذ عدوانا غير مسبوق على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر من العام الماضى، وحتى هذه اللحظة؟!

بعض السذج والمشككين يقولون كلاما مرسلا بلا أى دليل مفاده أنه لم تعد فى يد الدولة المصرية أوراق للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها تمهيدا لمرحلة تهدئة تقود إلى مفاوضات حقيقية لتحقيق حل الدولتين، أو حتى تلجم العدوان الإسرائيلى وتهديده للأمن القومى المصرى.
الرأى العام مهم جدا وإرضاؤه مسألة جوهرية، لكن ذلك عامل مهم واحد، بين عوامل كثيرة ينبغى الأخذ بها حينما يتم اتخاذ السياسات والقرارات المختلفة.
البعض يقول بقصر نظر شديد إننا يجب أن نرفع شعار «مصر أولا وفقط» وهؤلاء لا يدركون أن هذا الشعار يتضمن أيضا ألا يكون هناك كيان خطير يهدد المصالح المصرية فى الاتجاه الشرقى.
ورغم الخلافات المعروفة بين مصر وحركة حماس قبل سنوات، فإن احتلال إسرائيل لقطاع غزة، ولمحور فيلادلفيا ومعبر رفح يهدد الأمن القومى المصرى. ولهذا السبب فإن كبار المسئولين المصريين يحذرون إسرائيل يوميا من مغبة التصعيد، الذى يقود إلى تفجير المنطقة بأكملها.
نعود إلى ما بدأناه ونسأل: ما هى الأوراق الموجودة فى جعبة الدولة المصرية لمواجهة إسرائيل؟!
ظنى الشخصى وخلافا لما يعتقده الكثيرون فإن هناك العديد من الأوراق، والخلاف فقط يدور بشأن متى وكيف يمكن تفعيلها.
أول ورقة فى يد مصر هى الرفض الكامل للعدوان الإسرائيلى، وقد تم ذلك بالفعل منذ بداية العدوان.
الورقة الثانية هى الموقف الرسمى والشعبى الرافض لاستمرار العدوان وهذه الورقة تم تفعيلها منذ اليوم الأول وحتى الآن، وقد يسخر البعض من هذه الورقة، وقد لا يدرك أهميتها إلا إذا قارنتها ببعض الدول التى لم توصف ما يحدث حتى الآن بأنه عدوان
الورقة الثالثة: العمل من أجل إدخال أكبر قدر من المساعدات للأشقاء فى غزة، وأهمية هذه الورقة ليست فقط فى الجانب الإنسانى، ولكن لتثبيت أهل غزة فى أرضهم وإجهاض مخطط التهجير حتى هذه اللحظة.
الورقة الرابعة هى وقف التنسيق مع إسرائيل بخصوص العديد من القضايا، وأظن أنه قد بدأ استخدام هذه الورقة فى الفترة الأخيرة. الورقة الخامسة هى تجميد بعض أنواع التعاون غير المشمولة فى اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام ١٩٧٩.
الورقة السادسة: تخفيض التمثيل الدبلوماسى المصرى مع إسرائيل، يتبعه استدعاء السفير المصرى من تل أبيب، وتخفيض مستوى التمثيل الإسرائيلى فى القاهرة، علما بأنه لا يوجد سفير إسرائيلى فى مصر منذ بداية العدوان.
الورقة السابعة وقف كافة أشكال التعاون الاقتصادى بين البلدين، علما بأن هذا التعاون ليس كله فى مصلحة إسرائيل، مثل اتفاقية الكويز التى ترعاها أمريكا لجذب رجال الأعمال المصريين للتعاون مع نظرائهم الإسرائيليين.
الورقة الثامنة: مواجهة إسرائيل فى المحافل الدولية من أجل فضحها وتجريسها كما يحدث بالفعل فى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة والتصويت دائما ضد إسرائيل وجرائمها.
الورقة التاسعة هى رفض التنسيق مع إسرائيل فى معبر رفح ورفض الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلى للمحور والمعبر وقد تم تفعيل هدف الورقة بالفعل.
الورقة العاشرة: التداخل فى دعوى جنوب إفريقيا فى محكمة العدل الدولية، والمطالبة بإدانة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.
الورقة الحادية عشرة أن تجمد مصر العمل باتفاقية السلام أو بعض بنودها، استنادا إلى أن إسرائيل خرقتها أكثر من مرة خلال الشهور الأخيرة.
الورقة الثانية عشرة أن تلغى مصر المعاهدة تماما حينما تصل إلى قناعة أن مصالحها القومية والوطنية مهددة وأن خسائر وأضرار الالتزام بالمعاهدة أكبر كثيرا من فوائدها.
النقطة المهمة هى أن كل هذه الأوراق تخضع لما يعرف بمبدأ «التناسبية»، بمعنى أن لكل فعل رد فعل مساويا له فى المقدار، فالتصريح المعادى ينبغى أن يرد عليه بمثله وحينما يتهجم وزير إسرائيلى علينا يرد عليه وزير مناظر له.
علينا أن نتذكر أن وزير خارجيتنا سامح شكرى كان يكرر دائما خلال الشهور الأخيرة أن معاهدة السلام مع إسرائيل خيار والتزام استراتيجى، لكنه قبل حوالى أسبوعين عدل الصيغة وقال إنها تخضع للمصالح المصرية وحسب التطورات، وهذا الكلام الأخير مهم للغاية.
والمؤكد أن هناك العديد من الأوراق الأخرى فى يد صانع القرار، يمكن استخدامها فى الوقت المناسب وحسب التطورات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوراق الضغط المصرية ضد إسرائيل أوراق الضغط المصرية ضد إسرائيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon