توقيت القاهرة المحلي 11:13:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

باسم من يتحدث كيربي؟!

  مصر اليوم -

باسم من يتحدث كيربي

بقلم - عماد الدين حسين

حينما يتحدث بعض المسئولين الأمريكيين عن العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة، تنتابك الدهشة فى بعض اللحظات وتسأل نفسك: هل هذا المسئول يتحدث باسم بلاده أم باسم إسرائيل؟!
هذه الخلاصة ليست مجرد انطباع شخصى، بل هى تراود العديد من المتابعين، وربما هذا الشعور هو الذى دفع مراسلة إحدى القنوات الفضائية العربية فى واشنطن لسؤال جون كيربى المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى قائلة له: هل أصبحتم متحدثا باسم إسرائيل؟!
بالطبع كيربى رد بالنفى وقال إنه المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى، لكن السؤال كان يعكس الشعور الذى وصل للمراسلين المعتمدين فى البيت الأبيض وغالبية المتابعين للعدوان الإسرائيلى. منذ بداية العدوان فى ٧ أكتوبر فإن كيربى يتصرف ويتحدث ويعلق وكأنه الناطق الرسمى باسم الحكومة الإسرائيلية ومجلس الحرب هناك بل وباسم الجناح المتطرف فيها.
وفى كل مرة يسأل صحفى كيربى عن سر عدم مطالبة الولايات المتحدة لإسرائيل بوقف إطلاق النار، يسارع إلى القول «لا.. نحن لا نريد أن يتوقف إطلاق النار لأن حدوث ذلك يعنى مكافأة حركة حماس وإعطاءها فرصة لالتقاط أنفاسها والاستعداد لمواجهة إسرائيل مرة أخرى.
والغريب أنه حينما قال الرئيس الأمريكى جو بايدين إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تفقد الدعم العالمى بسبب القصف العشوائى الذى أدى لسقوط آلاف المدنيين، فإن كيربى سارع بمحاولة تخفيف حدة هذه الانتقادات.
والأكثر غرابة أن كيربى خرج على الصحفيين قبل أيام وقال إن الخطوات التى اتخذها الجيش الإسرائيلى لمنع سقوط ضحايا من المدنيين الفلسطينيين فى غزة قد تذهب أبعد مما كانت ستفعله الولايات المتحدة لو كانت فى مكان إسرائيل!!
ويومها أشار كيربى إلى الخريطة التى نشرها الجيش الإسرائيلى لتنبيه المدنيين بشأن الأحياء التى يخطط لمهاجمتها حتى يتمكنوا من الإخلاء مسبقا. وأضاف نصا: «هناك عدد قليل جدا من الجيوش الحديثة التى تفعل ذلك ولا أعرف ما إذا كنا نحن فى أمريكا سنفعل ذلك!
وبالطبع فإن كيربى نسى أن هذه التنبيهات شكلية لأنه بعد الإخلاء تقوم إسرائيل بتدمير كامل الأحياء، وحتى حينما يحاول الفلسطينيون العودة إلى بيوتهم تقوم إسرائيل بقصفهم مرة أخرى.
وخلال هذا المؤتمر الصحفى الذى انحاز فيه كيربى لإسرائيل حتى على حساب بلاده، فقد ارتدى قلادة كتب عليها «أعيدوهم إلى الوطن الآن»، وهو الشعار المنتشر فى إسرائيل لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بإعادة الأسرى الموجودين لدى المقاومة الفلسطينية فى غزة.
انحياز كيربى لإسرائيل أمر غريب حتى بالمقارنة مع بعض المسئولين الإسرائيليين، خصوصا مثل إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق الذى يطالب بوقف إطلاق النار فورا للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وإسقاط حكومة نتنياهو.
كيربى ليس وحده الذى يدافع عن إسرائيل أكثر حتى من بعض الإسرائيليين أنفسهم، فوزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن وحينما نفذت المقاومة عملية طوفان الأقصى فى ٧ أكتوبر الماضى فى مستوطنات غلاف غزة، جاء مسرعا إلى إسرائيل ليقول لهم متباهيا «جئت إليكم باعتبارى يهوديا قبل أن أكون وزيرا للخارجية الأمريكى».
وقبل بلينكن وكيربى فإن الرئيس الأمريكى جو بايدن جاء إلى إسرائيل بعد ساعات من «طوفان الأقصى» ليعلن تضامنه مع إسرائيل ويرسل لها حاملات الطائرات والسفن النووية وجسر مفتوح من الأسلحة والمساعدات المالية العالية وقال بعدها: «لو لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعناها»، كما أنه وفر لها الدعم الدبلوماسى واسع النطاق واستخدم حق النقض الفيتو ٣ مرات لإجهاض مشروعات قرارات لوقف إطلاق النار.
ونتذكر أن بايدن قال قبل شهور إن والده قال له ذات يوم «لا يتطلب الأمر أن تكون يهوديا لتصبح صهيونيا»، وفى ٦ ديسمبر الماضى كرر بايدن هذه المقولة، وأضاف عليها: أنا صهيونى وهذه حقيقة لا أعتذر عنها وأنه من دون وجود إسرائيل حرة وآمنة، لا أعتقد أن يهوديا واحدا سيكون آمنا تماما».
أدرك أن هناك مصالح ثابتة للولايات المتحدة، لكن حينما يتعلق الأمر بإسرائيل يصاب المرء بالارتباك والحيرة والدهشة، التى تجعل أمريكا تضحى بمصالحها وصورتها الذهنية وما تقول إنه مبادئها من أجل حماية ودعم العدوان الإسرائيلى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باسم من يتحدث كيربي باسم من يتحدث كيربي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon