توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما قاله السيسي في خطاب الترشح

  مصر اليوم -

ما قاله السيسي في خطاب الترشح

بقلم - عماد الدين حسين

«أدعو المصريين دعوة صادقة أن يجعلوا من الانتخابات الرئاسية بداية حقيقية لحياة سياسية مفعمة بالحيوية، تشهد تعددية وتنوعا واختلافا دون تجاوز أو تجريح، وكمواطن مصرى ــ قبل أن أكون رئيسا ــ كانت سعادتى بالغة بهذا التنوع فى المرشحين، الذين بادروا لتولى المسئولية، ولهم جميعا منى كل التقدير والاحترام، فالاختلاف سنة الله فى خلقه، وحقيقة لا يمكن إنكارها والتنوع هو ثراء حقيقى يدلل على خصوبة أمتنا وقدرتها على البقاء».
الكلمات السابقة جاءت فى متن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء أمس الإثنين، فى ختام اليوم الثالث والأخير لمؤتمر «حكاية وطن» الذى انعقد فى العاصمة الإدارية، وقدم خلاله العديد من الوزراء كشف حساب لما حققته وزاراتهم فى الفترة من ٢٠١٤ وحتى الآن.
كلمة السيسى أعلن فيها ترشحه لانتخابات الرئاسة التى ستنطلق فى الأول من ديسمبر المقبل فى الخارج وبعدها بعشرة أيام فى الداخل.
اخترت الفقرة السابقة خصيصا لأنها شديدة الأهمية، وأتمنى أن يصل مضمونها لكل من يهمه الأمر، وأن يعمل على ترجمتها بأمانة على أرض الواقع.
تطبيق هذه الكلمات التى جاءت على لسان الرئيس يعنى أن كل المرشحين الذين سيخوضون هذا السباق الأهم فى السياسة المصرية وطنيون ويسعون لخدمة وطنهم من وجهة نظرهم، حتى لو اختلف معهم غالبية الشعب المصرى.
ومن البديهى فإن الترشح حق دستورى ومتاح لكل من تنطبق عليه شروط الترشح الواردة فى الدستور والقانون.
الرئيس قال أيضا: «يشرفنى جدا أن نسب المشاركة من كل المصريين اللى ليهم حق الانتخاب إنهم ينزلوا حتى لو لم يختارونى، الناس كلها تشجع بعضها وتنزل، واختاروا ما شئتم، اللى بيختار ربنا واللى بيؤمر بيه هيكون وأنا والله راضى». وفى هذه الفقرة ندرك الأهمية الكبرى لنسبة المشاركة بغض النظر عن التصويت لهذا المرشح أو ذاك.
رئيس الجمهورية يدعو المصريين أن تكون الانتخابات بداية حقيقية لحياة سياسية مفعمة بالحيوية، وإذا جرى تطبيق ذلك. فهو تطور مهم لأنه يعنى نهاية التكلس والجمود فى الحياة السياسية المصرية الموجودة منذ يوليو ١٩٥٢.
كلام الرئيس يقول بوضوح إن الاختلاف سنة الحياة، وإن التنوع والاختلاف والتعددية أمور مطلوبة فى العمل السياسى، وبالتالى فمن يقدم وجهات نظر مختلفة ليس خارجا عن الإجماع الوطنى، طالما أنه يختلف فى حدود الدستور والقانون ومن دون تجريح.
الرئيس يقول إنه يقدر ويحترم كل الذين تقدموا للترشيح، وهو أمر مهم لأن هناك من يشكك بحسن أو سوء نية فى المرشحين أو بعضهم. ويؤكد الرئيس أن الاختلاف حقيقة لا يمكن إنكارها لأنها من سنة الحياة.
التنوع ثراء حقيقى، فى حين يعتقد البعض أن التماثل والتطابق هو الأصل، رغم أن الله سبحانه وتعالى يقول: «ولو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة».
الرئيس دعا المصريين للمشاركة فى المشهد الديمقراطى ليختاروا بضميرهم المتجرد من يصلح.
ومن المعانى المهمة أن الرئيس دعا الله بالتوفيق للمنافسين بالفوز، إذا كان ذلك فى صالح الوطن، وأن يوفقه للفوز إذا كان ذلك فى مصلحة الوطن. ومن المعانى المهمة أيضا فى خطاب الرئيس لفت نظرى إشادته بالحوار الوطنى وقال نصا: «إن حالة الحوار كانت فى شكلها الأولى مبشرة وباعثة على الاستمرار فيها، وقد وجهت الحكومة والأجهزة المعنية للعمل على بحث ودراسة حزمة المخرجات التى أفرزها الحوار، واعتزم الاستمرار فى هذه الحالة الحوارية، وكذلك الاستمرار فى تطوير وتنمية الحياة السياسية والحزبية، لتتحقق للدولة مسارات وبدائل ورؤى متعددة وبشكل دائم.
أظن أن كل ما سبق جزء مهم من البرنامج الانتخابى للرئيس السيسى الذى أعلن نيته الترشح لدورة جديدة، وإذا تم ترجمة هذه النوايا الطيبة للرئيس السيسى على أرض الواقع فى الفترة المقبلة فإن مصر سوف تشهد حراكا سياسيا مهما، سيكون قادرا، إذا تحقق، على مواجهة غالبية التحديات والأزمات التى تواجهها البلاد، أو على الأقل إنهاء أو تخفيف الاحتقان الناتج عن الأزمة الاقتصاية الصعبة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما قاله السيسي في خطاب الترشح ما قاله السيسي في خطاب الترشح



GMT 04:32 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

ما قال... لا ما يقال

GMT 04:30 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 04:27 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 04:24 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 04:22 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 04:19 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

عن الحيادِ والموضوعيةِ والأوطان

GMT 04:16 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أين يُباع الأمل؟

GMT 04:11 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

الجميع مستعد للحوار

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon