توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة والمؤتمر الدولي.. ولماذا غاب البيان الختامي؟

  مصر اليوم -

غزة والمؤتمر الدولي ولماذا غاب البيان الختامي

بقلم - عماد الدين حسين

القمة الدولية التى نظمتها مصر، أمس الأول، كانت مهمة جدا، وكاشفة إلى حد كبير عن المواقف الفعلية لكل الأطراف ذات الصلة بالعدوان الإسرائيلى على غزة.
حضور ٣٤ دولة ومعهم الأمين العام للأمم المتحدة على مستوى القادة ووزراء الخارجية يؤكد نجاح مصر فى جمع هذا العدد فى فترة قصيرة جدا، لكن عدم صدور بيان ختامى كشف عن الفجوة الكبيرة بين مصر وبعض الدول العربية، وبين أوروبا والولايات المتحدة فى العديد من البديهيات فيما يخص القضية الفلسطينية.
الذى كشف وأكد ذلك هو مسارعة الولايات المتحدة وغالبية الدول الأوروبية إلى دعم إسرائيل بطريقة غير مسبوقة بعد عملية «طوفان الأقصى» صبيحة السابع من أكتوبر الماضى.
لا أظن أن دولة عربية أو حتى غير عربية قد تخيلت أن يكون الانحياز الغربى لإسرائيل بهذه الطريقة وذاك السفور، للدرجة التى تدفع غالبية قادة الغرب للتوافد على إسرائيل، وكأنهم يؤدون فريضة الحج وفى مقدمتهم الرئيس الأمريكى جو بايدن ومعه وزير دفاعه ووزير خارجيته، والأخير وقع فى خطأ قاتل حينما قال إنه جاء لتل أبيب باعتباره يهوديا وليس فقط وزيرا للخارجية.
ورأينا الولايات المتحدة ترسل حاملتى طائرات وتنشر قوات فى إسرائيل وتفتح كل مخازنها العسكرية لتلبية كل ما تحتاجه إسرائيل فى عدوانها السافر ضد غزة.
رأينا أيضا رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك يفعل الأمر نفسه، ومعه وزير خارجيته، والأمر نفسه فعله المستشار الألمانى أولاف شولتز ومعه وزيرة خارجيته، ثم وزيرة الخارجية الفرنسية. كلهم جاءوا ليقفوا بجوار إسرائيل فيما قالوا إنها «محنة وجودية».
بعضهم مر على بعض العواصم العربية ليس للبحث عن حلول للمشكلة الأصلية وهى الاحتلال الإسرائيلى ولكن لنقل وتدعيم وجهة النظر الإسرائيلية.
بايدن كان مخططا له أن يلتقى العاهل الأردنى والرئيس السيسى والرئيس الفلسطينى فى عمان، بعد أن زار إسرائيل. كان اللقاء من وجهة النظر العربية فرصة لإقناع بايدن أن يكون موضوعيا ولو بدرجة بسيطة حتى يقنع إسرائيل بوقف عدوانها الغاشم ضد المدنيين فى غزة. قبل هذه القمة الرباعية الذى كانت مقررة الأربعاء الماضى فى عمان بساعات قصفت إسرائيل مستشفى المعمدانى فى غزة وقتلت أكثر من ٥٠٠ شخص وحاولت إلصاق الأمر بالمقاومة. السذج والأبرياء اعتقدوا أن هذه الجريمة كفيلة بأن تجعل الحجر ينطق والمتطرفين يرون الصورة الصحيحة، لكن بايدن الذى كان فى إسرائيل وقتها اتهم المقاومة الفلسطينية بأنها هى من قصفت المستشفى وأن إسرائيل بريئة، حتى قبل أن يتأكدوا من صحة هذه المعلومة أو الكذبة.
هذا التوجه أقنع البلدان العربية الثلاثة بعدم جدوى انعقاد القمة خصوصا أن الرسالة الأمريكية كانت واضحة وهى أننا لن نضغط على إسرائيل لوقف العدوان، بل سنوفر لها كل السبل كى تستكمل مهمتها فى غزة!! وهكذا تم إلغاء القمة وأعلنت البلدان الثلاثة الحداد حزنا على ضحايا المستشفى.
وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن زار المنطقة، وحينما جاء للقاهرة سمع من الرئيس السيسى ما لم يكن يتوقعه وعلى الهواء مباشرة سواء بشأن ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين أو بشأن معاملة العرب والمسلمين لليهود.
الغرب لم يترك مؤشرا أو دليلا على الانحياز لإسرائيل إلا وقدمه خلال الأسبوعين الماضيين خصوصا استخدام أمريكا وبريطانيا وفرنسا للفيتو ضد مشروع القرار الروسى لوقف القتال وإدخال المساعدات أو مشروع القرار البرازيلى بإدخال المساعدات فقط.
من أجل كل ذلك كان واضحا ما الذى سيفعله الأوروبيون والأمريكيون فى قمة العاصمة الإدارية يوم السبت الماضى.
فى كل كلماتهم بدا وكأنهم يقرأون من ورقة واحدة موزعة عليهم من مقر الاتحاد الأوروبى فى بروكسل، أو من واشنطن. كلهم يدينون المقاومة ويؤكدون على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، من دون أن يجرأوا على القول بأن المقاومة من حقها الدفاع المشروع ضد الاحتلال منذ ٥ يونية ١٩٦٧.
هم رفضوا صدور بيان يتضمن الحد الأدنى من الموضوعية ويوقف القتال ويدخل المساعدات، وأصروا على دمغ المقاومة بالإرهاب، وبالتالى كان منطقيا أن ترفض مصر ومعها الدول العربية ذلك، وأصدرت مصر بيانا مستقلا ومهما عن المؤتمر ورؤيتها للحل، إضافة إلى الكلمة المهمة والقوية والجريئة للرئيس السيسى فى افتتاح المؤتمر، وأظن أنها أقوى موقف مصرى منذ سنوات بشأن القضية الفلسطينية.
المؤتمر الدولى فى العاصمة الإدارية أسقط ما بقى من ورقة التوت الصغيرة عن الغرب فى كل ما يقوله عن حقوق الإنسان والعدالة والمساواة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة والمؤتمر الدولي ولماذا غاب البيان الختامي غزة والمؤتمر الدولي ولماذا غاب البيان الختامي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon