توقيت القاهرة المحلي 08:25:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يمكن الكتابة بعيدا عن غزة؟

  مصر اليوم -

هل يمكن الكتابة بعيدا عن غزة

بقلم - عماد الدين حسين

هل يمكن لكاتب مقال أو عمود يومى أن يكتب فى موضوع واحد لمدة ستين يوما من دون انقطاع؟
فى يوم ٨ أكتوبر الماضى نشرت مقالا فى هذا المكان بعنوان «الموتوسيكلات.. حينما تهزم القبة الحديدية» بعد أقل من يومين من عملية «طوفان الأقصى» التى نفذتها المقاومة الفلسطينية وفاجأت إسرائيل والعالم بأكمله صباح يوم السبت ٧ أكتوبر الماضى.
ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن، أى منذ ما يقارب الشهرين، فلم أكتب شيئا فى هذه المساحة اليومية بخلاف متابعة العدوان الإسرائيلى الغاشم والبربرى وغير المسبوق دوليا والمستمر حتى هذه اللحظة على القطاع.
كت أظن أن كاتب المقال اليومى خصوصا إذا كان يكتب فى الشأن العام يفترض أن ينوع فى كتاباته بما يناسب الاهتمامات المختلفة لجميع فئات المجتمع وقضاياه المتنوعة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية حتى لو كان هناك حدث جلل ومروع، لكن التجربة الشخصية فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلى على غزة جعلتنى لا أطبق هذه القاعدة.
أكتب هذا المقال بصورة منتظمة منذ مارس ٢٠٠٩، وأتذكر بوضوح أنه وبعد شهرين تقريبا من صدور العدد الأول من الشروق وكان ذلك فى الأول من فبراير 2009، تحدث معى المهندس إبراهيم المعلم وقال لى مازحا ومحفزا: «هو انت بتعرف تكتب.. ورينى بتكتب ازاى؟!»، ومن يومها ظل هذا المقال مستمرا بصورة يومية فى يمين الصفحة الثانية من النسخة الورقية إضافة لبوابة الشروق الإلكترونية، وعلى ما أتذكر لم أتوقف عن الكتابة إلا بسبب إصابتى بفيروس كورونا فى مارس 2020 لمدة عشرة أيام أو حينما توفى والدى رحمه الله فى 16 نوفمبر 2021 لمدة أسبوع تقريبا. وفى العام الأخير قررت أن أعطى لنفسى إجازة من الكتابة يوم الجمعة، من أجل التوقف عن اللهاث المستمر والتقاط بعض الأنفاس.
أعود إلى السؤال الذى بدأت به وإجابتى هى أن الطبيعى أن الكاتب اليومى ينوع فى كتاباته بين الأحداث المختلفة التى تهم قراءه مختلفى الميول والاتجاهات والانتماءات والتفضيلات، لكن ما نحن بصدده وهو العدوان الإسرائيلى على غزة والآن على الضفة ليس مجرد حدث طارئ، ولا يشبه كل الاعتداءات الصهيونية على القطاع أو القدس أو الضفة أو حتى جنوب لبنان، هذا العدوان لا يؤثر فقط على الأشقاء فى فلسطين، بل على المنطقة العربية بأكملها، وبالأخص على أمننا القومى المباشر فى مصر.
ثم إن الشعب الفلسطينى يتعرض بالفعل لحملة إبادة منظمة، وعملية تدمير شاملة لكل شىء فى القطاع من أول المبانى السكنية إلى المؤسسات والمنشآت وصولا إلى المستشفيات والمساجد والكنائس وحتى مقرات الأمم المتحدة التى احتمى بها مئات الآلاف من الفلسطينيين..
طبعا كانت هناك أحداث أخرى كثيرة ومهمة، لكن كنت دائما أعتقد أن لا صوت يعلو فوق صوت المذبحة الجارية فى عموم فلسطين، وبالأخص فى قطاع غزة، والمخطط الإسرائيلى الذى صار علنيا بمحاولة تهجير سكان القطاع إلى سيناء المصرية وفلسطينيى الضفة إلى الأردن.
كنت أعتقد وما أزال أن كل إنسان عربى عليه واجب الدفاع عن فلسطين فى حدود ظروفه وإمكانياته، وأن دور الكاتب أن يكتب ويشرح ويوضح الحقائق للقراء.
كنت أعتقد أن مقالا يوميا كافيا لأى كاتب لأن يؤدى هذه المهمة، لكن شراسة وعنف ووحشية العدوان تفرض على أى كاتب أن يكتب كل لحظة عارضا ومفندا وموضحا ما يحدث. خصوصا أن هذا العدوان يريد أن يقتلع الفلسطينيين من كامل أرضهم ويقتلهم أو يهجرهم خارج فلسطين.
نجاح المخطط الإسرائيلى هو تهديد مباشر لكل البلدان العربية خصوصا مصر والأردن وسوريا ولبنان وبالتالى وجب علينا جميعا أن نجاهد كلٌّ فى مكانه وحسب إمكانياته حتى نفشل هذا المخطط دون أن يمنع ذلك التطرق إلى بعض الأحداث الأخرى خصوصا إذا كانت مرتبطة أيضا ــ بصورة أو بأخرى ــ بالعدوان الإسرائيلى ومخططاته فى فلسطين والمنطقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يمكن الكتابة بعيدا عن غزة هل يمكن الكتابة بعيدا عن غزة



GMT 08:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الثروة الغائبة!

GMT 08:23 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

منال عوض ميخائيل!

GMT 08:21 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

بين 2019 و2024

GMT 08:19 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع قوى أم صراع حضارات؟

GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon