توقيت القاهرة المحلي 12:20:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إن لم يكن قتل 10 آلاف طفل إبادة جماعية.. فما هى إذا؟!!!

  مصر اليوم -

إن لم يكن قتل 10 آلاف طفل إبادة جماعية فما هى إذا

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الإثنين الماضى كتب الكاتب الإسرائيلى المعروف جدعون ليفى مقالا مهما وجريئا ونادرا فى صحيفة هارتس الاسرائيلية ذات التوجه اليسارى وسوف أنشر معظمه لأنه يقول الحقيقة التى تحاول كل إسرائيل تجنبها ليس فقط فيما يتعلق بمحكمة العدل الدولية، ولكن بطبيعة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.

وإلى سطور المقال:

لنفترض أن موقف إسرائيل كما تم عرضه فى لاهاى كان صحيحا ومحقا، وأنها لم تقم بأى إبادة جماعية أو أى شىء آخر قريب من ذلك. فما الذى حدث هناك؟..

بأى اسم يمكن تسمية القتل الجماعى الذى يستمر أيضا أثناء كتابة هذه السطور، دون تمييز وبشكل منفلت العقال وبأبعاد يصعب تخيلها؟.. كيف يمكن تسمية وضع يحتضر فيه الأطفال على أرض المستشفيات حيث لم يبق لكثيرين منهم أحد، وكبار السن الذين تم تجويعهم يهربون طلبا للنجاة من رعب القصف؟.
هل الـ 2.3 مليون إنسان، ومعظمهم من المهجّرين المعوزين والجائعين العطشى والمحبوسين والمعاقين والمصابين، يهمهم إذا كان ما حدث لهم يسمى إبادة جماعية أم لا؟..
هل سيغير هذا التعريف القانونى مصيرهم؟ إسرائيل ستتنفس الصعداء إذا رفضت المحكمة هذه الدعوى، وبالنسبة لها إذا كان هذا لا يعتبر إبادة جماعية فسيرتاح ضميرها.. وتصبح الأكثر أخلاقية فى العالم؟!!.
وسائل الإعلام الإسرائيلية تفجرت إعجابا بأقوال الطاقم القانونى الذى مثلنا فى لاهاى.. ما هذه اللغة الإنجليزية الفاخرة والادعاءات المقنعة؟!.. لقد قللت هذه الوسائل من النشر عن موقف جنوب إفريقيا، الذى عُرض بلغة إنجليزية أفضل حتى من إنجليزية الإسرائيليين، وكانت مطعمة بحقائق أكثر وبدعاية أقل.
هذا الأمر أظهر بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية تدهورت فى هذه الحرب إلى حضيض غير مسبوق.
لنترك جانبا موضوع الاحترام عندما يدور الحديث عن دولة تُقدم للمحاكمة بسبب الجرائم الأكثر خطورة فى القانون الدولى. من يرتدون العباءات السوداء والباروكات البيضاء والآخرون، جميعهم عرضوا ورقة الرسائل الإسرائيلية الثابتة، جزء منها محق، مثل مشاهد الرعب فى 7 أكتوبر، وكان يصعب معرفة هل يجب علينا الضحك أو البكاء، مثلا، عند سماع الادعاء بأن حماس وحدها هى المدانة بالوضع فى قطاع غزة، وأنه ليس لإسرائيل أى دور أو جزء فى ذلك. وأن تقول هذا لمؤسسة دولية رفيعة جدا يعنى التشكيك فى ذكاء قضاتها وإهانتهم؟.
ما الذى يمكن أن نفعله بأقوال رئيس طاقم الدفاع الإسرائيلى، البروفيسور مالكولم شو من قبيل أن «أعمال إسرائيل متزنة، وموجهة فقط ضد قوات مسلحة؟!!».
ربما لحقيقة أن شو ليس إسرائيليا يعد مصدرا لهذا الاستنتاج؛ وربما هذا ما قاله له مكتب المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلى، لكن الحقيقة هى: ماذا سيكون بشأنها؟ التناسب مع مثل هذا الدمار؟ إذا كان هذا هو التناسب، فكيف سيبدو عدم الاتزان؟ هيروشيما؟ «فقط ضد المسلحين»، تقريبا 10 آلاف طفل قتيل؟ ما الذى يتكلم عنه؟!!.
من قبيل أن الجيش أجرى مكالمة هاتفية لإخلاء غير المشاركين المدنيين من أهالى غزة؟. والسؤال: من ما زال يملك هاتفا يعمل فى غزة؟ وإلى أين يجب عليه الذهاب فى جهنم التى لم يعد فيها مكان واحد آمن؟ والذروة: «حتى لو كان هناك جنود خرقوا قوانين الحرب، فإن جهاز القضاء فى إسرائيل سيناقش ذلك».
يبدو أن شو لم يسمع عن جهاز القضاء فى إسرائيل، وربما سمع أقل عن «جهاز القضاء» العسكرى. ولم يسمع بأن أربعة جنود فقط تم تقديمهم للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم جنائية بعد عملية «الرصاص المصبوب»، واحد منهم فقط تم إرساله إلى السجن بتهمة سرقة بطاقة ائتمان!. أما الآخرون الذين ألقوا القنابل والصواريخ على الأبرياء فلم يتم تقديمهم قط للمحاكمة. وأقوال غليت رجوان، اكتشاف نهاية الأسبوع، التى سيتم انتخابها لحمل الشعلة إلى جبل هرتسل «الجيش الإسرائيلى ينقل المستشفيات إلى مكان أكثر أمنا». هل تم نقل مستشفى الشفاء إلى مستشفى «شيبا»؟ ومستشفى الرنتيسى إلى «سوروكا؟» عن أى مكان آمن فى غزة هى تتحدث، وعن أى مستشفيات سارع الجيش الإسرائيلى إلى «نقلها؟!».
بالطبع، ليس فى كل ذلك ما يثبت بأن إسرائيل قامت بمذبحة جماعية. هذا الأمر سيقرره قضاة المحكمة. ولكن هل علينا الشعور بوضع أفضل بفضل ادعاءات دفاع كهذه؟ والشعور بأن الوضع جيد بعد لاهاى؟ والشعور أفضل بعد غزة؟!!
انتهى كلام ليفى ولا يملك أى عربى منصف إلا أن يشيد بشجاعة هذا الكاتب وأمثاله القليلون فى إسرائيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إن لم يكن قتل 10 آلاف طفل إبادة جماعية فما هى إذا إن لم يكن قتل 10 آلاف طفل إبادة جماعية فما هى إذا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon