بقلم - عماد الدين حسين
ضربة البداية فى الانتخابات الرئاسية كانت موفقة جدا ونسبة المشاركة معقولة إلى حد كبير، والسؤال الأهم: هل يستمر هذا التدفق حتى نهاية الانتخابات غدا الثلاثاء؟!
ما سبق ليس بيانا من الهيئة الوطنية للانتخابات أو من إحدى حملات المرشحين الأربعة فى الانتخابات ولكن شاهد عيان هو العبد لله.
صباح أمس أرسلت رسالة قصيرة إلى الرقم ٥١٥١، وأدخلت رقمى القومى، فأرسل لى رسالة فى التو واللحظة بأن رقمى فى الكشوف الانتخابية هو كذا فى لجنة فرعية رقم كذا فى مدرسة الشيخ على يوسف الابتدائية مقابل مستشفى أبو الريش فى السيدة زينب بالقاهرة.
توجهت إلى اللجنة فى العاشرة والنصف صباحا، وكان تقديرى أنه يمكننى الإدلاء بصوتى خلال ربع أو حتى نصف ساعة كما جرت العادة فى الانتخابات الماضية، لكى أتمكن من العودة للشروق مرة أخرى، لكن حينما وصلت اكتشفت أن هناك طابورين طويلين جدا من الرجال والنساء أمام مدخل المدرسة التى تضم العديد من اللجان وتقع فى شارع الشيخ على يوسف بالمنيرة الموازى لشارع قصر العينى.
وقفت فى الطابور وتأملت وجوه الحاضرين فكانوا خليطا من فئات اجتماعية متعددة، من سكان المنطقة التى تضم جزءا من الطبقة الوسطى القديمة وجزءا من الذين هبطوا من هذه الطبقة إلى الفقراء أو حتى ربما من هم تحت خط الفقر. والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء يقول إن عددهم حوالى ٣٠٪ وكان هذا الإحصاء قبل انفجار الأسعار والارتفاع المفاجئ فى سعر الدولار بحيث إنه قفز من مارس ٢٠٢٢ وحتى الآن من حوالى ١٥ جنيهًا إلى ٥٠ جنيهًا فى السوق الموازية.
فى الطابور كان هناك طلاب وكبار سن، وسيدات ورجال. وكنت أتمنى أن أسأل بعضهم، ما هو الهدف الذى دفعكم للمشاركة فى التصويت، وهل هو أداء للواجب الدستورى أم أن المرشحين وحملاتهم الانتخابية وأحزابهم السياسية تمكنت فعلا من إقناعكم بالمشاركة، أم أن بعض رجال الأعمال قد أغروهم بوعود مختلفة، لكن الأجواء الصاخبة والزحام الشديد أمام اللجنة منعانى من فعل ذلك.
سألت أمين شرطة يقف أمام اللجنة عن الوقت التقريبى لوصولى إلى داخل اللجنة للتصويت، فقال «حوالى ساعة ونصف إلى ساعتين». ولأن ذلك أمر صعب بسبب ضرورة الرجوع إلى الشروق، فقد قررت الانصراف على أن أعود فى وقت آخر نهاية اليوم أو فى اليوم التالى، خصوصا أن اللجنة قريبا جدا من بيتى فى السيدة زينب.
غادرت اللجنة ومررت على أكثر من لجنة فى الطريق وصولا إلى مدرسة عامر عبدالمقصود فى شارع التحرير بالدقى قرب محطة مترو البحوث القريبة من مقر جريدة الشروق.
وفى كل هذه المدارس وما تحويه من لجان كان هناك نفس المشهد.. طوابير طويلة، وشباب متطوعون من حملات كثيرة لتسهيل دخول الناس وإرشادهم ومكبرات صوت تبث أغانى وطنية، والشرطة تحرس هذه اللجان مع بعض الزحام الناتج عن تكدس الأتوبيسات والسيارات التى تنقل المواطنين الراغبين فى التصويت.
السؤال: هذا المشهد المهم سوف يستمر حتى نهاية الانتخابات أم هو مجرد حماس البداية وتسجيل لقطة؟!
الإجابة عن هذا السؤال تتوقف على إقناع الناخبين أولا بضرورة المشاركة، ثم دور المرشحين وحملاتهم الانتخابية فى إقناع المترددين بالنزول والمشاركة، ثم دور وسائل الإعلام فى حض وتشجيع الناخبين على المشاركة فى التصويت.
ظنى الشخصى أنه لو استمر التدفق على اللجان بنفس الصورة التى رأيتها خلال الساعة والنصف بنفسى، ثم تقارير مراسلى وسائل الإعلام من أمام اللجان المختلفة فى العديد من المحافظات، فسوف تكون هناك نسبة مشاركة معقولة جدا، بالنظر إلى كل الظروف والتحديات خصوصا الأزمة الاقتصادية التى عصفت باستقرار كثير من الأسر المصرية.
نتمنى من كل من لم يصوت حتى الآن، أن ينزل ويشارك ويصوت لمن يشاء من المرشحين الأربعة لمصلحته الشخصية أولا، ولمصلحة مصر ثانيا، التى تواجه تحديات كثيرة خصوصا فيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيين لسيناء.