توقيت القاهرة المحلي 12:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

٩ تحديات تحاصر نتنياهو

  مصر اليوم -

٩ تحديات تحاصر نتنياهو

بقلم - عماد الدين حسين

هل بدأ العد التنازلى لسقوط بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، وخروجه إلى غير رجعة من كرسى الكم إلى المكان الذى يستحقه، بعد أن حوّل قطاع غزة إلى شبه أنقاض بعدوانه الوحشى منذ ٧ أكتوبر الماضى؟!
هناك مجموعة من المؤشرات والشواهد والتحديات والوقائع تقول إن سحر نتنياهو ربما قد بدأ ينقلب عليه، وإن موعد سقوطه بل وهزيمة إسرائيل الاستراتيجية فى غزة ليست بعيدة.
أبرز وأول مؤشر إن نتنياهو ومعه الجيش الإسرائيلى وحتى هذه اللحظة لم يحققا أى هدف من الأهداف التى رفعوها منذ بداية العدوان فى ٧ أكتوبر.
الإنجاز الوحيد ـ إذا جاز أن نسميه إنجازا ــ هو تدمير أكثر من نصف قطاع غزة وتحويل أكثر من نصف سكانه إلى نازحين، إضافة لقتل النساء والأطفال.
المؤشر الثانى هو الخلافات والانقسامات الداخلية فى إسرائيل وهى تشكل جميعها ضغوطا مستمرة على نتنياهو وحكومته!
الضغط الأول يأتى من الغضب الشعبى المتزايد بسبب إخفاق الحكومة والجيش فى التنبؤ بعملية «طوفان الأقصى» ثم الفشل فى القضاء على حماس واعتقال قادتها وإطلاق سراح الأسرى.
والمؤشر الثالث يأتى من ضغوط قيادة الجيش على الحكومة وهناك تقارير صحفية متتالية تقول إن قادة الجيش يتهمون الحكومة، ونتنياهو وائتلافه اليمينى المتطرف بأنهم لم يضعوا أهدافا عسكرية قابلة للتحقيق، بما يلقى بعبء ثقيل على الجيش ويعرض جنوده للقتل والإصابة، ولم يعد خافيا الخلافات الواضحة بين نتنياهو ومتطرفة من ناحية وقادة الجيش من جهة أخرى، بل إن يؤاف جالانت وزير الدفاع قال لنتنياهو حسب الإعلام الإسرائيلى: «أنت تلحق ضررا كبيرا بأمن إسرائيل»، والمعروف أن جالانت دخل فى ملاسنات علنية مع قادة الائتلاف الحكومى المتطرفين.
والمؤشر أو التحدى الرابع هو ضغط أهالى وأقارب الأسرى الموجودين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية وعجز نتنياهو عن إرجاعهم سواء بالقوة المسلحة أو المفاوضات، والمؤشر الخامس هو الصراع الموجود أساسا بين نتنياهو والائتلاف المتطرف من جهة وبين غالبية القوى السياسية والمجتمعية فى إسرائيل من جهة أخرى، هذا الصراع كان يدور فى الأساس حول قانون الإصلاحات القضائية الذى مرره نتنياهو لكى يحد من دور المحكمة العليا فى الرقابة على قرارات وقوانين الحكومة. الإسرائيليون نسوا هذا الانقسام مؤقتا بسبب عملية «طوفان الأقصى» وتجندوا جميعهم تقريبا خلف الجيش، لكن الفشل فى غزة، ثم قرار المحكمة العليا بإبطال قانون نتنياهو للإصلاحات القضائية فى الأسبوع الماضى، أعاد مجددا الانقسام إلى الواجهة وبدأت أصوات كثيرة تقول إن نتنياهو يطيل الحرب من أجل تأجيل موعد محاسبته ومحاكمته وربما سجنه.
والمؤشر السادس يأتى من شركاء نتنياهو المتطرفين خصوصا من إيتمار بن غفير وزير الأمن القومى ورئيس حرب «العظمة اليهودية» وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية ورئيس حزب «الصهيونية الدينية» اللذين يهددان نتنياهو بالانسحاب من الحكومة مما يجعلها تسقط فورا إذا أوقف العدوان على غزة أو استجاب للضغوط الأمريكية والعربية.
والمؤشر السابع يأتى من الحليف الأكبر وهو الولايات المتحدة التى دعمت العدوان وما تزال تحمى إسرائيل بكل الطرق، لكنها تختلف معها فى الوسائل، وتريد منها أن تقلل من قتل المدنيين، وليس أن توقف قتلهم تماما وألا توسع الصراع فى المنطقة فى اللحظة الحالية.
المؤشر الثامن هو بدء اقتناع عدد كبير من دول الغرب بأن نتنياهو هو أحد أسباب المشكلة وليس الحل، ولأن هذه الدول لا تستطيع أن تقول ذلك صراحة فإن الانتقاد يأتى من كبار الكتاب وكبريات وسائل الإعلام، ومثال ذلك العديد من مقالات الرأى مثل مقال توماس فريدمان كاتب الرأى المعروف فى «النيويورك تايمز» ومقال مهم فى صحيفة الإيكوميست البريطانية ذائعة الصيت. وجميعها تطالب بإبعاد نتنياهو ومتطرفيه.
والمؤشر التاسع والمهم هو ضغط وتحدى المقاومة الفلسطينية التى صمدت ببسالة شديدة طوال الشهور الثلاثة الماضية، ولم تنكسر، وهو أصعب تحدٍ يواجه نتنياهو وحكومته، لأنه يعنى ببساطة فشله الكامل فى تحقيق الأهداف، وبالتالى تقريب اليوم الذى يدفع فيه ثمنا ليس فقط عدوان غزة ولكن كل جرائمه السياسية.
نتنياهو هو أكثر رئيس وزراء ظل فى الحكم منذ عام ١٩٩٦ باستثناء فترات قليلة، وهو معروف بالمراوغة والدهاء والهروب من كل المآزق المختلفة.
هل معنى كل ما سبق أن العدوان الإسرائيلى سوف يتوقف غدا؟! الإجابة هى لا، وقد يستمر بوتيرة أقل لكن الضغوط والتحديات والعقبات التى تواجه نتنياهو قد لا يستطيع أن يفلت منها هذه المرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

٩ تحديات تحاصر نتنياهو ٩ تحديات تحاصر نتنياهو



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon