توقيت القاهرة المحلي 09:23:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نتعامل إعلاميا مع الاستفزازات الإسرائيلية؟

  مصر اليوم -

كيف نتعامل إعلاميا مع الاستفزازات الإسرائيلية

بقلم - عماد الدين حسين

الإسرائيليون أو غالبيتهم ماهرون فى حروب الدعاية والإعلام وخلط الحقائق بالأوهام. وهذه الأيام فإن عددا كبيرا من سياسييهم ووسائل إعلامهم يشنون حملات إعلامية ممنهجة وضارية ضد مصر حكومة وشعبا، ليس فقط فى كيانهم ولكن فى العديد من وسائل الإعلام العالمية المتعاطفة معهم أو الخائفة منهم وبعضها شديد التأثير.
وبالتالى فالسؤال المهم هو كيف نتعامل مع هذه الاستفزازات الإعلامية والسياسية؟
فى الأيام الأخيرة رأينا استفزازات وتهجمات وافتراءات من بتسلئيل سموتريتش وزير المالية ورئيس حزب «الصهيونية الدينية»، وبعده افيجدور ليبرمان وزير الخارجية السابق ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومى ورئيس حزب «قوة يهودية» إضافة إلى العديد من الكتاب والمحللين والإعلاميين.
قلت قبل أيام إننا ينبغى أن نراعى مبدأ مهما جدا وهو «التناسبية» بمعنى أنه علينا أن نرد على الأسئلة بمنطق السن بالسن والعين بالعين والبادى أظلم وهو مبدأ موجود فى التوراة والقرآن. وفى نفس الوقت علينا ألا ننجرف إلى أى مبالغات قد ندفع ثمنها غاليا فى المستقبل، من قبيل التهييج والحروب العنترية التى قد تصيب الرأى العام بالتشوش والارتباك.
حينما يهاجمنا وزير إسرائيلى حالى فالمفترض أن يرد عليه وزير مصرى حالى، وإذا هاجمنا وزير سابق فليرد عليه وزير مصرى سابق، وإذا هاجمنا رئيس حزب فليرد عليه رئيس حزب مصرى، وإذا هاجمنا صحفى بمقال أو تقرير أو تحقيق فليرد عليه صحفى مصرى بنفس الطريقة.
فى هذا الإطار كان مهما الردود التى أدلى بها السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية، وضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات والمنسق العام للحوار الوطنى فى مجمل البيانات والمداخلات الإعلامية.
كان مهما أيضا ما تحدث به حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى فى رده على سموتريتش، ومطالبته بتعليق العمل بالتفاهمات الأمنية.
كان مهما أيضا بيانات حزب التجمع والعديد من الأحزاب المصرية وبعضها فى الحركة المدنية حينما طالبوا بتعليق العمل بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، هم ردوا بنفس المنطقة والمنهج على الإسرائيليين، الذين يعتقدون أنهم فقط من يملكون رأيا عاما يفترض أن يعمل العالم بأكمله حسابا له، وكأن الرأى العام المصرى والعربى لا حساب له!
لكن لم يكن موفقا ما قرأته من كتابات وتعليقات تهدد الإسرائيليين بأن المعركة المقبلة معهم ستكون فى تل أبيب وليست فى القاهرة!.
قد يرد البعض على رأيى ويقول ولماذا لا يكون عندنا رأى صارخ يرد على الآراء الإسرائيلية الصارخة؟!
والإجابة ببساطة أنه من المهم جدا أن نرد على الإسرائيليين ونفضح أكاذيبهم ونعرى منطقهم إذا كان عندهم منطق من الأساس، ومن المهم أن نرفع الروح المعنوية لمواطنينا فى مصر، ولكن بشرط ألا نتورط أو نسقط فى مصيدة المعارك العنترية التى لا تغنى ولا تثمن من جوع.
حينما نقول إننا سنخوض المعركة المقبلة فى تل أبيب فإننا نرفع من سقف توقعات المواطنين العاديين فى الشارع المصرى غير المتابعين بدقة لمجمل الموقف فى المنطقة وحجم التحالفات والانحيازات الأمريكية والغربية لإسرائيل فى مقابل عالم عربى مفكك إلا من رحم ربى!!.
أقول ذلك لأننا جربنا هذا المنطق فى عام ١٩٦٧، وخدرنا الناس بشعارات ثم كانت الهزيمة فى ٥ يونيو التى لم نتخلص منها حتى الآن، واستعملها الإسرائيليون بمهارة حينما ادعوا أننا هددناهم بإلقائهم فى البحر.
مرة أخرى لا يعنى كلامى بالمرة أن نكون الأدنى أو نترك الإسرائيليين يتطاولون علينا، بل علينا أن نرد عليهم بكل قوة ومنطق، بل ونتخذ إجراءات عملية ضدهم إذا تجاوزا الخطوط الحمراء كما ألمح ضياء رشوان فى أحد بياناته، وأن احترام معاهدة السلام ينبغى أن يكون متبادلا كما قال وزير خارجيتنا السفير سامح شكرى، لكن من الخطورة بمكان أن نترك منطق المبالغات والشطحات والعنتريات يزيد وينتشر؛ لأن المستفيد الأكبر منه ستكون إسرائيل والقوى المؤيدة لها فى الغرب والتى تبتلى علينا وتكذب وتفترى بلا سبب، فكيف يكون الحال حينما يخرج البعض ويقول إن المعركة المقبلة ستكون فى تل أبيب.
رأينا الرئيس الأمريكى جو بايدن يتهمنا زورا وبهتانا بأننا نحن من يعطل دخول المساعدات إلى غزة، وقبله اتهمتنا إسرائيل بنفس التهمة فى محكمة العدل الدولية، وهو الكذب الذى لم ينطلِ على أحد. وبالتالى علينا أن نكون حذرين فى تصريحاتنا، ونرد على الصهاينة بالمنطق والحجة والكشف والفضح.
لابد أن يصل صوتنا بوضوح وقوة للإسرائيليين، لكن أيضا حذارى من المبالغات والعنتريات التى ستشوش على الرأى العام المصرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتعامل إعلاميا مع الاستفزازات الإسرائيلية كيف نتعامل إعلاميا مع الاستفزازات الإسرائيلية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon