توقيت القاهرة المحلي 17:04:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف سنتعامل مع المتطرفين الصهاينة؟

  مصر اليوم -

كيف سنتعامل مع المتطرفين الصهاينة

بقلم - عماد الدين حسين

هل يدرك العرب والفلسطينيون وكل إنسان حر فى العالم خطورة التيار الصهيونى المتطرف فى إسرائيل؟!.
سمعنا وقرأنا ورأينا العديد من علامات ومؤشرات ووقائع التطرف الإسرائيلى منذ زرع هذا الكيان فى منطقتنا عام ١٩٤٨، وحتى ٧ أكتوبر الماضى، لكن لم يكن يتصور أكثرنا تشاؤما أن التطرف والعنصرية والفاشية الصهيونية قد وصلت إلى هذه الدرجة وبالتالى فالسؤال الذى يفترض أن يشغل كل المعنيين والمهمومين بالقضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى هو: كيف سيتعاملون مع هذا التيار المتطرف؟.
فى الماضى كان بعضنا يخدر نفسه ويخدرنا ويقول إن هذا التيار محدود، ولا تأثير له، وأن التطبيع مع هذا الكيان يمكن أن يجعل تيار السلام فى إسرائيل يتقدم ويسيطر ويسود ويهمش هذا التيار المتطرف.
والملفت للنظر أنه منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضى، وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام ١٩٩٣، ووادى عربة مع الأردن عام ١٩٩٤ نشط تيار من المثقفين العرب يدعو لفكرة التطبيع مع إسرائيل من أجل التأثير فيها من الداخل. لكن المفاجأة أنه منذ هذا التوقيت تحديدا، وفى الوقت الذى كان يفترض أن تبدأ إسرائيل تغيير نظرتها العنصرية تجاه العرب، وتجنح للسلام، قام أحد المتطرفين الصهاينة وهو إيجال عامير بقتل رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحاق رابين بحجة أنه قدم تنازلات للفلسطينيين!!.
والأكثر غرابة أنه ابتداء من عام ١٩٩٥ بدأ صعود بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود اليمينى المتطرف، حينما فاز فى انتخابات ١٩٩٦، على شيمون بيريز رئيس حزب العمل، وظل رئيسا للوزراء حتى هذه اللحظة باستثناء فترات قليلة ليصبح أطول شخص يمكث فى رئاسة الحكومة منذ زرع إسرائيل عنوة فى المنطقة عام 1948.
والغريب أيضا أنه فى الوقت الذى أمعنت فيه كل الحكومات الإسرائيلية سواء كانت يمينية أو يمين الوسط فى التنكيل بالفلسطينيين، وارتكاب المذابح المتتالية، وتفريغ اتفاق أوسلو من مضمونه ــ وهو كان أساسا مجحفا بالفلسطينيين ــ وإغراق الضفة الغربية بالمستوطنات وتسميم ياسر عرفات بعد حصاره لسنوات فى مقره بالمقاطعة فى رام الله، رغم كل ذلك فإن مستوى التقارب العربى الرسمى والشعبى مع إسرائيل قد زاد كثيرا، وظلت الدول العربية تقدم العديد من مبادرات السلام لإقناع إسرائيل بتحقيق سلام عادل ودائم ينتهى بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيه ١٩٦٧، لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة رفضت كل ذلك، بل ولم تخف نواياها فى المزيد من تهويد الضفة الغربية ومهاجمة سوريا بصورة منتظمة وحصار قطاع غزة قبل هذا العدوان الوحشى.
فكرة هذا المقال جاءتنى بعد أن قرأت ما قاله وزير التراث الإسرائيلى اميجاى الياهو يوم الجمعة الماضى بأنه يجب إيجاد طرق أكثر إيلاما من الموت للفلسطينيين مثل تدمير البيوت وكسر حلمهم القومى والهجرة الطوعية وهزيمتهم وكسر معنوياتهم كما فعلت الولايات المتحدة مع اليابان.
علينا أن نتذكر أن هذا الوزير المتطرف طالب بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة بكل سكانه بعد أيام منذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة فى ٧ أكتوبر الماضى، وحينما يطالب هذا الوزير بأن تفعل بلاده كما فعلت أمريكا مع اليابان فالمعنى الوحيد الذى يريد أن يؤكده هو استخدام القنبلة النووية والذرية مثلما حدث فى أغسطس ١٩٤٥، وجعل اليابان تعلن استسلامها.
سيقول البعض إن نتنياهو أدان كلام الياهو عن استخدام القنبلة النووية، وهو ما فعلته الولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية، لكن حينما يعود الوزير ليستخدم نفس المعنى ويطالب بإيلام الفلسطينيين بطرق أكثر من إيلاما من الموت فالمعنى الأساسى أنه يعبر فعليا عما تفكر فيه كل حكومة إسرائيل، وليس مجرد وزير فقط.
إلياهو ينتمى إلى حزب «القوة أو العظمة اليهودية» الذى يترأسه المتطرف ايتمار بن غفير، وهذا الحزب مع حزب «الصهيونية الدينية» الذى يترأسه بتسلئيل يموتريتش يمثلان عصب الائتلاف الحكومى الذى يترأسه نتنياهو.
ما أقصده أن سقوط نتنياهو غدا ومعه بن غفير وسموتريتش وسائر المتطرفين لن يعنى نهاية التطرف، لأن هذا التيار صار متغلغا فى إسرائيل، وهو الذى يحصل على الأغلبية فى معظم الانتخابات الإسرائيلية، وبالتالى فنحن هنا نتحدث عن ثقافة سياسية إسرائيلية عامة، وليس مجرد أشخاص أو أحزاب أو قوى متطرفة، بل مجتمع متطرف وبالتالى على كل العرب وكل دولة على حدة أن تستخلص الدروس وتفكر بهدوء كيف يمكن التعامل مع هذا الأمر الخطير والوجودى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف سنتعامل مع المتطرفين الصهاينة كيف سنتعامل مع المتطرفين الصهاينة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon