توقيت القاهرة المحلي 10:52:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الماكينة الحزبية التي تحركت

  مصر اليوم -

الماكينة الحزبية التي تحركت

بقلم - عماد الدين حسين

انتهت الانتخابات الرئاسية التى جرت على مدى ثلاثة أيام داخل مصر أيام الأحد والإثنين والثلاثاء الماضية.
وقد شهدت هذه الانتخابات العديد من المشاهد التى يفترض أن نتوقف عندها بالتأمل والتحليل، لعلنا نستفيد من الايجابيات ونتخلص من السلبيات.
أحد أهم هذه المشاهد من وجهة نظرى هى عودة الدور المؤثر لبعض الأحزاب فى العملية الانتخابية، بما قد يؤدى إلى تطوير الأحزاب السياسية إذا أحسنت استغلال هذه الفرصة وطورت من أساليب عملها نحو مزيد من الوجود الجماهيرى.
بطبيعة الحال فإن أحد أهم مؤشرات هذا الحراك الحزبى هو أن نسبة المشاركة فى الانتخابات بلغت ٤٥٪ بعد يوم ونصف اليوم فقط تقريبا من بدء التصويت، طبقا لما أعلنه المستشار أحمد البندارى رئيس الجهاز التنفيذى للهيئة الوطنية للانتخابات.
أكتب هذه الكلمات صباح أمس الثلاثاء، وبالتالى لا أعلم النتيجة النهائية لنسبة المشاركة، لكن من شبه المؤكد أن النسبة سوف تتجاوز الـ٥٥ وربما تقفز إلى ما فوق الـ٦٠٪ إذا استمر التصويت بنفس الوتيرة خلال اليوم الأول.
العوامل التى تقف وراء زيادة نسبة المشاركة التى فاجأت كثيرين متعددة، ومنها الحملات الانتخابية للمرشحين الأربعة، لكن سأركز اليوم فقط على العامل الحزبى.
أعلم أن الاستعدادات الحزبية لمثل هذا اليوم لم تكن وليدة اللحظة، بل بدأت منذ شهور، وشهدت الأحزاب ذات الصلة أى التى لها مرشح رئاسى، أو الأحزاب الكبرى الداعمة للرئيس عبدالفتاح السيسى نشاطا محموما من أجل تحفيز وتشجيع أكبر عدد من الناخبين للتوجه إلى صناديق الانتخابات.
وهنا لابد من الإشارة تحديدا إلى دور كل من حزبى «مستقبل وطن» و«حماة وطن».
ومن الواضح أن كلا الحزبين اللذين يحوزان الأغلبية داخل مجلسى النواب والشيوخ، تقريبا قد تمكنا من حشد المصوتين فى لجان الانتخابات الرئاسية.
الصورة النهائية كما بدت فى محيط لجان التصويت هى وجود عناصر حزبية لإرشاد وتوعية الناخبين بكيفية الإدلاء بالأصوات. لكن قبل ذلك فإن المهمة الأساسية هى إقناع الناخبين بالتوجه أساسا إلى صناديق الانتخاب. وفى هذا الصدد هناك الكثير من القصص والحكايات، لكن لا يمكن الجزم بمدى صحتها. وفى المحصلة النهائية، فإن ما سيبقى هو رقم المشاركة المرتفع الذى قد يسجل رقما قياسيا فى تاريخ الانتخابات الرئاسية التعددية.
وسمعت من أحد المتابعين والمراقبين للعملية الانتخابية أنه رصد ما يمكن تسميته بتنافس انتخابى حميد بين حزبى «مستقبل وطن» و«حماة وطن» بشأن حشد الناخبين للمشاركة أولا، ثم التصويت للمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، لكن متابعا آخر حضر النقاش قال إنه يعتبر ما حدث تنسيقا وتكاملا بين الحزبين من أجل تحقيق هدف واحد وهو أن يفوز مرشحهم أولا وأن تكون هناك نسبة مشاركة مرتفعة ثانيا، وإن كان البعض يرى أن التحدى الرئيسى فى الانتخابات الأخيرة، لم يكن هو فوز السيسى باعتبار أن ذلك مضمون بنسبة ١٠٠٪، ولكن كان التحدى هو نسبة المشاركة، على اعتبار أن المرشحين الثلاثة الآخرين أى فريد زهران وحازم عمر وعبدالسند يمامة لا يشكلون منافسة حقيقية للسيسى، مع كل التقدير والاحترام لأشخاصهم. وربما يكون الحزبان أى مستقبل وطن وحماة وطن يتنافسان أيضا على من يكون هو الحزب الأولى بالرعاية فى الانتخابات النيابية المقبلة.
التقدير أيضا أن الحشد الحزبى فى هذه الانتخابات هو بروفة مهمة للأحزاب المصرية خصوصا الكبرى منها للانتخابات النيابية.
وكان واضحا فى عملية الحشد أن نوابا كثيرين نزلوا إلى دوائرهم الانتخابية لإقناع الناخبين بالمشاركة فى الانتخابات، باعتبار أن أى تراجع فى نسبة المشاركة قد يفسر على أنه تخاذل حزبى، وبالتالى يمكن فهم الجهود الملحوظة التى بذلها العديد من النواب لإقناع الناخبين بالمشاركة. إضافة إلى عودة الالتزام الحزبى إلى حد ما وأن الحزب أقوى من النائب والعضو.
فى كل الأحوال سيكون من حق هذه الأحزاب حينما تظهر الأرقام النهائية والتفصيلية لنسبة المشاركة الزعم بأنها بذلت جهدا كبيرا فى هذه الانتخابات وأنها نجحت فى هذا الاختبار المهم. لكن السؤال الجوهرى الذى نكرره كثيرا هو: هل ستواصل هذه الأحزاب تواصلها مع الجماهير على الأرض أم تدخل فى السبات الشتوى «المعتاد» حتى تأتى استحقاقات انتخابية جديدة؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الماكينة الحزبية التي تحركت الماكينة الحزبية التي تحركت



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon