توقيت القاهرة المحلي 05:36:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وغزة والتهجير.. ولغة الخطاب

  مصر اليوم -

مصر وغزة والتهجير ولغة الخطاب

بقلم - عماد الدين حسين

استمعت قبل أيام لأحد الإخوة الفلسطينيين فى جلسة خاصة يتمنى فيها من بعض الأشقاء فى مصر خصوصا على وسائل التواصل الاجتماعى أن يكونوا أكثر حساسية وهم يتعاملون مع قضية مواجهة المحاولات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين عنوة باتجاه شبه جزيرة سيناء.
هو يقول إن الفلسطينيين عموما لا يريدون أن يتركوا أرضهم، وأن هذه النقطة تكاد تكون من نقاط الاتفاق النادرة بين جميع الفصائل المختلفة على كل شىء تقريبا.
هو يقول إن التهجير حلم إسرائيلى قديم، لكن الفلسطينيين انتبهوا إلى خطورته بعد نكبة ١٩٤٨، وبالتالى لا يريدون تكراره مرة أخرى الآن.
هذا الأخ الفلسطينى مطلع بدقة على تطورات القضية الفلسطينية منذ خمسة وعشرين عاما ويرى أن البعض فى مصر يطرح القضية وكأن الفلسطينيين يريدون ترك وطنهم، وأنه ينبغى التصدى لهم ومنعهم من ذلك، وهو أمر مناف تماما للحقيقة والمنطق.
قلت للقيادى الفلسطينى إن المصريين كانوا واضحين تماما فى هذه القضية من أصغر مواطن إلى رئيس الجمهورية، حينما أكدوا أنهم يساندون الشعب الفلسطينى بكل ما يملكون، لكنهم يطالبونه بالانتباه إلى مخططات العدو. وإن رئيس الجمهورية حذر أكثر من مرة من محاولات إسرائيل تصفية القضية الفلسطينية بطرق مختلفة منها التهجير، وحل مشكلة إسرائيل على حساب دول الجوار. ثم إن شيخ الأزهر والعديد من المسئولين المصريين طالبوا الفلسطينيين بالتمسك بأرضهم حتى يفوتوا الفرصة على الإسرائيليين. وأضفت أن المشكلة ليست فى الفلسطينيين، لكن فى العدوان الاسرائيلى الذى يخطط لتحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة، وبالتالى قد لا يجد بعض سكان غزة من سبيل إلا الاتجاه إلى الحدود المصرية.
القيادى الفلسطينى قال إنه يتابع كل ذلك ويقدر كثيرا الموقف المصرى، لكنه يطلب من بعض الأشقاء المصريين مراعاة الحديث عن الأمر بما لا يسىء أو يجرح مشاعر الفلسطينيين الذين يواجهون أسوأ عدوان عليهم ربما منذ الاحتلال عام ١٩٦٧.
القيادى الفلسطينى تمنى أيضا أن تتغير معاملة الفلسطينيين على معبر رفح بصورة تجعل دخولهم وخروجهم يتم بصورة سلسة وهادئة وسريعة، مادام هناك تنسيق بين الجانبين المصرى والفلسطينى.
القيادى لا يقصد المعاملة هذه الأيام التى تشهد العدوان الإسرائيلى بل يتحدث عن الأيام والظروف العادية.
قلت للقيادى الفلسطينى وقال غيرى من الحاضرين إنه لا خلاف على هذا الأمر، ولكن علينا أن نلاحظ الظروف الصعبة المحيطة بعمل المسئولين فى المعبر والظروف الأصعب التى مرت بها سيناء فى السنوات الماضية وما قيل عن الأنفاق والإرهابيين. والحمد لله أنها تراجعت إلى حد كبير، وفى كل الأحوال لا أحد يوافق على أى معاملة تسىء للأشقاء الفلسطينيين أو لغيرهم، ونتمنى بعد أن يتوقف العدوان أن يكون هناك نظام مختلف يحقق سهولة دخول وخروج الأشقاء الفلسطينيين، وفى نفس الوقت يراعى الشواغل الأمنية المصرية.
كان واضحا أن الجانب الفلسطينى خصوصا بعض قيادات حماس تؤيد الموقف المصرى الرافض لتهجير الفلسطينيين، خصوصا ما قاله رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية الذى أشاد بالموقف المصرى وأكد أن الفلسطينيين لن يقعوا فى الفخ الإسرائيلى.
بالطبع قد تخرج كلمة عابرة أو غير موفقة من أحد المصريين على وسائل التواصل الاجتماعى، لكن الحكم على الموقف المصرى يحدده رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية والمواقف المختلفة للقوى السياسية المصرية. ومن الواضح أن هناك تناسقا تاما بين كل هذه المواقف وجوهر الأمر حماية الأمن القومى المصرى من جهة وعدم تصفية القضية الفلسطينية من جهة أخرى.
إسرائيل لا تخفى نواياها العدوانية وهى دعت الفلسطينيين علنا وأكثر من مرة للفرار نحو مصر، وقبل أيام قرأنا تسريبا لخطة سربتها وزارة الاستخبارات الاسرائيلية عن تفاصيل التهجير إلى سيناء، وهو الأمر الذى يرفضه المصريون والفلسطينيون معا.
بعض الأصوات الغربية المتواطئة تقول وما المانع من استقبال مصر لبضعة مئات الالاف من الفلسطينيين بصورة مؤقتة، وهم يتناسون أن المؤقت فى الأعراف العربية والدولية هو الدائم فى الأعراف الإسرائيلية.
خلاصة القول أن الفلسطينيين إخوة وأشقاء وعلينا أن ندعمهم بكل الطرق المتاحة وننقل الجرحى والطلاب ومن يحتاجون للسفر إلى الدول الأخرى، لكن نتمنى عليهم أن يصمدوا فى أرضهم حتى يفشلوا المخطط الإسرائيلى.
حمى الله مصر وفلسطين وكل الدول العربية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وغزة والتهجير ولغة الخطاب مصر وغزة والتهجير ولغة الخطاب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon