توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يحدث داخل المعارضة؟

  مصر اليوم -

ماذا يحدث داخل المعارضة

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أن أنتقد العديد من أحزاب المعارضة المصرية على سوء وعقم أدائها، يجب أن أسجل أولا أن الحكومات المصرية المتعاقبة تتحمل جزءا من أسباب أزمة المعارضة المصرية، ومن التضييق عليها وأحيانا حصارها.
أقول الجملة الاستهلالية السابقة بوضوح حتى لا يفهم كلامى التالى باعتباره ضربا فى المعارضة لمصلحة الحكومة، بقدر ما هو دعوة لمصارحة حقيقية ينبغى أن تدرسها المعارضة المصرية مجتمعة أو فرادى، كى تستطيع أن تعالج أخطاءها إذا أرادت حقا أن يكون لها دور حقيقى فى المشهد السياسى المصرى فى المستقبل.
أتحدث اليوم عن المعارضة المصرية فى الداخل ولا أتناول ما يسمى بمعارضة الخارج لأن معظمها باع ورهن نفسه لأجهزة ودول أجنبية تتلاعب به كيفما تشاء وقد أعود إليها لاحقا للبرهنة على أنها ترتكب كل الأخطاء والخطايا وربما أكثر التى تتهم بها الحكومة.
معارضة الداخل ولا أعمم إطلاقا لأن التعميم مضر جدا وغير صحيح، لم تنجح حتى الآن فى بلورة موقف سياسى موحد تستطيع أن تواجه به الحكومة، ولعل الأزمة الأخيرة التى واجهتها «الحركة المدنية» بين الجناحين الأساسيين فيها وهما «التيار الليبرالى الحر» والقوى اليسارية، تبرهن بجلاء على أن ما يفرق بين هذه الأحزاب أكثر مما يجمعها خصوصا فى موضوعين أساسيين الأول الملف الاقتصادى، والثانى الموقف من التطبيع مع إسرائيل.
أظن وهذا مجرد اجتهاد شخصى أن الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ٢٦ أبريل ٢٠٠٢٢، وانطلق بصورة تنظيمية غير رسمية فى يوليو من نفس العام ثم انعقد رسميا ابتداء من مايو الماضى، ووقع معظم توصياته للرئيس قبل أسابيع قليلة
قد لعب دورا مهما فى تغيير المشهد السياسى.
قبل الحوار فإن الممارسة السياسية كانت شبه منعدمة أو متكلسة، والمعارضة تطلق خطابها السياسى الانتقادى للحكومة بصورة روتينية غير مثمرة. وحينما جلس الجميع سواء كانت حكومة أو معارضة أو خبراء فى غرف مجلس أمناء الحوار الوطنى، ثم فى جلسات النقاش المفتوحة ثم التخصصية، فإن مياها كثيرة قد جرت فى النهر السياسى الآسن.
صحيح أن الخلافات ظلت موجودة بين الحكومة والمعارضة، لكن هذه المساحة ضاقت إلى حد ما، واكتشفت الحكومة أن المعارضة ليست كلها مجموعة من شياطين، كما اكتشفت المعارضة أنها يمكنها أن تتلاقى مع الحكومة فى بعض القضايا والملفات وأن الجلوس معا تحت سقف واحد قد ساهم فى حل بعض القضايا خصوصا إطلاق سراح أكثر من ١٥٠٠ من محبوسى الرأى.
لكن الشىء المهم أيضا أن الحوار الوطنى ومن بين أشياء كثيرة ــ كشف عن وجود مساحات اختلافات كثيرة بين قوى المعارضة المصرية الأساسية، خصوصا بين التيارين الرئيسيين، وقد ظهر ذلك واضحا بقوة حينما قررت القوى اليمنية تكوين التيار الليبرالى الحر فى آخر يونية الماضى، وأصدرت بيانا قاطعا يقول بوضوح إنهم يريدون اقتصادا ليبراليا حرا يقوده القطاع الخاص وتنسحب منه الحكومة بصورة شبه كاملة وبجميع صوره.
وبطبيعة الحال فإن القوى اليسارية داخل «الحركة المدنية» لا تؤمن بذلك، بل ترى دورا محوريا للقطاع العام واستمرار الدعم ودور الدولة فى العديد من القطاعات.
وللموضوعية فلا يمكن إنكار أن الطرفين الأساسيين داخل الحركة المدنية يتفقان على ضرورة حريات الرأى والتعبير وإطلاق سراح محبوسى الرأى وتعديل قوانين الانتخابات والأحزاب بما يدعم التعددية من وجهة نظر المعارضة.
من المنطقى والطبيعى أن تكون هناك خلافات ــ فى الأفكار والآراء والتوجهات داخل أى حزب سياسى، فما بالكم بحركة سياسية تقول إنها تضم ١٢ حزبا والعديد من الشخصيات العامة.
لكن الذى ليس منطقيا أن يتطور الخلاف فى الرؤى والتوجهات السياسية إلى خناقات شخصية، أضرت بالمعارضة كثيرا ورسخت الصورة الذهنية لدى غالبية الرأى العام بأنها مجرد تجمعات للنخبة غير المرتبطة بالناس والجماهير خصوصا أن ذلك يتم قبل الانتخابات الرئاسية بأسابيع.
بنود مترابطة -

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يحدث داخل المعارضة ماذا يحدث داخل المعارضة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon