توقيت القاهرة المحلي 20:46:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف سيرد نتنياهو على اقتراح بايدن؟

  مصر اليوم -

كيف سيرد نتنياهو على اقتراح بايدن

بقلم - عماد الدين حسين

الرئيس الأمريكى جو بايدن عرض، مساء الجمعة الماضية، خطة من ثلاث مراحل للتوصل إلى هدنة توقف العدوان الإسرائيلى المتواصل على غزة منذ ٧ أكتوبر الماضى.
حركة حماس ردت بإيجابية واضحة على الخطة، لكن حكومة بنيامين نتنياهو ما تزال متخبطة، ومرتبكة ولم تقدم ردًا رسميًا واضحًا وكاملاً.
الغريب أن إدارة بايدن ما تزال تصر على أن المقترحات إسرائيلية، فى حين أن إسرائيل الرسمية لم تؤكد ذلك، ولم تنفه بصورة قاطعة
السؤال الذى يشغل كثيرين هو لماذا كل هذا الارتباك والفوضى، فى إسرائيل التى تم اختزالها فى نتنياهو وبعض المتطرفين؟!
ظنى الشخصى أن نتنياهو يعيش أسوأ وأسود أيامه السياسية. هو محشور فى ركن ضيق وكل خياراته سيئة، وتقوده إلى هاوية لا فرار منها.
يصعب تخيل أن يخرج رئيس أمريكا ليصف المقترح بأنه إسرائيلى، وهو ليس كذلك. وبالتالى فأغلب الظن أن نتنياهو وافق عليه مكرهًا حتى لا يدخل فى صراع مفتوح مع الإدارة الأمريكية، خصوصًا أنه بدأ يدرك تمامًا أن «تحقيق النصر المطلق» أمر مستحيل، بل إن بايدن نفسه قال ذلك، وكبار جنرالات الجيشين الأمريكى والإسرائيلى أقروا ذلك، ثم إن واشنطن أعطت نتنياهو كل الفرص الممكنة وغير الممكنة لتدمير المقاومة لكنه فشل، وعوضًا عن ذلك دمر بيوت ومنشآت قطاع غزة، وقتل آلاف النساء والأطفال العزل.
وبعد ساعات قليلة من إعلان مقترحات بايدن وبعد صمت طوال عطلة السبت اليهودية خرج نتنياهو ليسرب بأنها ضعيفة، ثم قال إنه سيواصل القتال حتى النصر المطلق وتدمير حماس.
وفى يوم الأحد، تغيرت النبرة قليلًا، ووجدنا أوفير فولك كبير مستشارى نتنياهو للسياسة الخارجية يقول لصحيفة «صنداى تايمز» البريطانية: «إن اقتراح بايدن صفقة وافقنا عليها، إنها ليست اتفاقًا جيدًا، لكننا نريد بشدة إطلاق سراح الرهائن جميعهم. وهناك الكثير من التفاصيل التى يتعين العمل عليها وأن الشروط الإسرائيلية بما فيها تدمير حماس لم تتغير، وأنه لن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار قبل تحقيق جميع أهدافنا».
بعد هذا الموقف أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو أبلغ شركاءه فى الائتلاف بأن بايدن لم يعرض الشروط الكاملة التى وافقت عليها إسرائيل. فى حين أن القناة الـ١٣ الإسرائيلية نقلت عن مسئولين بأن هناك مخاوف ألا يوافق نتنياهو على الصفقة، بسبب قلقه على مستقبله السياسى.
والملفت أن جون كيربى المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى واحد أكبر المدافعين عن إسرائيل وعدوانها، قال إن المقترح الذى أعلنه بايدن هو مقترح إسرائيلى، وإذا وافقت حماس عليه فإن إسرائيل سوف تقول نعم. وإننا ننتظر ردًا رسميًا من حماس. وبعدها سرب نتنياهو الي مساعديه ان الاتفاق لا يتضمن اطلاقا وقفا كاملا ومستداما لاطلاق النار.
لكن نعود إلى ما بدأنا به ونسأل: لماذا يعيش نتنياهو أسوأ أيامه السياسية؟!
الإجابة، لأن شركاءه فى الائتلاف الحكومى خصوصًا كبار المتطرفين، أكدوا أنهما سوف ينسحبون، ويسقطون الحكومة إذا قبل نتنياهو وقف النار.
لو حدث ذلك فلن يسقط نتنياهو والسبب أن يانير لابيد زعيم المعارضة أكد أكثر من مرة أنه سيوفر مظلة حماية لحكومة نتنياهو إذا وافق على الصفقة، لكن نتنياهو لا يفضل مشاركة خصومه من أحزاب الوسط.
نتذكر أيضًا أن بينى جانتس زعيم «المعسكر الرسمى» وعضو مجلس الحرب هدد نتنياهو علنًا بأنه إذا لم يوافق على الحل السياسى فسينسحب من الحكومة بحلول الثامن من هذا الشهر.
إذن نتنياهو محشور فى ركن لم يتخيله فى أسوأ كوابيسه: هو لم يحرر الرهائن ولم يدمر المقاومة، وجعل إسرائيل منبوذة وجرجرها وفضحها فى المحاكم الدولية، وغالبية الرأى العام الدولى ضده.
هو فى أزمة مستحكمة: «لو قبل الاتفاق فستنتهى حياته السياسية أو يصبح «بطة عرجاء»، ولو عارضه علنًا، فسيدخل فى تحدٍ صعب مع إدارة بايدن التى تخشى أن تدفع الثمن فى الانتخابات الرئاسية نوفمبر المقبل، وقد تفجر الوضع فى المنطقة بأكملها مما يضر بمصالحها.
ولذلك فأغلب الظن أن نتنياهو سليجأ إلى المناورات المعتادة، بمعنى أنه قد يقبل الاتفاق شكلًا للافراج عن الرهائن، ويحاول أن يدمره موضوعًا عبر وضع العراقيل، رهانًا على معجزة تنقذه من هذه الأزمة الوجودية.
فى كل الأحوال علينا أن نكون شديدى الحذر وألا نتفاءل كثيرًا، ونراهن على حسن النوايا الأمريكية والإسرائيلية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف سيرد نتنياهو على اقتراح بايدن كيف سيرد نتنياهو على اقتراح بايدن



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon