توقيت القاهرة المحلي 16:13:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطين في أنفاق بروكسل وشوارعها

  مصر اليوم -

فلسطين في أنفاق بروكسل وشوارعها

بقلم - عماد الدين حسين

منطقة «شومان» تقع فى قلب العاصمة البلجيكية بروكسل، وفيها معظم مؤسسات الاتحاد الأوروبى خصوصا المفوضية و«مجلس الاتحاد الأوروبى».
عصر يوم الإثنين الماضى كنت برفقة ٣ صحفيين مصريين ومصرى رابع يعمل فى الاتحاد الأوروبى، ودخلنا محطة مترو شومان متجهين إلى مقر «المجلس الأوروبى» لمقابلة بعض المسئولين الأوروبيين على هامش اجتماعات وزراء الاتحاد الأوروبى، إضافة لاجتماعات اللجنة المصرية الأوروبية المشتركة والتى وقعت اتفاق الشراكة الجديد بين الجانبين. ما لفت نظرى هو شعارات وكلمات وملصقات وعبارات ورسومات التعاطف مع غزة وفلسطين والمنددة بإسرائيل على طول جدران محطة مترو الأنفاق وهى واحدة من المحطات الرئيسية فى بروكسل.
من بين هذه الشعارات نجمة العلم الإسرائيلى وموضوع عليه «مقاطعة» باللغة الإنجليزية، ورسم آخر عبارة عن قلب على هيئة العلم الفلسطينى وأسفله مكتوب «الحرية لفلسطين»، ورسم آخر به الكثير من الدماء ومكتوب أسفله «أوقفوا إطلاق النار الآن»، وملصق آخر عليه خريطة فلسطين ومكتوب عليها «لا توقفوا الحديث عن فلسطين».
خرجنا من هذه المحطة وذهبنا إلى أحد المقرات الرئيسية للاتحاد الأوروبى، والتى تضم «إدارة الحوار مع دول جوار الجنوب وتركيا»، وفى المبنى المقابل لهذا المبنى كانت هناك عبارة مكتوبة على الجدار بخط كبير وواضح تقول: «أوقفوا الإبادة الجماعية.. الحرية لفلسطين». هذا ما شاهدته خلال أقل من نصف ساعة فى منطقة واحدة محددة من العاصمة بروكسل، وحينما زرت نفس المدينة فى نهاية نوفمبر الماضى لحضور اجتماعات وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلنطى «الناتو»، وخلال المسافة من مطار بروكسل إلى حيث الفندق الذى نزلت فيه كانت هناك مظاهرة لمحتجين على العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والمستمر منذ ٧ أكتوبر الماضى وحتى هذه اللحظة وهذه المظاهرات استمرت بصورة واضحة فى الفترة الماضية.
ما الذى يعنيه كل ذلك؟!
يعنى ببساطة من وجهة نظرى الأمور التالية:
أولا: أن العديد من الشعوب الأوروبية قد كشفت الوجه الحقيقى للبلطجة والعنصرية والفاشية الإسرائيلية، ولم تعد تنظر إلى إسرائيل باعتبارها «واحة الديمقراطية وسط غابة الاستبداد العربى والإسلامى»، كما كانت تزعم تل أبيب.
ثانيا: أن جزءا كبيرا من الأجيال الجديدة من الشباب الأوروبى لم تعد تتأثر بالسردية الإسرائيلية القائمة على الأكاذيب الإسرائيلية، بل بدأت تراها كقوة احتلال غاشمة تقتل النساء والأطفال وتدمر البيوت والمنشآت وتحاول إبادة شعب أعزل أو تهجيره من أرضه.
ثالثا: ما تزال هناك فجوة كبيرة بين حقيقة المشاعر الأوروبية الشعبية ومعظمها يساند الحقوق الفلسطينية، وبين المواقف الرسمية لعدد كبير من الحكومات الأوروبية المؤيدة للسياسات الإسرائيلية خصوصا فى شرق أوروبا.
رابعا: دبلوماسى عربى قال لى إنه حينما يتحدث مع بعض الدبلوماسيين الأوروبيين بصورة ودية فإن معظم مواقفهم مؤيدة للحق الفلسطينى، وتعارض بوضوح السياسات الإسرائيية القائمة على العدوان، لكن معظمهم لا يجرأون على المجاهرة بذلك لأنهم يمثلون الاتحاد الأوروبى ولو جاهروا بذلك فقد يخسرون وظائفهم!!.
بالطبع الموقف الأوروبى مايزال مرتبطا إلى حد كبير بالموقف الأمريكى فيما يتعلق بمعظم القضايا الخارجية خصوصا الصراع العربى الإسرائيلى، وهو ما يجعل هذا الموقف عاجزا فى مرات كثيرة.
ورغم ذلك فإن هناك أصواتا أوروبية كثيرة تحدثت بوضوح خلال الأزمة خصوصا جاك ميشيل رئيس المجلس الأوروبى وجوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خصوصا فيما يتعلق بأن حل الدولتين لابد أن يتم تطبيقه وليس فقط الحديث عنه.
أعتقد مما رأيته وسمعته طوال اليومين الماضيين فى مقر المفوضية الأوروبية أو سائر المقرات والإدارات الأوروبية أن العرب عليهم الاستمرار فى العمل مع الأوروبيين من أجل تغيير الموقف الرسمى بحيث يتماثل مع الموقف الشعبى لوقف العدوان الإسرائيلى أولا ثم الضغط من أجل حل الدولتين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين في أنفاق بروكسل وشوارعها فلسطين في أنفاق بروكسل وشوارعها



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon