توقيت القاهرة المحلي 10:38:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب وفلسطين.. تعظيم المشترك وتقليل المختلف

  مصر اليوم -

العرب وفلسطين تعظيم المشترك وتقليل المختلف

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك موقف عربى موحد لمواجهة العدوان الإسرائيلى المستمر، ولديه حلول وسيناريوهات لمواجهة الخطط الإسرائيلية والغربية التى يراد فرضها على فلسطين والمنطقة لمرحلة ما بعد ٧ أكتوبر ٢٠٢٣؟!
للأسف الإجابة هى لا؟!
هل معنى هذه الإجابة أن ندخل نحن العرب فى حروب كلامية وإعلامية، كما يحلم ويخطط العدو، أم نبحث عن طريقة جديدة؟
الإجابة هى ضرورة ألا نزيد الانقسام.
يعلم المتابعون بدقة للموقف العربى من الصراع مع إسرائيل أنه لم يعد هناك موقف موحد منذ سنوات، بل إن بعض المتشائمين يقولون إن هذا الموقف الموحد لم يكن موجودا أبدا، إلا فى لحظات قليلة، كما حدث أثناء حرب أكتوبر المجيدة فى ١٩٧٣. أو حينما كان هناك «إعلان دمشق» بين مصر والسعودية وسوريا، وتمكن من بلورة موقف عربى إلى حد ما بين هذه البلدان الثلاثة حينما كانت سوريا حاضرة ومؤثرة قبل أن تضربها الحرب الأهلية الطاحنة منذ مارس ٢٠١١، وما تزال تؤثر فيها حتى الآن، بل جعلتها مستباحة للطيران الإسرائيلى، وجعلت على أرضها جيوشا أجنبية من كل حدب وصوب.
كان هناك توافق عربى إلى حد ما بشأن مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التى تحولت إلى «المبادرة العربية» حينما تبنتها الجامعة العربية فى قمة بيروت عام ٢٠٠٢، وتقوم على مبدأ «الأرض مقابل السلام» لكن إسرائيل رفضتها.
فى كل البيانات الصادرة عن القمم العربية التأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتطبيق القرارات الدولية خصوصا ٢٤٤ أو ٣٨٣
وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم، لكن لم نر أية محاولة عربية جماعية جادة لترجمة ذلك على الأرض، بل إن المفارقة أنه فى اللحظة التى قررت فيها إسرائيل إسقاط فكرة إقامة دولة فلسطينية، فإن بعض الدول العربية أقامت علاقات دبلوماسية معها.
وبالتالى علينا أن نفرق بوضوح بين ما يتم إعلانه من توصيات ومطالب فى القمم واللقاءات والاجتماعات العربية وبين ما يحدث على أرض الواقع. حتى لا يصاب بعض المواطنين العرب بالصدمة حينما يقارنون بين الأقوال والأفعال.
السؤال: هل معنى الكلام السابق أن ندخل فى مواجهات وحروب وصراعات إعلامية عربية أم نبحث عن طرق مختلفة وعملية لتعظيم ما هو مشترك وتجنيب ما هو مختلف عليه فى القضايا خصوصا الصراع العربى الإسرائيلى؟
قبل أيام التقيت مصدرا دبلوماسيا عربيا مرموقا وسألته عن نفس الفكرة، فقال لى كلاما ناضجا وموزونا ومفيدا، وخلاصته أننا جربنا نحن العرب المعارك الكلامية كثيرا، والتى وصلت إلى التنابز بالألقاب والسب بالأم والأب وسابع جد، وأن هذه الطريقة لم يستفد منها إلا أعداؤنا وخصوصا إسرائيل.
هو يضيف أنه ليس سرا وجود خلافات تصل إلى أن تكون حادة بين العديد من البلدان العربية بشأن التعامل مع إسرائيل عموما، ومع عدوانها الوحشى الأخير على قطاع غزة خصوصا. هناك دول تريد قطع العلاقات العربية مع إسرائيل وإعلان الحرب عليها فورا، ودول أخرى ترى أن هذا الأسلوب لم يعد مجديا، وبينهما دول ثالثة ترى ضرورة الدمج بين وجود علاقات، والتلويح بقطعها أو تجميدها، وبالتالى استخدامها كأداة ضغط على تل أبيب ومن يدعمها خصوصا أمريكا.
يضيف المسئول أن أفضل طريقة أن يعظم العرب من التنسيق فى القضايا والأفكار والتوجهات المتفق عليها، وأن يجدوا طريقة حضارية ومحترمة للتعامل مع القضايا والتوجهات المختلف عليها. وليكن لهم قدوة حسنة فى بعض خلافات الدول الكبرى خصوصا فى أوروبا. فالجميع يعلم أن هناك خلافات جوهرية بين ألمانيا وفرنسا، وبين الدولتين وبريطانيا وبين العديد من دول القارة الأوروبية، ورغم ذلك لم تنقطع العلاقات بينهم، بل هناك اتحاد أوروبى يجمعهم معا وتشهد جلسات البرلمان الأوروبى إدارة هذه الخلافات بصورة صحية وعملية.
لو أن الحروب الكلامية بين الدول العربية تصحح الأوضاع وتعيد الحقوق لكنا طالبنا بتعميمها وزيادتها، لكنها للأسف لا تستفيد منها إلا إسرائيل ولا يدفع ثمنها إلا المواطنون العرب خصوصا البسطاء.
وبالتالى فلنبحث عن طرق أكثر تحضرا لإدارة خلافاتنا العربية، كما تفعل غالبية الدول المتحضرة، بحيث نقلل من تلك الخلافات، ونزيد مما هو متفق عليه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وفلسطين تعظيم المشترك وتقليل المختلف العرب وفلسطين تعظيم المشترك وتقليل المختلف



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon