توقيت القاهرة المحلي 21:15:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب وفلسطين.. تعظيم المشترك وتقليل المختلف

  مصر اليوم -

العرب وفلسطين تعظيم المشترك وتقليل المختلف

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك موقف عربى موحد لمواجهة العدوان الإسرائيلى المستمر، ولديه حلول وسيناريوهات لمواجهة الخطط الإسرائيلية والغربية التى يراد فرضها على فلسطين والمنطقة لمرحلة ما بعد ٧ أكتوبر ٢٠٢٣؟!
للأسف الإجابة هى لا؟!
هل معنى هذه الإجابة أن ندخل نحن العرب فى حروب كلامية وإعلامية، كما يحلم ويخطط العدو، أم نبحث عن طريقة جديدة؟
الإجابة هى ضرورة ألا نزيد الانقسام.
يعلم المتابعون بدقة للموقف العربى من الصراع مع إسرائيل أنه لم يعد هناك موقف موحد منذ سنوات، بل إن بعض المتشائمين يقولون إن هذا الموقف الموحد لم يكن موجودا أبدا، إلا فى لحظات قليلة، كما حدث أثناء حرب أكتوبر المجيدة فى ١٩٧٣. أو حينما كان هناك «إعلان دمشق» بين مصر والسعودية وسوريا، وتمكن من بلورة موقف عربى إلى حد ما بين هذه البلدان الثلاثة حينما كانت سوريا حاضرة ومؤثرة قبل أن تضربها الحرب الأهلية الطاحنة منذ مارس ٢٠١١، وما تزال تؤثر فيها حتى الآن، بل جعلتها مستباحة للطيران الإسرائيلى، وجعلت على أرضها جيوشا أجنبية من كل حدب وصوب.
كان هناك توافق عربى إلى حد ما بشأن مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التى تحولت إلى «المبادرة العربية» حينما تبنتها الجامعة العربية فى قمة بيروت عام ٢٠٠٢، وتقوم على مبدأ «الأرض مقابل السلام» لكن إسرائيل رفضتها.
فى كل البيانات الصادرة عن القمم العربية التأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتطبيق القرارات الدولية خصوصا ٢٤٤ أو ٣٨٣
وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم، لكن لم نر أية محاولة عربية جماعية جادة لترجمة ذلك على الأرض، بل إن المفارقة أنه فى اللحظة التى قررت فيها إسرائيل إسقاط فكرة إقامة دولة فلسطينية، فإن بعض الدول العربية أقامت علاقات دبلوماسية معها.
وبالتالى علينا أن نفرق بوضوح بين ما يتم إعلانه من توصيات ومطالب فى القمم واللقاءات والاجتماعات العربية وبين ما يحدث على أرض الواقع. حتى لا يصاب بعض المواطنين العرب بالصدمة حينما يقارنون بين الأقوال والأفعال.
السؤال: هل معنى الكلام السابق أن ندخل فى مواجهات وحروب وصراعات إعلامية عربية أم نبحث عن طرق مختلفة وعملية لتعظيم ما هو مشترك وتجنيب ما هو مختلف عليه فى القضايا خصوصا الصراع العربى الإسرائيلى؟
قبل أيام التقيت مصدرا دبلوماسيا عربيا مرموقا وسألته عن نفس الفكرة، فقال لى كلاما ناضجا وموزونا ومفيدا، وخلاصته أننا جربنا نحن العرب المعارك الكلامية كثيرا، والتى وصلت إلى التنابز بالألقاب والسب بالأم والأب وسابع جد، وأن هذه الطريقة لم يستفد منها إلا أعداؤنا وخصوصا إسرائيل.
هو يضيف أنه ليس سرا وجود خلافات تصل إلى أن تكون حادة بين العديد من البلدان العربية بشأن التعامل مع إسرائيل عموما، ومع عدوانها الوحشى الأخير على قطاع غزة خصوصا. هناك دول تريد قطع العلاقات العربية مع إسرائيل وإعلان الحرب عليها فورا، ودول أخرى ترى أن هذا الأسلوب لم يعد مجديا، وبينهما دول ثالثة ترى ضرورة الدمج بين وجود علاقات، والتلويح بقطعها أو تجميدها، وبالتالى استخدامها كأداة ضغط على تل أبيب ومن يدعمها خصوصا أمريكا.
يضيف المسئول أن أفضل طريقة أن يعظم العرب من التنسيق فى القضايا والأفكار والتوجهات المتفق عليها، وأن يجدوا طريقة حضارية ومحترمة للتعامل مع القضايا والتوجهات المختلف عليها. وليكن لهم قدوة حسنة فى بعض خلافات الدول الكبرى خصوصا فى أوروبا. فالجميع يعلم أن هناك خلافات جوهرية بين ألمانيا وفرنسا، وبين الدولتين وبريطانيا وبين العديد من دول القارة الأوروبية، ورغم ذلك لم تنقطع العلاقات بينهم، بل هناك اتحاد أوروبى يجمعهم معا وتشهد جلسات البرلمان الأوروبى إدارة هذه الخلافات بصورة صحية وعملية.
لو أن الحروب الكلامية بين الدول العربية تصحح الأوضاع وتعيد الحقوق لكنا طالبنا بتعميمها وزيادتها، لكنها للأسف لا تستفيد منها إلا إسرائيل ولا يدفع ثمنها إلا المواطنون العرب خصوصا البسطاء.
وبالتالى فلنبحث عن طرق أكثر تحضرا لإدارة خلافاتنا العربية، كما تفعل غالبية الدول المتحضرة، بحيث نقلل من تلك الخلافات، ونزيد مما هو متفق عليه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وفلسطين تعظيم المشترك وتقليل المختلف العرب وفلسطين تعظيم المشترك وتقليل المختلف



GMT 20:36 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أغانى المهرجانات التى نتعالى عليها!!!

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صور متخيلة لعالم وهو ينتقل من عام إلى آخر

GMT 12:04 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الصراع على سوريا.. أين نقف بالضبط؟

GMT 12:01 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي مطوعا في هيئة الأمر بالمعروف

GMT 11:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

جيمي كارتر... قصة نجاح وقصة فشل

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الرنتيسي منجما ولا ليلى عبداللطيف!

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

سنة بطعم الموت.. نتمنى القابل أفضل!

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 19:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبايات ملونة لمظهر أنيق

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 07:24 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد الغرف الفندقية في دبي إلى 151.4 ألف غرفة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon