توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات هل تحتاج للوعود أم للصراحة؟

  مصر اليوم -

الانتخابات هل تحتاج للوعود أم للصراحة

بقلم - عماد الدين حسين

حضرت العديد من جلسات مؤتمر «حكاية وطن» والذى اختتم أعماله مساء الإثنين الماضى بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى ترشحه لفترة رئاسية جديدة.

كصحفى استفدت الكثير من البيانات والمعلومات التى قدمها الوزراء ومقابلة العديد من المصادر الصحفية. لكن كمراقب فإن أهم ما لفت نظرى كان المنهج الذى اتبعه الرئيس السيسى فى مصارحة الناس بحقيقة الأوضاع.

جرى العرف أن أى مرشح فى أى انتخابات يقدم لجمهور الناخبين والرأى العام الصورة الوردية، ويعد الناس بوعود كثيرة، وعندما يفوز، يتحدث عن الصعوبات والمشاكل والتحديات التى تمنعه من تنفيذ غالبية هذه الوعود البراقة.
لكن السيسى خالف كل ذلك وطرح خلال مداخلاته المتعددة فى جلسات المؤتمر المختلفة آراء وأفكارا وتوجهات لا يقدمها عادة المرشحون للناخبين، لأنها كما يعتقد كثيرون قد تكون صادمة لهم وتؤثر على شعبيتهم.
فى اليوم الأول للمؤتمر قال الرئيس: «إذا كان البناء والتنمية والتقدم ثمنه الجوع والحرمان، فلنفعل ذلك، إوعوا يا مصريين تقولوا ناكل أحسن، فلو كان ثمن الازدهار أننا لا نأكل أو نشرب فلا نأكل أو نشرب، نريد أن يكون لدينا مكان على الخريطة فى دولة 95٪ منها أرض صحراء. إوعى يكون حلمك يا مصرى لقمة.
وجرت العادة أنه فى الحملات الانتخابية لا يقال مثل هذا الكلام لأنه قد يضر بالفرص الانتخابية. خصوصا لدى الفئات غير المتعلمة أو المتأثرة بالأزمة الاقتصادية.
فى اليوم الأول أيضا وخلال جلسة الطاقة قال الرئيس إن هناك 17 مليون مشترك فى خدمة الكهرباء يحصلون على الطاقة بربع الثمن، وإن وزارة الكهرباء تأخذ برميل الغاز لإنتاج الكهرباء بـ3 دولارات وسعره عالميا 9 دولارات وقال الرئيس بوضوح إن الأسعار الخاصة بالغاز تضاعفت والدولة بحاجة لجلب الدولار من أجل تشغيل محطات الكهرباء ويجب أن نتحمل ذلك وألا نقوم بالاستدانة أكثر من ذلك، ومفهوم من كلام الرئيس أن تخفيف الأحمال هدفه توفير جزء من الغاز لتصديره للخارج حتى يمكن توفير جزء من العملة الصعبة التى نحتاجها وبالتالى فإن تخفيف الأحمال قد يستمر.
فى اليوم التالى تحدث الرئيس عن قضية العلاقة بين المالك والمستأجر فى الوحدات السكنية، وهى قضية شديدة الحساسية منذ أن قام الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر بتخفيض القيمة الإيجارية لهذه الوحدات فى بداية السيتينات من القرن الماضى، وجعل العلاقة ممتدة وأبدية.
السيسى قال إن هذا أمر تجاوزته الظروف والأوضاع الآن، وأن الذين أصدروه واستفادوا منه قد رحلوا منذ عقود.
وبالتالى يفترض انطلاقا من كلمات الرئيس أن هذا الموضوع قد يكون قيد المناقشة والمراجعة فى الفترة المقبلة.
وفى اليوم الثانى للمؤتمر أيضا تحدث الرئيس عن سد النهضة الإثيوبى واعتبره خانقا لمصر لفترة طويلة. وأرجع الرئيس إنشاء السد إلى حالة التراجع والتدهور والفوضى التى شهدتها مصر من ٢٥ يناير ٢٠١١ وأعطت لإثيوبيا الفرصة لبناء السد. قائلا إنه لولا هذه الحالة ما تمكنت إثيوبيا من الشروع فى بناء السد.
فيما يتعلق بقضية المياه أيضا قال الرئيس إنه متوقع أن يزيد عدد سكان مصر بحلول عام ٢٠٥٠، وهم يحتاجون إلى ما بين ٢٥ ــ ٥٠ مليار متر مكعب من المياه، فكيف سنحصل عليها؟
وكان الرئيس يتحدث فى سياق ضرورة ترشيد استخدام المياه بكل السبل، لكنه قال أيضا إننا بذلنا كل الجهود الممكنة فى قضية ترشيد استخدام المياه سواء بتبطين الترع أو تحلية مياه البحر أو معالجة مياه الصرف الزراعى والصحى.
وبالتالى فإن الرئيس وضع المصريين أمام حقيقة المشهد المائى علما أن المواطن المصرى يعانى شحا فى المياه جعلت نصيبه ينخفض إلى النصف تقريبا عالميا.
بالطبع تحدث الرئيس عن جوانب متفائلة كثيرة، وأنه بالصبر والعمل ستعبر مصر أزمتها الراهنة، لكنه كان حريصا طوال الوقت على أن يقول للناس إنه لا يوجد أنهار من العسل فى المستقبل القريب.
وظنى أن هذا الأمر قد يكون مضرا على المستوى الشعبوى، لكنه منطق سليم جدا فى التعامل بصدق وموضوعية وأمانة مع الناس لأنه ببساطة وإذا فاز الرئيس السيسى فى الانتخابات فوقتها سيقول للناس إننى لم أخدعكم بل كنت أمينا معكم، وبالتالى فإن الخطوة القادمة هى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة كل التشوهات الموجودة فى الاقتصاد المصرى، حتى لو كانت مؤلمة لغالبية الفئات خصوصا الطبقة الوسطى.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات هل تحتاج للوعود أم للصراحة الانتخابات هل تحتاج للوعود أم للصراحة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon