توقيت القاهرة المحلي 08:25:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثمن دعم الأطلنطي لإسرائيل

  مصر اليوم -

ثمن دعم الأطلنطي لإسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

فى إحدى القاعات الصغيرة فى مقر حلف شمال الأطلنطى «الناتو» قابلت أحد المسئولين المهمين فى الحلف عقب لقائه مع بعض الصحفيين العرب، وسألته سؤالا مباشرا: هل لديكم فكرة واضحة عن حجم الغضب الشعبى العربى تجاه مواقف غالبية الدول الأعضاء فى الحلف من العدوان الإسرائيلى المدمر على قطع غزة والمستمر منذ 7 أكتوبر الماضى وحتى الآن وخضع لهدنة إنسانية لأسبوع واحد فقط؟!
المسئول فى الناتو والذى ينتمى لدولة متوسطية أجابنى بوضوح قائلا: نعم نحن ندرك ذلك بوضوح ونشعر به ونراه أحيانا بأعيينا قبل أن نقرأة فى التقارير الأمنية والتحليلات السياسية.
مقابلتى مع المسئول المهم فى حلف الناتو كانت على هامش الاجتماع المهم لوزراء خارجية دول الناتو على مدى يومى ٢٨ و٢٩ نوفمبر الماضى لمناقشة العديد من القضايا وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية والتهديدات الصينية والشراكة مع دول من خارج الحلف، إضافة للأزمة الناشئة الآن فى منطقة البلقان.
سألت هذا الدبلوماسى إذا كانت إجابتكم بنعم، فلماذا الإصرار على الاستمرار فى هذه السياسة التى ستجعلكم تخسرون فى العديد من المجالات، سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا وربما حتى أمنيا؟
الرجل أجاب بقوله إن هذا الموقف الراهن يعكس إلى حد كبير موقف العديد من الدول الأعضاء، لدينا ثوابت ومبادئ ونؤكد على ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين، والأفضل مغادرة حماس للمشهد السياسى الفلسطينى ونسعى لعدم توسيع الصراع، وألا تنضم إليه أطراف أخرى ومن المهم لجم الأذرع الإيرانية فى المنطقة.
وحسب رأيه فإن ما حدث فى 7 أكتوبر ــ بقصد عملية «طوفان الأقصى» كان زلزالا كبيرا لم يرد فى أشد كوابيس غالبية الدول الغربية تشاؤما، ثم إن حركة حماس مصنفة فى غالبية بلدان الحلف إرهابية بل وفى بعض الدول الأوروبية، وقامت ــ من وجهة نظر هذه البلدان بقتل وخطف مدنيين بعضهم من النساء والأطفال، وهو أمر لا يمكن قبوله بأى حال من الأحوال.
قلت له، لكن حماس أيضا وغيرها من المنظمات الفلسطينية تقاوم الاحتلال الإسرائيلى طبقا للقانون الذى يعطيها حق المقاومة ضد هذا الاحتلال، ولا يعطى لإسرائيل حق الدفاع عن النفس كما تزعم هى والعديد من الدول الغربية باعتبارها سلطة الاحتلال. هو أجاب: نعم أتفهم ما تقوله وما يقوله كل الفلسطينيين وغالبية العرب، لكن مرة أخرى فإن حماس من وجهة نظره ارتكبت خطأ قاتلا حينما خطفت النساء والأطفال وقتلت بعضهم فى أرض يصنفها القانون الدولى باعتبارها إسرائيلية، كما أن غزة من وجهة نظره ليست محتلة.
قلت له، ولكن هذه المستوطنات كانت أرضا فلسطينية، وغزة محاصرة حصارا قاتلا منذ عام ٢٠٠٥، والضفة وهى أرض فلسطينية محتلة منذ عام ١٩٦٧، ألا يعطى ذلك الفلسطينيين الحق فى مقاومة الاحتلال بكل السبل التى يكفلها القانون الدولى.
هو أجابنى قائلا: مرة أخرى أتفهم وجهة النظر الفلسطينية والعربية، وأتفهم الصعوبات التى يعانى منها الفلسطينيون لكن ما فعلته حماس فى ٧ أكتوبر كان أمرا مريعا ثم إن هناك سلطة فلسطينية فى رام الله تفاوض إسرائيل سياسيا وحماس منقلبة عليها منذ عام 2007.
كررت عليه السؤال ألا تخشون من ردود الفعل العربية الشعبية قبل الرسمية بسبب مواقفكم الأخيرة؟.
أجاب مؤكدا: نعم، ومن أجل ذلك، فهو يرى أنه بعد أن يتوقف إطلاق النار، فلابد أن تشرع جميع الأطراف فى العودة للعملية السياسية بحيث يقود ذلك فى النهاية إلى تطبيق حل الدولتين أى الدولة الفلسطينية بجوار إسرائيل.
سألته ولكن غالبية الدول الأوروبية تكرر هذا الكلام وتتحدث عن حل الدولتين فى الألفاظ والتصريحات، ولا تفعل أى شىء لتحويله إلى واقع، بل إنها عمليا تدعم ـ بالصمت ـ ما تفعله إسرائيل من الاستيلاء على المزيد من أراضى الفلسطينيين فى الضفة، ومحاولة تهجيرهم إلى الأردن وتهجير أهالى غزة إلى سيناء مصر.
هو قال: لدينا أفكار كثيرة لليوم التالى الذى يلى توقف إطلاق النار، أظن أن ما حدث طوال الأسابيع الماضية منذ ٧ أكتوبر وحتى الآن سوف يجعل الجميع فى المنطقة وخارجها يفكرون بصورة مختلفة من أجل البحث عن حل جدى ينهى هذا الصراع الطويل جدا، والذى يلقى بظلاله على علاقات حلف الناتو والغرب مع المنطقة العربية والعالم الإسلامى.
قلت له: أتمنى أن يتحقق كلامك على أرض الواقع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثمن دعم الأطلنطي لإسرائيل ثمن دعم الأطلنطي لإسرائيل



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon