توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فوق جبل عرفات

  مصر اليوم -

فوق جبل عرفات

بقلم - عماد الدين حسين

يوم عرفة هو أفضل الأيام، وهو الركن الأعظم فى الحج عند المسلمين‫.‬
‎أكرمنى الله ووقفت على عرفات أمس السبت‫.‬
‎وصلت إلى عرفات مبكرا ليلة الجمعة، استيقظت وصليت الفجر، ونمت قليلا. ثم تجولت فى معظم الأرجاء وهى جولة كانت شديدة الصعوبة‫.‬
‎ لأن درجة الحرارة كانت مرتفعة جدا جدا بشكل لا يمكن تخيله. ومن المكان الذى تواجدت فيه، حتى جبل الرحمة، قطعت حوالى تسعة آلاف خطوة بما يعادل حوالى ستة كيلومترات ونصف‫.‬
‎ الزحام كبير جدا، وهو أمر منطقى ومتكرر فى معظم مواسم الحج؛ لأن هناك حوالى ٢٫٥ مليون مسلم يتواجدون فى نفس المكان فى وقت واحد‫.‬
‎ورغم ذلك، أشهد أن الأجهزة السعودية المسئولة عن الحج بذلت جهدا كبيرا فى التنظيم والشرطة موجودة فى كل مكان، والمتطوعون كذلك وحتى عصر يوم السبت موعد كتابة هذه السطور كانت كل الأمور على ما يرام‫.‬
‎وبسبب الحرارة المرتفعة، فإن أهم سلعة فى هذا الوقت كانت المياه والمظلة أو الشمسية. فى كل خطوة تجد من يقدم لك الماء أو اللبن الرايب أو العصائر المثلجة، بل أحيانا «الآيس كريم» والمظلات. وهم ليسوا فقط من جهات رسمية، بل هم جمعيات وهيئات ومتطوعون وأفراد، وعلى وجوههم سعادة لا توصف لأنهم يخدمون الحجاج.
‎ومن المشاهد المألوفة جدا وبسبب ارتفاع الحرارة تجد بعض الأفراد يقولون لك «برد برد» ثم يرشون عليك المياه للتخفيف من حرارة الجو، وكل ٥٠٠ متر تقريبا هناك مبردات مرتفعة مثبتة فى جانبى الطريق تقوم برش رذاذ المياه على المارة وبعض الحجاج يفترش المنطقة الموجودة أسفل هذه الأعمدة كى يضمن تكييفا طبيعيا.
‎هناك خيام بدرجات مختلفة حسب نوع الحملة التى تشترك فيها، بعضها مكيف ومجهز بكل شىء، وهناك كثير من الحجاج يفترش الشوارع ويقضى يومه تحت شجرة أو على جانب الشارع وأغلب الظن أن هؤلاء من الحجاج الذين جاءوا بمفردهم من دون الاشتراك فى حملات محددة‫.‬
‎ومن الملاحظات المهمة أن السلطات السعودية بذلت جهدا كبيرا فى موسم الحج الحالى لمنع المخالفين وقد استمعت إلى شرح موسع من قبل بعض مسئولى الشرطة فى «واحة الإعلام» التى أقامتها وزارة الإعلام السعودية فى جدة‫.‬
‎المسئول الأمنى قدم لنا شرحا وافيا لتطبيق شعار «لا حج إلا بتصريح» وقد شاهدت هذا الشعار مترجما على أرض الواقع وأنا أتنقل أكثر من مرة بين مكة وجدة، أو بين جدة وعرفات، فأى كمين أمنى ومن خلال رقم التأشيرة يعرف فورا إذا كنت تحج بصورة شرعية أم لا. وقد تم ضبط أكثر من ربع مليون مخالف للحج لم يكونوا يحملون تصريحا رسميا، وتم ترحيلهم إلى بلدناهم أو إبعادهم عن سائر منطقة مكة‫.‬
‎العمال المسئولون عن النظافة بذلوا جهدا كبيرا للغاية تخيلوا لو أن كل حاج شرب زجاجتين من المياه وطبقا به وجبة الغ‫د‬اء فسوف يكون لديك ٧٫٥ مليون فارغ، وأظن أن الرقم ضعف هذا التقدير بسبب كثرة استخدام زجاجات المياه والعصائر لارتفاع درجة الحرارة‫.‬
‎الطريق إلى جبل الرحمة ــ حيث خطب الرسول عليه الصلاة والسلام فى حجة الوداع ــ كان مزدحما إلى حد كبير، لأن كثيرين يريدون الصعود إلى الجبل، وللأمانة كان النظام جيدا بحيث إننى واثنين من الأصدقاء، لم نجد صعوبة تذكر فى الوصول لقمة الجبل.
‎والملاحظة المهمة أن غالبية الحجاج كانوا يلتقطون الصورة التذكارية فى أى مكان، خصوصا أمام وفوق جبل الرحمة. كاميرات الموبايلات صارت جزءا من كل شىء، وفى الحج فهى الموثق الأساسى للرحلة. وقد شاهدت البعض يقوم ببث رحلته بالفيديو، والبعض الآخر يفتح الكاميرا ليسجل رسالة لحبيب أو قريب أو صديق‫.‬
‎الملاحظة الأساسية هى أن الجميع متحابون متسامحون لطفاء كرماء، يساعدون بعضهم البعض، بل ويؤثرون على أنفسهم. وحينما شاهدت كل ذلك يتكرر أمامى سألت نفسى: لماذا يكون سلوكنا بهذه الروعة كمسلمين فوق جبل عرفات أو سائر مناسك الحج فقط، ولماذا لا يكون هذا هو سلوكنا طوال الوقت، والأهم لماذا لا نستغل هذه الطاقة الجبارة والهادرة لخير ورفعة الإسلام والمسلمين؟‫!‬
‎سؤال يحتاج إلى نقاش لاحق إن شاء الله‫.‬
‎عيدكم مبارك جميعا ورزقكم الله الوقوف بعرفة والطواف حول الكعبة وأن يتقبل الله حجنا جميعا ويجعله مبرورا‫.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوق جبل عرفات فوق جبل عرفات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon