توقيت القاهرة المحلي 05:23:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طريق الهند- الخليج- أوروبا.. معلومات أولية

  مصر اليوم -

طريق الهند الخليج أوروبا معلومات أولية

بقلم - عماد الدين حسين

ما هى حقيقة ممر التجارة الدولى الجديد الذى سيربط الهند بأوروبا عبر منطقة الشرق الأوسط؟
ومن الذى سيستفيد أو يتضرر منه وهل هو فعلا قابل للتنفيذ، أم أن تكلفته وصعوبة تأمينه وصيانته قد تجعله حبرا على ورق؟
قبل محاولة الإجابة من المهم، أولا، أن نلقى الضوء على تفاصيل هذا المشروع.
طبقا لتصريحات المسئولين ولما نشرته وسائل الإعلام المختلفة فإن كلا من الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبى وقعوا على مذكرة تفاهم على هامش قمة العشرين التى انعقدت السبت الماضى فى نيودلهى.
المشروع يتضمن ممرين منفصلين هما الممر الشرقى الذى يربط الهند بالخليج، والممر الشمالى الذى يربط الخليج بأوروبا.
هو ينطلق من الهند بحرا عبر بحر العرب ومنها إلى الإمارات، ثم السعودية حيث سيمر بأراضيها أطول مسافة فى قلب الجزيرة العربية إلى الأردن، ومنها إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة «إسرائيل» ومنها عبر موانئها على البحر المتوسط إلى إيطاليا وفرنسا ثم ألمانيا. وهناك مسار آخر من السعودية إلى العراق ثم تركيا ثم أوروبا.
وهناك تسريبات غير رسمية تقول إن خط السكة الحديد سيبدأ من أنجولا ثم الكونغو إلى زامبيا إلى تنزانيا، ومنها إلى المحيط الهندى بحرا ثم إلى الإمارات والسعودية وصولا إلى البحر المتوسط.
الممر الجديد يتضمن كابلا بحريا جديدا وبنية تحتية لنقل الطاقة والكهرباء والهيدروجين الأخضر ويربط الموانئ التى يمر بها، وحينما يكتمل المشروع فالمفترض أنه يتضمن شبكة عابرة للحدود من السفن إلى السكك الحديدية لتكملة طرق النقل البرية والبحرية القائمة لتمكين مرور السفن والخدمات.
الموقعون على مذكرة التفاهم اتفقوا على التوصل لخطة عمل خلال شهرين فقط، ويفترض بعدها أن يتم الإعلان الرسمى عن تفاصيل المشروع كاملة. خصوصا أنه لا يوجد إعلان رسمى من الدول الموقعة على مذكرة التفاهم بذلك، فالبعض مثلا يتحدث عن وجود روابط فرعية للخط الأساسى مع دول مختلفة فى المنطقة مثل عمان والبحرين.
والملحوظة الأساسية حتى الآن أن هذا المشروع يستبعد تماما إيران ولبنان، وهو استبعاد سياسى واضح، لكنه يتضمن العراق وتركيا.
النقطة الجوهرية تتعلق بالتمويل.. ومن يدفع ومن يتحمل التكلفة الأكبر. وهناك تسريبات تقول إن الاتحاد الأوروبى خصص ٣٠٠ مليار دولار للإنفاق على البنية التحتية فى الخارج خلال الفترة من ٢٠٢١ إلى ٢٠٢٧ من خلال «مشروع البوابة العالمية». وهو مشروع تم إطلاقه جزئيا لمنافسة مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، إضافة إلى الدفاع عن المصالح الأوروبية مع الشركاء الرئيسيين.
ربما تصريحات كبار المسئولين فى الدول المشاركة فى هذا المشروع توضح لنا بعض ملامحه. الرئيس الأمريكى جو بايدن قال إن الاتفاق تاريخى وسيساهم فى جعل الشرق الأوسط أكثر استقرارا وازدهارا، وسيوفر فرصا لا نهاية لها للدول المعنية، ما يجعل التجارة وتصدير الطاقة النظيفة أسهل كثيرا، إضافة إلى مد الكابلات التى تربط المجتمعات وتقوية سلاسل الإمداد، مما يؤدى إلى تحسين الأمن الغذائى.
ولى عهد السعودية محمد بن سلمان قال: إن المشروع يتطلب عملا دءوبا لتحقيقه وتحويله إلى واقع. علما بأن بن سلمان اتفق مع مودى على شراكة تقود إلى مستقبل واعد ووقعا ٥٠ اتفاقية، وبلغ حجم التجارة بين البلدين ٤٢٫٨ مليار دولار العالم الماضى.
أما رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى فقال: هى مبادرة تضع بذورا تجعل أحلام الأجيال المقبلة أكبر.
ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى أورسولا فون دير لاين قالت: المشروع أكبر بكثير من مجرد سكة حديد وكابلات، بل هو جسر أخضر ورقمى بين القارات والحضارات، وسيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة ٤٠٪.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فقد قال: إنها لحظة تاريخية لإسرائيل.. ويجعلها فى مفصل حركة التجارة الدولية، وسيعيد صياغة العلاقات فى المنطقة. الآن أصبحت إسرائيل دولة عبور من نوع مختلف، لقد أصبحت ملتقى الطريق الرئيسى فى الاقتصاد العالمى وجسر السلام الذى سيغير المنطقة.
ما سبق معلومات أولية، وفى مثل هذا النوع من المشروعات الكبرى يكون هناك فائض حماس وأحلام كبرى.
السؤال الجوهرى: إلى أى مدى هناك فرص حقيقية لتحويل هذا المشروع إلى واقع على الأرض، وهل يمكن تنفيذه من دون وجود علاقات طبيعية بين السعودية إسرائيل، ومن دون سلام عربى إسرائيلى يحل القضية الفلسطينية؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى هدوء وتروٍّ فى التفكير قبل الإجابة عليها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق الهند الخليج أوروبا معلومات أولية طريق الهند الخليج أوروبا معلومات أولية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon