توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طريق الهند- الخليج- أوروبا.. معلومات أولية

  مصر اليوم -

طريق الهند الخليج أوروبا معلومات أولية

بقلم - عماد الدين حسين

ما هى حقيقة ممر التجارة الدولى الجديد الذى سيربط الهند بأوروبا عبر منطقة الشرق الأوسط؟
ومن الذى سيستفيد أو يتضرر منه وهل هو فعلا قابل للتنفيذ، أم أن تكلفته وصعوبة تأمينه وصيانته قد تجعله حبرا على ورق؟
قبل محاولة الإجابة من المهم، أولا، أن نلقى الضوء على تفاصيل هذا المشروع.
طبقا لتصريحات المسئولين ولما نشرته وسائل الإعلام المختلفة فإن كلا من الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبى وقعوا على مذكرة تفاهم على هامش قمة العشرين التى انعقدت السبت الماضى فى نيودلهى.
المشروع يتضمن ممرين منفصلين هما الممر الشرقى الذى يربط الهند بالخليج، والممر الشمالى الذى يربط الخليج بأوروبا.
هو ينطلق من الهند بحرا عبر بحر العرب ومنها إلى الإمارات، ثم السعودية حيث سيمر بأراضيها أطول مسافة فى قلب الجزيرة العربية إلى الأردن، ومنها إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة «إسرائيل» ومنها عبر موانئها على البحر المتوسط إلى إيطاليا وفرنسا ثم ألمانيا. وهناك مسار آخر من السعودية إلى العراق ثم تركيا ثم أوروبا.
وهناك تسريبات غير رسمية تقول إن خط السكة الحديد سيبدأ من أنجولا ثم الكونغو إلى زامبيا إلى تنزانيا، ومنها إلى المحيط الهندى بحرا ثم إلى الإمارات والسعودية وصولا إلى البحر المتوسط.
الممر الجديد يتضمن كابلا بحريا جديدا وبنية تحتية لنقل الطاقة والكهرباء والهيدروجين الأخضر ويربط الموانئ التى يمر بها، وحينما يكتمل المشروع فالمفترض أنه يتضمن شبكة عابرة للحدود من السفن إلى السكك الحديدية لتكملة طرق النقل البرية والبحرية القائمة لتمكين مرور السفن والخدمات.
الموقعون على مذكرة التفاهم اتفقوا على التوصل لخطة عمل خلال شهرين فقط، ويفترض بعدها أن يتم الإعلان الرسمى عن تفاصيل المشروع كاملة. خصوصا أنه لا يوجد إعلان رسمى من الدول الموقعة على مذكرة التفاهم بذلك، فالبعض مثلا يتحدث عن وجود روابط فرعية للخط الأساسى مع دول مختلفة فى المنطقة مثل عمان والبحرين.
والملحوظة الأساسية حتى الآن أن هذا المشروع يستبعد تماما إيران ولبنان، وهو استبعاد سياسى واضح، لكنه يتضمن العراق وتركيا.
النقطة الجوهرية تتعلق بالتمويل.. ومن يدفع ومن يتحمل التكلفة الأكبر. وهناك تسريبات تقول إن الاتحاد الأوروبى خصص ٣٠٠ مليار دولار للإنفاق على البنية التحتية فى الخارج خلال الفترة من ٢٠٢١ إلى ٢٠٢٧ من خلال «مشروع البوابة العالمية». وهو مشروع تم إطلاقه جزئيا لمنافسة مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، إضافة إلى الدفاع عن المصالح الأوروبية مع الشركاء الرئيسيين.
ربما تصريحات كبار المسئولين فى الدول المشاركة فى هذا المشروع توضح لنا بعض ملامحه. الرئيس الأمريكى جو بايدن قال إن الاتفاق تاريخى وسيساهم فى جعل الشرق الأوسط أكثر استقرارا وازدهارا، وسيوفر فرصا لا نهاية لها للدول المعنية، ما يجعل التجارة وتصدير الطاقة النظيفة أسهل كثيرا، إضافة إلى مد الكابلات التى تربط المجتمعات وتقوية سلاسل الإمداد، مما يؤدى إلى تحسين الأمن الغذائى.
ولى عهد السعودية محمد بن سلمان قال: إن المشروع يتطلب عملا دءوبا لتحقيقه وتحويله إلى واقع. علما بأن بن سلمان اتفق مع مودى على شراكة تقود إلى مستقبل واعد ووقعا ٥٠ اتفاقية، وبلغ حجم التجارة بين البلدين ٤٢٫٨ مليار دولار العالم الماضى.
أما رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى فقال: هى مبادرة تضع بذورا تجعل أحلام الأجيال المقبلة أكبر.
ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى أورسولا فون دير لاين قالت: المشروع أكبر بكثير من مجرد سكة حديد وكابلات، بل هو جسر أخضر ورقمى بين القارات والحضارات، وسيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة ٤٠٪.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فقد قال: إنها لحظة تاريخية لإسرائيل.. ويجعلها فى مفصل حركة التجارة الدولية، وسيعيد صياغة العلاقات فى المنطقة. الآن أصبحت إسرائيل دولة عبور من نوع مختلف، لقد أصبحت ملتقى الطريق الرئيسى فى الاقتصاد العالمى وجسر السلام الذى سيغير المنطقة.
ما سبق معلومات أولية، وفى مثل هذا النوع من المشروعات الكبرى يكون هناك فائض حماس وأحلام كبرى.
السؤال الجوهرى: إلى أى مدى هناك فرص حقيقية لتحويل هذا المشروع إلى واقع على الأرض، وهل يمكن تنفيذه من دون وجود علاقات طبيعية بين السعودية إسرائيل، ومن دون سلام عربى إسرائيلى يحل القضية الفلسطينية؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى هدوء وتروٍّ فى التفكير قبل الإجابة عليها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق الهند الخليج أوروبا معلومات أولية طريق الهند الخليج أوروبا معلومات أولية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon