توقيت القاهرة المحلي 13:39:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قل العدوان الأمريكي.. وليس الإسرائيلي فقط

  مصر اليوم -

قل العدوان الأمريكي وليس الإسرائيلي فقط

بقلم - عماد الدين حسين

قد يكون الأكثر دقة أن نقول «العدوان الأمريكى على قطاع غزة بدلا من أن نتعامل مع الأمر على أنه عدوان إسرائيلى فقط».
وإذا كان الأمر كذلك فإنه يكون من العبث الشديد التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها وسيطا نزيها.
النتيجة السابقة يمكن لأى متابع استخلاصها بكل سهولة منذ بداية العدوان عصر يوم السبت السابع من أكتوبر الماضى وحتى هذه اللحظة.
هى خلاصة ليست ناتجة عن موقف سياسى ضد الولايات المتحدة بل هى مجرد رصد لوقائع على الأرض وأقوال واضحة لغالبية المسئولين الأمريكيين.
فى الأيام الأولى للعدوان أرسلت الولايات المتحدة حاملتى الطائرات ايزنهاور وفورد وسفنا نووية للسواحل الإسرائيلية لتقديم كل أنواع الدعم والحماية أولا، ولمنع أى أطراف أخرى من الانضمام للحرب ضد إسرائيل خصوصا إيران وحزب الله اللبنانى.
ويوم الإثنين الماضى نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقريرا مهما يقول إن الجيش الإسرائيلى ألقى ٢٢ ألف قنبلة على قطاع غزة زودته بها الولايات المتحدة. كما أرسل قنابل تزن الواحدة ٩٠٠ كيلوجرام مخصصة لاختراق التحصينات، وأرسل أكثر من ٥٠ ألف قذيفة مدفعية، كما وافق على إرسال قذائف مخصصة لدبابات ميركافا الإسرائيلية علما بأن إسرائيل تحصل على ٣٫٨ مليار دولار مساعدات عسكرية من أمريكا سنويا.
وقد لا يعرف كثيرون أن أحد أسباب الدمار الواسع لمبانى ومساكن ومنشآت قطاع غزة وآلاف الشهداء الذين سقطوا فى العدوان كان بسبب هذه الأسلحة الأمريكية.
وطبقا لتقرير مهم نشر فى موقع «سكاى نيوز عربية» الإماراتى ظهر يوم الإثنين الماضى، فإن إسرائيل توسعت خلال عدوانها فى استخدام صواريخ «GBU» الأمريكية لهدم المبانى والتحصينات الخرسانية بحثا عن أنفاق حركة حماس وفصائل المقاومة. يقول التقرير إن طائرات الإف ١٦ الأمريكية الصنع ظهرت مرارا وتكرارا فى سماء غزة خلال العدوان وهى تحمل هذه القذائف التى طورتها شركة لوكهيد الأمريكية، وهى التى تسببت فى صنع حفر عميقة فى الأرض والشوارع والمناطق السكنية. هناك أيضا قنابل GBU 28 وتسمى مدمر الملاجئ وهى نوع خاص من القنابل الخارقة للأرض وقد تم تجريبها قبل ذلك فى ٥ حروب وخصوصا فى أفغانستان والعراق وكوسوفو، وتكلفة الصاروخ ٤٥ ألف دولار. وعلى ذمة واشنطن بوست فإن إسرائيل أسقطت فى أسبوع واحد ٦ آلاف قنبلة على غزة، فى حين أسقطت أمريكا على أفغانستان ٧٤٢٣ قنبلة خلال عام كامل، علما بأن قطاع غزة صغير جدا من حيث المساحة والأعلى كثافة سكانية فى العالم. واستخدمت إسرائيل قذائف صاروخية بأكثر من عشرة آلاف صاروخ فى أسبوع واحد.
ونتذكر أنه بمجرد بدء العدوان جاء الرئيس الأمريكى جو بايدن لزيارة إسرائيل، وهى المرة الأولى التى يزور فيها رئيس أمريكا إسرائيل أثناء الحرب، ليقول لهم نحن معكم وندافع عنكم، ومن يومها بدأ يتبنى كل الأكاذيب الإسرائيلية.
وبعده جاء وزير الدفاع لويد اوستن ليقول إن مخازن الجيش الأمريكى مفتوحة أمام إسرائيل لتأخذ منها ما تشاء، وجاء وزير الخارجية الأمريكى أنتوى بلينكن ست مرات منذ بدء العدوان، وكان الأكثر وضوحا حينما قال: «جئت إلى هنا باعتبارى يهوديا قبل أن أكون وزيرا للخارجية الأمريكية»، وآخر تصريح له قبل أيام قليلة أن الحرب سوف تتوقف حينما تعلن المقاومة الفلسطينية استسلامها.
الدعم الأمريكى الشامل لم يكن عسكريا فقط أو حتى سياسيا، وإعلاميا، بل كان دبلوماسيا أيضا.
واشنطن استخدمت سلاح الفيتو ثلاث مرات فى مجلس الأمن الدولى لمنع صدور قرار لوقف إطلاق النار، الأول كان روسيا، والثانى برازيليا والثالث إماراتيا فى الأسبوع الماضى.
صار واضحا أنه من دون الدعم الأمريكى السافر والصارخ ما كان يمكن لإسرائيل أن تبدأ أولا فى عدوانها، وما كان للعدوان أن يستمر من دون هذا الدعم المفتوح خصوصا أن الموازنة الإسرائيلية لا يمكنها أن تتحمل كل هذه الخسائر الناجمة عن تعبئة كل أفراد الاحتياط، وتوقف العديد من الأنشطة الاقتصادية خصوصا قطاع الغاز الطبيعى إضافة إلى تكلفة تهجير سكان غلاف غزة ومستوطنات الجليل الأعلى المتاخمة للحدود اللبنانية.
وقد يكون من المهم للدول العربية أن تستنتج خلاصة ما حدث منذ يوم 7 أكتوبر الماضى، وهو أن الولايات المتحدة لم تعد حتى تتخفى وراء أى ستار فى دعم إسرائيل.
وبالتالى ربما يكون من المفيد أن نسمى الأشياء بمسمياتها وهى أن العدوان الجارى حاليا اسمه العدوان الأمريكى قبل أن يكون العدوان الإسرائيلى، وربما الأدق أن نسميه العدوان الأمريكى الإسرائيلى على قطاع غزة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قل العدوان الأمريكي وليس الإسرائيلي فقط قل العدوان الأمريكي وليس الإسرائيلي فقط



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon